عند الفلاسفة.. الحقائق تتغير من وقت لآخر

تناهى إلى سمع محب الدين أن كبير الفلاسفة المشهور بعلمه الواسع و رجاحة عقله سيزور قريتهم، لم يفرط محب الدين في هذه الفرصة وهو العاشق للعلم والمعرفة والباحث عنها. سعى محب لمقابلة كبير الفلاسفة، و بعد أن استمع إليه وحضر دروسه واعجب به طلب منه أن يسمح له بان يتتلمذ على يده، وان يسمح له بمرافقته في تنقلاته ورحلاته بين القرى لتعليم الناس وتنويرهم، ويسمح له بالغرف من معين علمه، ورأى كبير الفلاسفة في محب الدين صفة طالب العلم الحقيقي فسمح له بمرافقته وصحبته في أسفاره. اصبح محب الدين رفيق سفر الفيلسوف ولكنه بعد اشهر قليلة من هذه الصحبة ومن تنقلاتهم من قرية إلى قرية تشوش فكر محب الدين من آراء الفيلسوف التي تختلف من مكان إلى أخر . صمم محب الدين أن يفاتح كبير الفلاسفة بشكوكه وتشوش فكره بسبب آرائه المتغيرة، فقال إننا عندما زرنا القرية الأولى وتحد ث الناس إليك بأمر الجوع الذي لحق بهم قلت لهم عليكم بحراثة الأرض جيدا، وهذا سيعطيكم محصولا وفيرا، وفى زيارتنا للقرية الثانية وعندما شكا لك الناس عن الجوع جأرت فيهم لا تجعلوا همكم هو الطعام والأكل، وفى القرية الثالثة عندما تحدث الناس عن المجاعة التي يعانون منها نصحتهم بالصلاة والدعاء إلى الله . وواصل محب حديثه: أن كل هذه القرى تعانى مشكلة واحدة وهى الجوع ولكنك كنت تخترع إجابات مختلفة كل مرة، فأين الحقيقة هنا ؟ فأنا اتبعتك بحثا عنها ولكنى لا أجدها فيما تعلمه للناس. أجابه كبير الفلاسفة بان الاتفاق بينهم هو أن يتعلم منه كيف يفهم الحياة ويترجم ظواهرها، ولم يكن الاتفاق هو البحث عن الحقيقة، فهناك فرق كبير بين فهم الحياة وكشف أسرارها وبين معرفة الحقيقة المطلقة. حقيقة الامس قد تكون كذبة اليوم، وخيال اليوم قد يكون حقيقة الغد.