مرة أخرى..اللغة العربية تبكي نفسها

اللغة العربية لغة القرآن الكريم، ولغة أهل الجنة، وكانت في يوم من الأيام لغة العلم يقبل على تعلمها الأعجمي قبل العربي تتعرض منذ ردح من الزمن لحملة عاتية من أعداء العروبة والإسلام بغية تدمير مقوماتها ووصفها بالعجز والجمود، بل تجرأ أحد غلاة المتعصبين العلمانيين والذي يعيش بين ظهراني العرب وفي برنامج بثته إحدى المحطات الفضائية العربية أن ينعت العرب بالعنصريين فقط لأنهم يحبون لغتهم و يؤمنون بأنها لغة أهل النعيم في الآخرة. وقد انبرى الكثير من الأدباء العرب والمسلمين للدفاع عن هذه اللغة العظيمة ويطالبون بالانتباه للمخاطر التي تتعرض لها من الحاقدين والكارهين ويشكون عدم اهتمام بني جلدتها بها، وجفاءهم لها. ومن أبرز الشعراء الذين نافحوا عن العربية وضرورة الاهتمام بها شاعر النيلحافظ إبراهيم الذي تنبه مبكرا لما يحاك ضدها من مؤامرات ودسائس. وفي القصيدة التالية للشاعر جبران محمد قحل أبيات جميلة كتبت بأسلوب سلس قوي ثمة مطالبة قوية بأن نغيث لغتنا الجميلة ونحفظها من عاديات الزمن.. فهل ترانا نصيخ السمع. أنا ذات الضاد، من بين اللغات شرف الرحمن بالقرآن ذاتي أنا أم العرب والإسلام ديني أتسامى به، في ماض وآت كفل الله على الدنيا بقائي ببقاء الذكر عبر الحقبات لم أزل رمزا اعتزاز وفخار لبني العرب، وقد كانوا حماتي عرفوا قدري بحق- وتفانوا جهدهم في رفع شأني في اللغات حفظوا لي شرفي الأسمى، وأعلوا لي كيانا، في شموخ وثبات وأحاطوني بتقديس، وصانوا كبريائي عن جميع الترهات فجزى الله عن الماضي رجالا من بني الضاد جزيل الحسنات هاأنا ذا بعدهم أصبحت نهبا لاجتراءات الأيادي العابثات وارتضى أبنائي اليوم هواني وأصاخوا لهتافات عداتي شوهوا حسني وأزروا بحماتي ورموني بشنيع التهمات فئة تعتبر الإعراب قيدا وتنادي بزوال الحركات وعن الفصحى فئات تتجافى تبتغي استبدالها باللهجات وأتى قوم بألفاظ من الأعـ جام، كي تلغي بعض المفردات وغدا التعبير معوجا قبيحا سيئ الأسلوب، جم الغلطات أهملوني-ياويحهم- بل وتمادوا في عقوقي، بانطلاق وانفلات وتحاشوا أدبي الثر، وقالوا: إنه رجعية عن كل آت فلكم آسى على نفسي وأبكي الـ يوم أمجاد السنين الخاليات من ترى لي غيرهم؟إن لم يحرك ساكنا حالي بهم قبل الفوات فعساهم أن يجدوا بالتفات ليعيدوا لي عهودي السالفات