الفصل الثاني :الدورية (النوم) عند النبات

?? اسم الكتاب : النوم.. أسراره وخفاياه ??اسم المؤلف : الدكتور أنور حمدي الناشر : المكتب الإسلامي : بيروت ??بحوث في .. النوم والأحلام والتنويم (المغناطيسي) للدكتور أنور حمدي النوم .. أسراره وخفاياه الفصل الثاني الدورية ( النوم ) في النبات ساعة زهر و .. عطر! مع دورة الليل ، ودورة النهار .. مع إيلاج الليل في النهار، وإيلاج النهار في الليل! .. يستجيب النبات بدورة نشاط وحركة .. ودورة سكون وراحة! . ففي أوقات تتفتح الأزهار وتنتشي، وفي أوقات أخرى تنغلق وتستكين .. وفي ساعات تتهدل الأوراق و( تسترخي )، وفي ساعات أخرى تتحرك وتنبسط..! دورة نشاط ، ودورة راحة .. تشبه النوم واليقظة، عند الإنسان والحيوان!.. حتى أن بعضهم ليقول إن للنبات نوما ويقظة! .. فهو ينام كما ينام البشر، ويستيقظ كما يستيقظون! .. ويرقد كما يرقدون ، ويصحو مثلما يصحون .. هلا نظرت إلى أزهار نبات ( الأوكساليس )، وكيف هي تقفل في الليل وكأنها (نائمة) وهلا رأيت إلى أوراق البلسمينا ( أمباتينس ) وكيف هي تتهدل ليلا وكأنها (ترتاح)! حتى إذا ما أقبل النهار ( تحركت ) ، وأخذت الوضع الأفقي!. وأنظر إلى نبات القطيفة ( أمارانتيس )، وكيف تكون أوراقه أفقيه في النهار، حتى إذا ما أقبل الليل، تحركت ، وأخذت الوضع الرأسي! أو لم تر إلى كثير من أوراق النباتات البقولية، التي ما أن يحل المساء حتى تأخذ في الانطباق على نفسها، حتى إذا ما حل الصباح، وأقبل النهار، وأشرقت الأرض بنور ربها، تعود إلى حالها من ( الانبساط) .. وهذا ما أشار إليه أحد هواة الطبيعة الحية في أول مادة مكتوبة عن الدورية في النبات، منذ حوالي 2400 عام. حينما وصفها أي للنباتات البقولية بأنها تذوي وتقترب من الساق ، إذا ما جاء الليل، وترتفع أي الأوراق وتنتفخ إذا ما أقبل النهار!. أولا تذكر في التاريخ أن اندروثين، أحد جنرالات الإسكندر الأكبر، قد لاحظ أثناء مسيرته الطويلة إلى الهند، أن نبات التمر الهندي يطوي أوراقه ليلا، ثم يفردها نهارا؟! أو لم تلاحظ، كما لاحظ عالم الفلك جان دي ميران في القرن الثامن عشر، أن نوعا من أنواع نبات السنط ، يفتح أوراقه نهارا ، ويغلقها ليلا ؟!. أو ما تعلم أن ( عباد الشمس ) ما جاء اسمه إلا لأنه يتحرك ، ويدور، ويتوجه بالشمس؟!. ..وهناك نباتات ، قد تتحرك حركة ( عكسية )! .. إذا ما صح التعبير! .. فهي تشبه أحوال بعض البشر، ممن تضطرهم الظروف إلى عمل الليل ن ونوم النهار! فأنظر إلى أزهار (سهار الليل) أو (شب الليل)! ..وكيف تتفتح مع حلول المساء، (وتنام) في النهار. وانظر إلى أزهار نبات (الأينويثرا)، وكيف تتفتح في المساء، وتنغلق مع الصباح الباكر!أنظر الشكل ( 2) ..وبعض النباتات قد تزهر صباحا ..وتموت مساء!. فأنظر إلى نبات عشب العين الزرقاء Blu eyed grass وهو نوع من أنواع نبات السوسن وكيف يكون لكل زهرة من زهراته ، يوم واحد، فيه تزهر صباحا وتموت مساءا مفسحة بذلك مكانا في اليوم التالي، لزهرة أخرى تكون الحياة والتفتح من نصيبها في أول النهار، والموت في آخره! .. وبعض النباتات قد ترتبط حركتها وسكونها، بساعات معينة من النهار أو الليل، فتسير بدقة متناهية، لا تخطئ فيها .. وعلى نظام لا يتقدم ولا يتأخر! فأزهار العليق والحي تغلق تويجها بعد الظهر. ونبات (الفومي) أو (لحية التيس) يكون أكثر دقة بكثير، حيث تتفتح أزهاره في الفجر أي حوالي الساعة الرابعة صباحا، مع