الإبداع بالعربية الفصحى اسهل من الكتابة باللهجات العامية العامية !!

&# 1645;&# 1645;اسم الكتاب : على أسوار بابل اسم المؤلف : جورج طراد الناشر : دار رياض الريس بيروت دراسة شيقة يقدمها المفكر والدارس اللبناني الأستاذ جورج طراد حول مفهوم اللغة العربية وتحديثها، وتبني فكرة الانفصال عن الفصحى والاكتفاء بالكتابة باللغة العامية، وفيها يناقش دراسات سابقة حول هذا الموضوع، ويطرح أفكاره الخاصة والقيمة، ليس لأنها تدافع عن اللغة العربية، بل لأنها توضح الطريق وتعارض بالمنطق السليم الآراء الأخرى التي ترى أن اللغة العربية الفصحى هي أداة تخلف وحجر عثرة في وجه الإبداع والتطور الفكري، وأنها لا تعبر عن حقيقة الوجدان عند الشاعر وعند الكاتب، لذا فإنها تكون لغة قاصرة. جبهة المعارضة تعرضت اللغة العربية لانتقادات كثيرة من أبنائها ومفكريها وكتابها، بدعوى أنها لغة تحتاج الى تطوير، ففيها صعوبة، وفيها عدم مرونة، تعيق غير المتعلم من استخدامها الاستخدام الصحيح، ومن هؤلاء أنيس فريحة وسعيد عقل وسلامة موسى وغيرهم، وهي أصوات قليلة، إلا أن يوسف الخال كان أعلاها صوتا، بل إنه اتهم بأن محاربته اللغة العربية ليست من باب الاجتهاد الفكري، بل من دوافع سياسية، وأفكار إقليمية. يوسف الخال هو أحد المفكرين الذين تبنوا فكرة إمكانية الاستغناء عن اللغة العربية، واستبدالها أو تعديل قواعدها ونحوها، لتكون أكثر مرونة وسهولة، خاصة وأن يوسف الخال تلقى دعما فكريا وماليا ليمضي في برنامجه التجريبي، ولكنه فشل في تجديد اللغة، بل وواجهته صعوبات عدة في قبول اقتراحاته، إذ أنه كان يرى ضرورة حرية انتقاء الألفاظ، ويدعو إلى صياغة الجمل حسب فهمها لا حسب لفظها، مما رآه البعض شذوذا علميا غير مقبول فكريا. ويناقش الكتاب ويجادل أطروحات الكاتب يوسف الخال الذي تبنى فكرة الحداثة، والتي يرى أنها هي بوابة التغيير الذي يفيد من التجارب السابقة ليصنع منها تجربة الحاضر، ويوسف الخال كتب الشعر بالفصحى، ولكنه أعلن أنه لن يكرر ذلك، لأن الشعر بالفصحى لم يعبر عما في نفسه من مشاعر شاعرية، واقترح الاستغناء عن اللغة الفصحى والاعتماد على اللغة المحلية ليقول الكاتب والشاعر ما يريده، وهو يقول كيف يمكن أن تجمع الشعب العربي بواسطة لغة ليست لغة حياته؟ أي أنه يستنكر أن يتكلم الناس لغة ولكنهم يقرؤون لغة أخرى. ويرى أن هذه ازدواجية سخيفة. التناقضات في الاعتراض يناقش المفكر جورج طراد أفكار يوسف الخال ويفندها، وهو يطرح إحصائيات عن كتابات وكتب يوسف الخال التي طرحها كتجربة تنافس الكتابة باللغة الفصحى، لأنه كان يحارب استخدام اللغة الفصحى، ويرى أنه يمكن استبدالها بما يكتبه، فقد تبين له أن ما كان يكتبه يوسف الخال كان أغلبه من اللغة العربية الفصحى، بل إن أشعاره باللغة الفصحى كانت الأشعار القوية، وفيها تتضح تجربته ومشاعره أكثر مما ظهر في كتاباته الشعرية باللغة العامية. بل ووجد عيبا آخر، وهو طول القصائد باللغة العامية، لأنه يضطر إلى شرح وتفصيل لعدم وجود مفردات عامية لبعض المعاني الغزيرة، لذا فإن التطويل أصبح أحد عيوب هذا المنهج، والأصل في الشعر أنه يرتكز على القلة في الكلام والكثرة في المعنى. محليات عديدة للغة واحدة ويناقش المؤلف فكرة يوسف الخال الذي يقترح بأن يكتب الشعر والنثر في كل بلد عربي بلغته العامية، وهو يعترض على ذلك لأن علينا ان نتعلم العامية في كل بلد من المغرب إلى اليمن لكي نتابع الفكر العربي، ويرى أن الإبقاء على قواعد عربية واحدة أفضل من قواعد عربية وإملائية لكل قطر من الأقطار، ولكل كتاب من الكتب، أي أننا أمام فكرة تتناقض مع نفسها فلا يتم تبسيط اللغة العربية بتصعيبها وتعسيرها، وهذا مناقض للفكرة الأساسية في البحث عن مخرج للصعوبة التى يواجهها القارئ والكاتب باللغة العربية. النطق والإملاء ويعترض أيضا على فكر يوسف الخال فيما ذهب إليه من أن اللغة المحلية يجب أن تحل محل اللغة الفصحى، وانه يجب استبدالها، فهو يقول إن هناك مشكلة الكتابة، فالحروف والكلمات معروفة في اللغة العربية الفصحى، فكلمة ماء يعرفها الجميع، ولكن لو كتبناها بلغة المحاكاة، فهناك مية النبع أو نقطة مي. فللغة الفصحى وحدتها، وللغة العامية تشتتها وصعوبتها. والإشكال الآخر هو وجود حروف الجر وأسماء الإشارة، مما يزيد في فوضى لغوية يحاول المفكر يوسف الخال الابتعاد عنها، ولكنه يستبدل بمتاعب معروفة ومعلومة، متاعب غير معروفة بل قابلة للتوسع والانتشار أكثر وأكثر. لذا فإن التغيير لا يحبذ لذاته ولكن لمنفعته، فإذا انتفت المنفعة فلا جدوى من التغيير. &# 1645;&# 1645;&# 1645;