في ألمانيا كل شيء يجب أن يكون كما ينبغي!!

?? اسم الكتاب : جواز سفر إلى ألمانيا اسم المؤلف : رولاند فلاميني تعريب : شويكار زكي الناشر : مجموعة النيل العربية 2001م ??كتاب من سلسلة كتب جواز سفر، وهذا الكتاب هو عن ألمانيا وهو دليل موجز للقارئ عن تاريخ ألمانيا وعن الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والجغرافية، إضافة إلى تعريف القارئ نمط السلوك والعادات والأعراف الخاصة والتجارية في ألمانيا. بلد صغير وإنتاج كبير: جمهورية ألمانيا ليست أكبر الدول في الاتحاد الأوربي مساحة، بل إنها تأتي بعد فرنسا وأسبانيا، ولكنها تمثل القيادة الاقتصادية في السوق الأوربية المشتركة، فإجمالي الدخل القومي 1.360 ترليون دولار. وهو أكبر أقوى اقتصاد في أوروبا وفي المجموعة الأوربية، وهي ثالث أغنى دولة بعد أمريكا واليابان. الشخصية الألمانية إن التاريخ الألماني يضيف عبئا كبيرا على الأجيال الحالية، فهم يدفعون تكاليف ما قام به الآباء من حروب وعداء نحو الآخرين، وهذا التاريخ العنيف لألمانيا دفع الألمان إلى عدم الثقة بالسلطة وبالجيش، لذا فإن أشهر الأحزاب والمنظمات في ألمانيا هي التي تبحث عن السلام وعن حماية الطبيعة، فهناك جماعة الخضر، ومنظمة السلام الأخضر، وللألمان نشاط واسع وكبير في منظمات العفو الدولية. ويقول المؤلف إن الشعب الألماني لا يزال يشعر بعدم الأمان، ويغلب عليه القلق والذعر النفسي، والإحساس بالخطر والضعف تجاه النواحي الغامضة. ويأخذ الكتاب أقوال الفيلسوف الألماني غوته قوله إن الألمان يجعلون كل شيء صعب على أنفسهم وعلى الآخرين وإذا لم يكن التعقيد موجودا بالفعل لاخترعه الألمان، وهم يرون أنفسهم بأنهم شعب معقد. ولكن بجانب هذه العيوب فالميزات لا تزال هي الأكثر، وهي الأهم، فهم شعب يتميز بالعقلانية، والنظام، والكفاءة، والنجاح في مجال الصناعة. بلد واحد وعادات متنوعة!! ألمانيا تتكون من عدة مقاطعات، وكان بعضها دولا مستقلة، وكانت إمارات أو دوقيات ومدن ذات سيادة مستقلة، ولكن التاريخ الحديث لألمانيا ضمها جميعا في دولة اتحادية، يتمتع كل إقليم بقدر كبير من الحكم الذاتي، باستثناء الأمن والدفاع والخارجية حيث إنها من مهمات الحكومة الفدرالية، ولكل مجتمع من مجتمعات ألمانيا خصائصه، وميوله وعاداته ولهجاته، بل إن بعض اللهجات تثقل على البعض، مما يحس وكأنها لغة أخرى. الأحزاب السياسية يوجد في ألمانيا العديد من الأحزاب، ولكن أشهرها حزبان، هما الحزب الاشتراكي والحزب المسيحي، وهما الحزبان الكبيران اللذان توليا السلطة أكثر من مرة، بل إنهما الحزبان اللذان توليا أمر إعادة إعمار ألمانيا، وعودتها إلى قوتها الاقتصادية، ويعملون الآن على عودتها السياسية الكبيرة لتقود الاتحاد الأوربي. وظهر مؤخرا حزب بدأ يكسب شعبية كبيرة وهو حزب الخضر، وهي مجموعة من الأفراد وهبت نفسها للدفاع عن البيئة والطبيعة، وتطالب بنزع السلاح، وحل منظمة حلف شمال الأطلنطي، والاهتمام بحماية البيئة، وكان لهذا الحزب تأثير كبير في توجيه الصناعة الألمانية الى اتخاذ خطوات كبيرة نحو حماية الطبيعة من التدمير البشري. وظهرت أحزاب أخرى تتبنى نفس المبادئ ولكن بأساليب أخرى، ولاقت النجاح، وأصبح الحزب الأخضر ومجموعته من الأحزاب المماثلة قوة ضغط ويمثلون