طقوس الحنين

رذاذ الليل يهمي في دمي.. وأنا مسافرة نحو عينيك.. الذكريات التي مضت.. الورود التي هوت.. أجتاز المسافات دون هوادة.. وأقطع طرقات الخيبة.. أنا التي لونت عمري بالفرح الغامض والسعادة المبهمة- وتلوتك أغاني وقصائد وأنا أجتاز الخط الفاصل بين الليل والنهار.. وحدود البنفسج في خارطة شراييني. رذاذ الليل يهمي في دمي.. تتهاوى كثبان فرحي المتراكمة على حواف شطآنك الجريحة ويصيح الجرح على المدى.. يتقد سعيرا في حصاد العمر.. وأرحل دون جواز سفر نحو عينيك.. أسافر مع قوافل العشق الأبدي في صحراء اللهاث المتشظي ويصلني صوتك المخنوق تحت الرماد.. وآتي إليك.. تتعانق يدانا.. نتصافح نتشفى بيخضور الذكريات .. وترسم الحب أطواق ياسمين .. لأطفال قادمين مع شمس المغيب الشمس رحلت .. وأنا بلا شمس ولا شطآن .. أرتب سنين عمري من الهرم وحتى القاعدة أرتب ثواني فرحي.. وساعات حزني على حواف الجروج .. أرتب أزهاري على حواف الكأس وأتشمم عبير الإقحوان المتصاعد في فلك الربيع على مجرة السنين.. وينشلني خيط النور المنبعث من عينيك.. تطارحني رغبة أن أطير كعصفورة.. فأفتح قفصي الصدري.. وتحلق روحي.. بين الغيوم البعيدة.. وتنتشي برحيق النجوم.. كم قلت لي الليل مزرعة الأحلام- فتعال لنزرع الليل بأحلامنا ونطبع قبلة على جبين القمر المنسكب في بحيرة أعماقنا. رذاذ الليل يهمي في دمي.. وأنا مسافرة إلى عينيك.. أحمل حقائب السنين الهرمة في المطارات النافية.. تحدق أفراحي.. وأعوم في طائرة العودة.. فوق البحار البعيدة .. وتتضاءل المدن وتنمحي . لم يعد هناك فسحة إلا لقدوم عينيك. كم هو العالم مدهش وأنت معي أحملك مع نبض القلب.. ومع وسامة الليل. كم هو الليل مدهش وأنت معي والليل مزرعة الفرح والحلم.. كم هي رائعة طقوس الحنين وأنا أعوم فوق الغيوم .. وأتشمم عطر قدومك. وأخرج من شرنقتي .. وأطير فراشة الربيع القادم.. وأقسم لن أتركك بعد اليوم.. وتنهمر من عيني دمعة حنين.. ويركع قلبي فوق هامات ربوعك.