أنـت الـرياض

تقف المدارك عند بابك خشعا ويرى الجديد لدى تراثك منبعا أنت الرياض لجنة قد لامست كف المساء ترابها فتضوعا هل تذكرين اقرأ وقد بلغتها وحيا تنزل كي يضيء ويسمعا واختار ربك بين أهلك ثلة لتكون بين الخلق أول من وعى حملوا ثقافة دينهم فتسنموا للمجد في فلك الكواكب موقعا لمعوا لأن هدى الثقافة فيهم طبع لشعبهم وليس تطبعا رضعوا الفصاحة في المهود فأوشكوا أن يركبوا متن المنابر رضعا من طول ما سقت البلاغة أرضهم لو ينطق الحجر الأصم لأبدعا وجرت بلاغتهم صدى لحياتهم سحرا يهز الراسيات موقعا ذابت على وهج الحنين نفوسهم وجرت صبابات هناك وأدمعا وصليل أمجاد وركض فوارس تأبى إذا حم الردى أن ترجعا ووجيب قلب ضج في أشواقه فمضى يزلزل في الصدور الأضلعا وشدا فهب الكون ينفض نومه ويهز كل الكائنات لتسمعا فتعلم الماء الخرير وأصلحت طير السما أوتارها كي تسجعا رفعوا بكعبتهم لواء نبوغهم فسعى الحجيج بظله واستمتعا فتحت ثقافتهم مغاليق الورى لما أراد الله أن تتوسعا غرست بعالمهم عطاء نبوغها وسقى الهدى زهر النبوغ فأينعا وتزاحم القصاد حول ثمارها كل تدافع للحصاد وأسرعا وتفننوا فيها ففاض عطاؤها ما كان بين خلالها أن تمنعا واليوم نلقاها.. نعيد عناقها ونشد في وهج العقول الأذرعا ولدى الرياض طلائع قد أذنت لتشد نور الفجر حتى يطلعا نعلي صروح العلم.. ندري أنها من حقها في دارنا أن ترفعا ونمد غدران الثقافة ثرة يحلو الغدير إذا تماوج مترعا من مثلنا للعلم نشربه هدى ونعاهد الرحمن ألا نشبعا نهواه نطوي المستحيل لأجله لا نستريح إلى ذراه تطلعا حتى نحلق فوقها ونضيئها لنكون فوق النابغين المرجعا يرتاح نور العلم في أحضاننا فالدين والدنيا لديه تجمعا يمتد باسم الله نور طريقنا فنرى الطريق معبدا وموسعا نبني لنسكن عالما لظلاله تأوي النجوم السابحات لتهجعا راد الكواكب ثم حلق فوقها يبغي لكل شموخها أن يركعا قد بدل الدنيا ومد عطاءها فوق العقول وما الخيال توقعا دفع الزمان فهرولت وثباته فالبرق يستأني الزمان ليلمعا وطوى الورى فقريبه وبعيده كالعاشقين تعانقا وتمتعا لكنه الإنسان.. وحش كاسر يبغي بأوكار الصغار المطمعا يا ويلهم قد مد ظل جناحه وعلى رؤوس العالمين تربعا وخلا المدار وسرحت فرسانه لم يبق من في طوقه أن يردعا وتأله الظلام حين تعملقوا وغدا لهم وجه البسيطة مرتعا يتخيرون لظلمهم ميدانه ويموهون عسى الورى أن يخدعا أخفوا دمامة وجههم بطلائه ولقبحه أرخوا عليه البرقعا وتشدقوا بالعدل وهو ممزق قد سال في أنيابهم وتقطعا ذبحوا لدى القدس الشريف حياءهم ما عاد في تضليلهم أن ينفعا لما بدت سوءاتهم عريانة خجلت عيون الخلق أن تتطلعا يلوون أعناق الحقائق عنوة ويزيفون الغث حتى يلمعا يجرون شر الغاشيات بأمرهم ويروعون الكل حتى يصدعا والشر مهما اشتد في بنيانه لابد للبنيان أن يتصدعا والخير أنفاس الحياة إذا انطوى طويت مباهجها وباتت بلقعا وعوى الذئاب بها وجن عواؤهم ليهز قلب الآمنين ليفزعا حتى الذي ساق المخاوف بطشه يخشى ويرتقب المصير المفجعا قل للأولى غرسوا الشرور مآلها مهما تعمق جذرها أن تقلعا فالخير للإنسان نور حياته حتى يهيئ في ثراه المضجعا نشر في مجلة (الأدب الإسلامي ) عدد (29)بتاريخ (1422هـ)