أقلية هامة. اللغة الألمانية يتحدث الكتاب عن خصائص اللغة الألمانية، ويقول اللغة الألمانية أكثر من أي لغة أخرى تعكس الشخصية القومية لمن يتكلمها، وهو التزام بالنظام، يتحكم في الحياة الألمانية، وجملة (كل شيء يجب كما يجب أن يكون) هي جملة تسمعها دائما، ووضع قائم بالفعل. والكلمات المركبة قد تبدو غير مصقولة ومملة، إلا أنها تشبع الألماني في الدقة والوضوح. ويقول المؤلف إن اللغة الألمانية تتميز بالوضوح حتى في النطق، فكل حرف في الكلمة يجب أن ينطق، وليس هناك حروف لا تنطق، ولكنها مع وضوحها لغة صعبة، والذين يتحدثون بها من غير الألمان هم من أصحاب التقديرات العالية دراسيا. ألمانيا والأجانب: كانت ألمانيا تستعين بالعمالة الأجنبية الرخيصة لتنفيذ مشروعات إعادة الإعمار بعد الحرب العالمية، وخاصة في الخمسينات من القرن الماضي، وكانت الحكومة الألمانية ترحب بالأجانب، وتقدم لهم ميزات العمل والصحة والضمان الاجتماعي، وكانت ترحب بهم، وتكونت أقليات عرقية كثيرة في ألمانيا، أكبرها هي أقليات الأتراك، ولهم أعداد كبيرة في ألمانيا، وعندما توحد شطرا ألمانيا بعد انهيار الشيوعية، بدأ الألمان الشرقيون وهم المفضلون يزاحمون الأجانب غير الألمان، وبدأ مشاكل الاستغناء عن الأجانب، خاصة وأن بعضا منهم يعتبر ألمانيا بلده الحقيقي، فهم ولدوا وعاشوا فترة طويلة، ولكنهم عاشوا كضيوف كما كان الألمان يسمونهم. وتسعى الحكومة الألمانية إلى التخفيف من استقبال المهاجرين الجدد، خاصة وأنها تشعر بعدم ترحيب شعبي بهم عما كان سابقا. بالإضافة إلى أن تنظيمات الهجرة الألمانية تمنح بعض الحقوق المالية للأجنبي أو اللاجئين إليها. وتصرف سنويا ما يزيد عن بليوني دولار معونات للاجئين والمهاجرين، مما يمثل عبئا على دافعي الضرائب. الكسب الغير مشروع: يتكلم الكتاب عن أخلاقيات العمل في ألمانيا، ويذكر أن الرشوة جريمة كبيرة في ألمانيا إذا قبلها الموظف الرسمي حتى ولو كانت صغيرة أو تافهة، فإن هدية متواضعة كقلم حبر، تقدمه لموظف قد يعتبر رشوة، ويؤدي به إلى السجن وإلى الفصل من العمل، لذا فإن التعامل مع الموظفين الرسميين يتم بصورة نظيفة جدا، بل إن عرض رشوة يعتبر إهانة للموظف، وقد يسبب إضرار كبيرا لمن يسعى الى تقديم الرشوة. فأخلاقيات العمل النظيف جزء من طقوس العمل الحكومي في ألمانيا. الساعة علامة النجاح!! المواعيد والعمل عليها، هي جزء من تكوين الشعب الألماني، فالموظف أو العامل الذي يجلس بعد العمل ليعمل ليس دليلا على تفانيه في العمل، بل دليلا على تأخره وعدم إمكانه العمل كما هو مطلوب، فتنظيم الحياة في الأعمال والمصانع يعطي للإنسان عملا بمقدار الزمن المسموح به، لذا فإن التأخير في إنجازه يعني الفشل في الوصول إلى الحد المقرر، والذي يجب أن يكون أسوة بالآخرين، لذلك فإن الألماني ينظر إلى ساعته ويخرج عند نهاية الدوام حفاظا على سمعته، فالبقاء متأخرا يعني وجود القصور والتأخير. ومن الضروري ان يتعامل الغريب معهم بنظامهم، ولا بد من الالتزام بالمواعيد أو إعطاء العذر المسبق إلى عدم إمكانية الحضور في الوقت المحدد قبل الموعد بفترة، وخاصة في حالة الدعوات للحفلات أو في المواعيد الخاصة بالاجتماعات والزيارات، ويجب الاعتذار قبل الموعد لا بعده، فهو لن يكون مقبولا بسهولة. ???