الطفل المعجزة ينشر دواوينه بعقد يزيد عن مليون دولار!!

تتحدث الدوائر الأدبية وعالم النشر في الولايات المتحدة الأمريكية عن الطفل المعجزة، الطفل الشاعر الذي يبلغ من العمر اثني عشر عاما فقط، وبدأ في كتابة ديوان شعره الثالث، ووقع عقدا مؤخرا بنهاية عام 2001م مع شركة هايبرون، وهي دار نشر تابعة للشركة الإعلامية الكبيرة ا ب س، لنشر ديوانه الثالث وإعادة طباعة دواوينه السابقة، بمبلغ كبير لم يعلن عن مقداره، ولكن من المعلوم أن عقود مثل هذه الحالة النادرة هي عادة بمبالغ كبيرة تتجاوز المليون دولار. قدم هذا الشاعر الصغير ديواني شعر، هما ديوانه الأول والمسمى (أغاني القلب)، والديوان الثاني يحمل عنوان (رحلة من خلال أغاني القلب) وتم بيع أكثر من نصف مليون نسخة من هذين الكتابين، ولا يزال الطلب متواصلا، بل إن الناشر اضطر إلى تكليف عماله وموظفيه بعمل إضافي لاستقبال الطلبات المتزايدة. من هو هذا الشاعر ؟ إنه الطفل المريض المدعو ماتي ستيبانك (Mattie Stepanek )، وهو الابن الوحيد الذي بقي حيا من مرض عضال أصاب إخوته السابقين، وهو من أمراض الإعاقة المستديمة، ولا يستطيع التنفس بسهولة، مما يجعله مرتبطا دائما بأجهزة التنفس الصناعي، ويجعله محدود الحركة والحديث، ومرضه مرض نادر، ولكنه مميت، والشفاء ميؤوس منه، ولكن هذا الشاعر بقي مدة أطول من عمر إخوته، وفاق الزمن الذي عاشه إخوته السابقون الذين ماتوا مبكرين، ولم يعيشوا الفترة الطويلة التي عاشها هو، وهو لا يزال يصارع المرض، والأطباء يعلمون أن نهايته قريبة جدا، ويعملون معه ويقدمون له أحدث ما يستطيع الطب أن يقدمه. إن هذا الطفل على الرغم من مرضه وعجزه، لم تمنعه هذه العوائق من كتابة الشعر ومن الاجتماع بالقراء ومقابلتهم في المكتبات، حيث يروج لكتبه، ويلقي عليهم قصائده التي يقولها بتعب شديد بسبب ضعف التنفس عنده واستعانته بأنابيب الأكسجين وأنابيب الشفط والنفث. وبدأ قول وكتابة الشعر وهو في سن مبكرة، كما يقول هو وأمه، التي اعتادت أن تكتب كلماته الشعرية، فهو بدأ بقول الشعر وعمره أربع سنوات. محبوب الجميع وقد لاقى هذا الشاعر الصغير اهتماما زائدا من قبل الإعلام الأمريكي، فهو بجانب شاعريته، والموضوعات التي تيسطر على كلمات شعره، فإنه لاقى تعاطفا شعبيا ورسميا بسبب مرضه الخطير، ويعلم هو وكل من حوله أن أيامه معدودة. وقد تمنى هذا الشاعر في إحدى المقابلات الإعلامية أن يلقى الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر، وحقق له الرئيس جيمي كارتر هذه الأمنية، فألغى الرئيس جميع ارتباطاته، وقابل هذا الشاعر الصغير المريض، وأعجب به وبشعره بل كتب مقدمة الديوان الثاني للطفل. وشارك هذا الشاعر الصغير في كثير من البرامج التلفزيونية مباشرة عن الكتب والنشر والشعر، وكان الضيف الرئيسي عند (اوبرا ونفري) صاحبة البرنامج الثقافي الذي يقدم ويناقش أفضل الكتب وأشهر الكتاب. ويجد مئات من المعجبين به، الذين ينتظرونه في المكتبات التي يعلن أنه سيزورها ليلقي بعض قصائده، ويجد عشرات الصحفيين والمصورين الذين يسعون إلى الحديث معه، ويجتمعون ويستمعون إليه بإنصات. أفكار هذا الشاعر ؟ تدور أفكار هذا الشاعر وشعره حول الحياة والحب، وحول فلسفة الموت والحياة، وقد تأثر بذلك كثيرا في شعره، وقال قصائد عديدة في أخيه الذي مات وعمره أربع سنوات. وعندما سئل لماذا ترغب في مقابلة الرئيس السابق جيمي كارتر قال إنه محب للسلام. ولم يتأخر الشاعر الصغير عن مشاركة العالم أحداثه، فله نظرة في السلام والعيش بأمان في هذا الكون، وقال قصائد عديدة طلب فيها السلام للجميع. أما أفكاره الاستثمارية، فهو يقول إن الأموال التي حصل عليها من كتبه ستصرف في علاجه، وهناك صندوق خاص بتكاليف علاجه الباهظة، وهو يشكر الله الذي منحه هذه الموهبة لتساعده على تحمل المصاريف والمساعدة في إجراء الأبحاث للشفاء من مرضه له ولغيره من المرضى في المستقبل. ماذا يقول هذا الشاعر: في قصيدة له بعنوان كيف تكون الحواس حواسا!! يقول الشاعر: إن عيوننا وجدت لرؤية الأشياء ولكنها أيضا للبكاء .. في سعادتنا والشقاء إن آذاننا وجدت لنا لنسمع. ولكن أيضا قلوبنا تسمع.. وجدت أنوفنا لشم الطعام .. ولكن علينا أن نشم بها الهواء والحشائش وبجهد يمكننا أن نشم أيضا الفراشات.. ???