استعداد المؤمنين لأداء صلاة الصبح! وأزهار (أذن القط) تتفتح مع الشروق، أي حوالي الساعة السادسة صباحا. وأزهار (القطيفة) تتفتح مع خروج التلاميذ إلى مدارسهم! . أي حوالي الساعة السابعة صباحا. وأزهار (أذن الفأر) تتفتح مع بدء دوام الموظفين الرسمي! أي حوالي الساعة الثامنة صباحا. وأزهار (التفاف الشوكي) تتفتح ولا زالت بعض النسوة المدللات يتمطين في الفراش! أي حوالي الساعة التاسعة صباحا. وأزهار (نبتة الحلمة) تتفتح وقد خلت مكاتب الموظفين. وكأن الدوام قد انتهى! أي في حوالي الساعة العاشرة صباحا. وأزهار (بيت لحم) تتفتح في وقت الهاجرة، عندما تقترب الشمس من كبد السماء! أي حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا. وأزهار (زهرة الآلام ) تتفتح في وقت الظهيرة والشمس في كبد السماء معلنة منتصف النهار! أي حوالي الساعة الثانية عشرة ظهرا. وأزهار (نبات الحامل) تغلق وقد عاد الطلاب إلى البيوت من المدارس! أي حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر. وأزهار (كسيرة الثعلب) تغلق، وقد انتهى الموظفون من أعمالهم (رسميا) أي حوالي الساعة الثانية بعد الظهر. وأزهار (فم الصقر) تغلق بتلاتها معلنة حلول (الساعة الثالثة بعد الظهر)! وأزهار (اللبلاب الصغير) تغلق في حوالي الساعة الرابعة بعد الظهر. وأزهار (زنبقة الماء) تغلق في حوالي الساعة الخامسة بعد الظهر. وأزهار (مساء الربيع) تتفتح وقد طاب الجلوس في الشرفات! أي في حوالي الساعة السادسة مساء! وهكذا .. حتى تعلن زهرة (نبات التورش الشوكية) منتصف الليل! عندما تبدأ في الانغلاق على نفسها. إنها دقة رائعة .. ونظام متقن! .. لكل ساعة من ساعات الليل أو النهار زهرة تتفتح أو زهرة تغلق! .. فلماذا لا نستفيد من هذه (الساعة الزهرية)؟ ! .. لماذا لا ننشئ (ساعة) بلا ضجيج ولا محركات ولا مولدات ولا (الكترونات)؟!. لما لا ننشئ (ساعة) من صنع القدرة الإلهية .. فيها جمال ، وفيها روعة!.. فيها سحر، وفيها إثارة!.. (ساعة) كلها زهور بزهور وعبير بعبير وأريج بأريج ؟! ذلك ما سبقنا إليه عالم النبات المشهور (كارولاس ليناييس carlus linnaeus) عندما نسق أحواض الزهور المذكورة سابقا، ورتبها، بشكل تستطيع أن توضح فيه ساعات النهار بداية من الفجر وحتى الغسق ! .. وبذلك ظهرت أول وأغرب وأجمل ساعة في إحدى حدائق مدينة أوبسالا بالسويد في بداية القرن الثامن عشر! وما أسرع ما انتشرت هذه (الساعات الزهرية) المثيرة في معظم أنحاء أوربا بعد ذلك! .. إنها روعة ما بعدها روعة .. ودقة ما بعدها دقة! (إزهار) في وقت معلوم!.. (تفتح) في وقت محسوب!.. (إغلاق) في وقت مقدر .. استمع إلى ما يقوله صمويل جود سميث وروبرت كليبورن في كتابهما (الزمن) عن أحد أنواع نبات الصويا: (إن هذا النبات يتصرف كما لو كان آلة حاسبة! فهو لا يزهر إلا إذا تعرض لفترات من الضوء والظلام، كتلك التي نراها في يوم كامل (أي في 24ساعة) أو مضاعفات هذا اليوم (أي فترات إضاءة وظلام بالتناوب لمدة 48 ساعة أو 72 ساعة .. الخ) .. ولا تزال هذه الدورة الزمنية منتظمة ما لم يتداخل فيها ما يخل بتوقيتها حتى ولو كان هذا التداخل بومضة ضوئية خاطفة! وعندئذ لا يحدث الإزهار!.. .. إنها (الصنعة الآلهية)!.. كل شيء بمقدار!.. كل شيء في وقت معلوم!.. (.. ربنا ما خلقت هذا باطلا ، سبحانك ، فقنا عذاب النار) .. ندعو بها مع كل دورة ليل ودورة نهار .. مع كل تفتح زهرة وإغلاق زهرة ! .. ???