فرعون: الأصل عربي واللفظ عجمي!!

?? اسم الكتاب: بحثا عن فرعون العربي ??اسم المؤلف: د. علي فهمي خشيم الناشر: مركز الحضارة العربية طبعة 2001م ?? دراسة لغوية وموضوعاتها ليست جديدة عن اللغة العربية وأصولها القديمة، ولكن الجديد في موضوع هذا الدراسة هو محاولة المؤلف إرجاع كلمات معينة دارجة على الألسن على أنها كلمات غير عربية، ويحاول أن يثبت أنها ذات أصل عربي ويرجعها إلى اصلها العربي، فاسم الكتاب بحثا عن فرعون العربي هو الدراسة الأولى في هذا الكتاب والذي يسعى فيه المؤلف الى إرجاع كلمة فرعون إلى أصلها العربي، أي أن دراسته تقول إن كلمة فرعون المصرية القديمة هي كلمة عربية. لا يصح إلا الصحيح: يقول المؤلف إن هناك إشكالا معرفيا، انتشر بين الأكاديميين، في شئون التاريخ القديم لمنطقة حوض البحر الأحمر، وكان هناك قبول لفكرة وجود لغتين منفصلتين عن بعضهما إحداهما في شرق البحر الأحمر والأخرى في غربه، وبقيت هذه الأفكار قاعدة للكثير من النظريات الخاطئة ويقول كان الباحثون لفترة طويلة من الزمن يقسمون لغات الوطن العربي إلى قسمين: سامية، وتشمل لغات الجزيرة العربية، وحامية وهي اللغات في مصر وشمال أفريقيا، وكتبت آلاف الدراسات والبحوث على هذا الأساس، وكان الباعث على هذا الاتجاه خطأ تاريخيا يكمن في الاعتماد على تقسيم التوراة للأمم والشعوب من جهة، ومخطط سياسي ينبع من الرغبة الملحة في تقسيم شعوب الوطن العربي عن طريق تجزئة تراثه الثقافي والحضاري. ولكن الكثير الآن يرجعون ويقبلون الى التسليم بوجود قاسم مشترك لا ينكر، بين لغات هذا الوطن القديمة . وأصبح من نافلة القول الآن أن اللغة المصرية القديمة هي أخت شقيقة للغة العربية. أخوات اصلها واحد: يرى الكاتب أن اللغات المصرية القديمة، تحتوي على عدد وفير من الكلمات العربية الدالة على الحكم والولاية، ولكنها لا تشمل الجذر م ل ك الذي استعمله العرب الكنعانيون بكثرة، وعرب فلسطين قبل الغزو العبري، واستعملته القبائل العربية الصغيرة في الحجاز. ويواصل المؤلف شرح أفكاره قائلا هذا المنطلق هو الذي يقودنا الى استعراض الألقاب الملكية في مصر القديمة على ضوء وحدة الأصل اللغوي المشتق منه اللقب، ومقارنته بالألقاب التي استخدمت في مختلف مناطق الوطن العربي قديما. وقد نجح الكاتب في تقديم دراسته المطولة ليستدرج القاري بكلمات عربية قديمة واختلاف اللهجات ليقول لنا اصل الكلمة ( فر-ع ) معناها البيت الكبير أو البيت المرتفع، ويصل إلى نتيجة مفادها أن لقب فرعون هو ما يماثل في الوقت الحاضر كلمة البيت الأبيض آو الكريملين، أو الباب العالي في زمن الحكم التركي فهي ترمز إلى الحاكم أيا كان. الديمقراطية كلمة عربية: ويقدم الكاتب بحثا آخر ليرجع هذه الكلمة الغربية إلى أصلها العربي، وقد لا يكون ذلك له أساس تاريخي، ولكن عند تقريب الألفاظ والكلمات نجد أن الكاتب ينجح في إثبات قربها الكثير من أن تكون من