مهرجان المربد السابع عشر: الشعر العربي إلى أين؟!

انقضى مهرجان المربد الشعري السابع عشر الذي تقيمه العراق مع نهاية العام الماضي 2001 دون أن يجيب على السؤال الكبير والمطاط بعد:الشعر إلى أين؟. مناقشات المهرجان تناولت ثلاثة محاور رئيسية هي: جدل الحداثة والتراث، والشعر في العالم، والشعر والانتفاضة الفلسطينية. وتدلنا العناوين ومتون البحوث أنها لم تكتب من أجل أن تكون مترابطة في الموضوعات والمناهج والأهداف، وأن يكمل بعضها البعض الآخر، إنما كتبت على أساس اختيارات وتوجهات الباحثين، وبما ينسجم والمحاور الأساسية للحلقة الدراسية، ولذلك جاءت البحوث متباعدة في اختيار وتناول الموضوعات. وكانت البحوث المشاركة في المحور الأول أكثر عددا من المحورين الآخرين وأكثر تنوعا منهما، فقد كان بحث الدكتور محمود عبدالله الجادر مركزا على التراث، وجامعا بين التنظير والتطبيق، وكذلك هو الحال بالنسبة لبحث الدكتور محمد صابر عبيد. وسيطر الطابع النظري على بحوث قاسم محمد عباس والدكتور حميد الحمداني ومحمد سالم عبدالله، كما سيطر المنهج المقارن على بحث الدكتور فائق مصطفى، وجاءت بحوث سمير قطامي والدكتور فهد محسن فرحان والدكتور محمد أحمد القضاة قريبة من النقد التطبيقي. وفي المحور الثاني، تناول الناقد طراد الكبيسي أبرز الظواهر الشعرية في العالم، وتناول الناقد عبدالجبار البصري جناية الشعر العالمي المترجم على شعرنا العربي، وتناول الباحث حيدر سعيد الأوجه وتمثيل العالم، حيث كشف الأول وجود العديد من الظواهر الشعرية الجديدة، ومن أبرزها ظاهرة الشعر الشفاهي التي تساعد التطورات الإعلامية والاتصالية على انتشارها، كما تناول الاختلافات في الشعر حسب تطور كل منطقة وخصائصها الجغرافية والثقافية والاجتماعية واهم المؤثرات العالمية في الشعر العربي. الأدب العربي والآخر ويبدو أن المحور الثاني لم يحقق الهدف من عنوانه باعتباره محاولة للتعرف على الشعر في العالم، إذ اهتم بتحليل واستعراض هموم وقضايا وسلبيات العلاقة بين الأدب العربي والآداب والثقافات العالمية، وكان من الطبيعي أن يختار الباحثون هذا التوجه، إذ يصعب تقديم وجهة نظر إجمالية عن الشعر في العالم، ويصعب وضع هذا الشعر في إطار اتجاهاته هي، خاصة بشعر بلدان وقارات معينة وذات صلة بمراحل سابقة. وجاء المحور الثالث مركزا ومتماسكا ومترابطا بعناوينه واهتماماته وبحوثه التي شارك فيها الباحث الفلسطيني خليل السواحري والباحث العراقي الدكتور ستار عبدالله والباحثة العراقية الدكتورة بشرى البستاني، إذ تناول الأول شعر الانتفاضة في الأرض العربية المحتلة، وتناول الثاني موضوع الانتفاضة في الشعر العراقي، وتناولت البستاني في بحثها قصيدة واحدة للشاعر خالد علي مصطفى، وهو شاعر فلسطيني يعيش في العراق ويجمع بين التجربتين العراقية والفلسطينية في شعره.