عندما يأتي المساء

عندما يأتي المساء.. نتنفس الصعداء.. وندخل عالما آخر.. عالما على رغم هدوئه يقتلنا بصمته.. ننتظره كل يوم بفارغ الصبر لنخلد إلى الراحة فيه.. ونعتبره الصديق الوحيد الذي نبثه همومنا.. ونراجع فيه أنفسنا.. مع كل هذا فهو صديق مخادع، كثيرا ما يبث الخوف والمواجع.. كثيرا ما يذكرنا بماض تعيس نحاول نسيانه.. أو لحظات سعيدة رمم عليها الزمن بنيانه.. فعلى رغم هدوئه الشكلي فإن مضمونه يحوي الكثير.. والكثير من الهموم والآلام.. مرات كثيرة تساءلت مع نفسي لماذا يبدو هذا المساء كئيبا؟ هل هو يتخذ من لونه معنى لنفسه.. أم أن هناك تناقضا بينه وبين لونه؟! حاولت مرارا أن يمر هذا المساء من دون أن يذكرني بماض تعيس أو لحظة سعيدة، ولكن أبى المساء ذلك. نشر في مجلة (الأدب الإسلامي ) عدد (29)بتاريخ (1422هـ)