الثقافة العربية بين اللاوحدة وزحف العولمة ... كيف يمكنها الصمود؟!

أين تقف الثقافة العربية في خصوصيتها وإرثها من المد الثقافي العالمي الكبير الذي يخترق حدودها من خلال العولمة؟ وهل ستستطيع الصمود أمام هذا المد الهائل الذي بدأت تفرضها سياسات عالمية على كل مناحي التراث الإنساني للشعوب؟ هذه النظرة الحذرة والمتوجسة سادت أفكار وطروحات محاضرات عدد من المفكرين والمثقفين العرب الذين حضروا اللقاء الأول لمؤتمر التكامل الثقافي العربي في عصر العولمة، والذي أقيم في العاصمة المصرية القاهرة ، وبدعوة من معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية. وقد عبر المتحدثون عن مخاوفهم كأحد نتاجات الواقع القائم في ظل هذا المد، فقد عزا أستاذ التاريخ في جامعة القاهرة عماد أبو غازي التردي في الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في العالم العربي إلى نتاج السياسات التي سادت بعد السبعينات حسب اعتقاده. وجاء التركيز على الصعوبات التي تواجه فكرة التكافل، ضمن المحاور الأساسية التي ركز عليها المؤتمر وهي: وحدة الثقافة العربية وخصوصية الثقافة القطرية، ومشروع حماية الحضارة العربية كأداة للتكامل الثقافي، وثقافة الطفل العربي في عصر العولمة. وكذلك تقديم تحليل نقدي للسياسات الثقافية العربية، والثقافة الشعبية المشتركة وخصوصيتها في اللحظة الراهنة في بناء موقف عربي بناء قادر على التفاعل مع الآخر على قدم المساواة. واعتبر أبو غازي، ووافقه آخرون مثل المتخصصة في ثقافة الطفل المغربية نجيمة طيطاوي، أنه لا يوجد صناعات ثقافية عربية قومية موحدة، والتي إن وجدت اعتبرها ضارة، لأنه توجد بين الدول العربية دول تقوم بمصادرة المادة الخام للثقافة، مثل الروايات والأفلام وغيرها من المنتجات الثقافية. وكانت الجامعة العربية قد عقدت نهاية العام الماضي مؤتمرا للمثقفين العرب استجابة لدعوة الأمين العام للجامعة عمرو موسى دعا في نهايته إلى وضع استراتيجية محددة للمثقفين والثقافة العربية والإسلامية لمخاطبة الآخر الغربي، كرد على الموجة المعادية للعرب في الغرب.