أصل عربي، ويقسم الكلمة أيضا الى مقطعين وهما ديمو + كرات ويقول أن ديمو من كلمة آدم أو البشر والناس. وأما المقطع الثاني وهو(كراتيا ) فيتابع ويلاحق حروفها ويصل بالقارئ الى أنها من كلمة قاطع، مستبد طاغية، ثم يدخل المعنى الخفي وهو حاكم، ومن كلمة حاكم، تأتي كلمة حكم التي يبحث عنها المؤلف لتكون الديمقراطية تعني البشر يحكمون أو حكم البشر. شبشب أكثر إقناعا: إن محاولة إقناع القارئ بإرجاع كلمة ديمقراطية إلى أصلها العربي، تحتاج الى تسامح كبير من القارئ، ولكن كلمة شبشب، لا يستطيع القارئ الجدال فيها فهي ترجع إلى أصلها الحيثي (سكان سوريا في العصور القديمة)، ففي واحدة من النصوص التي تركوها كانت هناك كلمة تنطق وتكتب، (سب سب ) بمعنى حذاء، أو خف، وفي اللغة الأكادية فإن كلمة (شب) تعني قدم لذا فإن كلمة شب شب تعني قدمين أو حذاءين. المساهمات العربية: كتاب (بحثا عن فرعون عربي) من كتب الدراسات المتعمقة، والتي تقدم للقارئ العربي ثقافة من النوع الذي تفتقده المكتبات العربية، والكاتب من ليبيا ويقدم الكثير عن صلة تاريخ ليبيا بالعالم الآخر خارج أراضيها، ويتحدث الكتاب عن العلاقات الليبية اليونانية الكبيرة في ذلك الزمان، بل إنه يشير إلى الكثير من الأسماء اللامعة والشهيرة، في التاريخ الإغريقي، يرجع أصل بعضها إلى مصر وليبيا، ولكن الحضارة الإغريقية نالت كسب الاسم والشهرة. ويقول المؤلف في أوائل هذا القرن العشرين برزت جماعة من الباحثين الآثاريين والتاريخيين، اهتمت اهتماما كبيرا بدراسة نشأة الحضارات القديمة وأطوارها، في شمال أفريقيا وجزيرة ايبيريا وغرب أوروبا وكانت نتائج دراستهم وبحوثهم مجموعة هائلة من الآراء والنظريات العلمية مدعمة بالحجة الوثيقة تصب في أغلبها في مجرى واحد يبين أن ما يعرف عادة باسم الصحراء الليبية كان مهد الحضارة الإنسانية الأولى وموطن التطور البشري ومستقر الإنسان في عصوره المتقادمة. أساطير عربية يونانية: ويورد الكاتب أساطير تعرف بأنها أساطير يونانية، ولكنها في الواقع هي من البيئة ومن رحم أرض ليبيا القديمة، والتي كانت جزءا من الأرض المفتوحة في حوض البحر الأبيض، وكان كل من يركب السفن سيصل الى أحد موانئ ليبيا أو مصر أو تونس. لذا فإن تاريخ وفضل الحضارة اليونانية والإغريقية يجب ان يتقاسمها جميع أطراف البحر الأبيض، ولا تخص اليونان فقط. كتابات غزيرة وثرية: المؤلف : هو الدكتور (على فهمي خشيم) أحد رواد الكلمة والمعرفة العربية، وأحد المدافعين عن العربية والانتماء العربي، قدم للمكتبة العربية ما يزيد على عشرين كتابا قيما بعضها ترجمات لبعض الكتب والمسرحيات، وكان أكثر كتاباته دراسات ثقافية وفكرية عميقة، منها: النزعة العقلية في تفكير المعتزلة، وكتابه نظرة الغرب إلى الإسلام في القرون الوسطى، وله كتب تاريخية منها نصوص ليبية، وكتابه قراءات ليبية، كما قدم أيضا كتابه الكبير بعنوان آلهة مصر العربية. ???