الغموض في روسيا عنوان سياستها.

??اسم الكتاب : قريبا من الكريملين اسم المؤلف: سامي عمارة الناشر: دار الهلال القاهرة 2001م ?? كتاب يقدمه كاتب وصحفي عربي، يعد من أبرز الخبراء العرب في الشأن الروسي، جراء تواجده بالقرب من الكريملين وأقامته الطويلة في روسيا، والتي زادت عن ربع قرن من الزمان، فقد تعلم هذا الكاتب ودرس في روسيا، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في اللغة الروسية، ويجيدها كأحد أبنائها، وعمل مراسلا في روسيا لعدة صحف ومجلات مصرية، لذا فإن ما يقدم في كتابه هذا يعتبر مرجعا ودليلا للسياسة الروسية تجاه العالم، والعالم العربي خاصة، حيث اهتم الكاتب بالجانب العربي من النظرة الروسية للعالم العربي والشرق الأوسط عامة. علاقات ثمينة: يتكلم الكاتب عن علاقات كبيرة أنشأها مع رجالات الحكم في روسيا، ويتحدث عن لقاءاته ومحادثاته مع كبار المسؤولين الحكوميين والحزبيين في الاتحاد السوفيتي سابقا، وفي روسيا لا حقا بعد التفتت والانحلال، فهو أدرك العصرين وحضر وفاة الاتحاد السوفيتي ونشأته من جديد بلباس وجغرافية وتاريخ وعلم جديد. ويعتمد في كتابه على ما تحصل له من معرفة أسرار وخفايا من خلال علاقاته الوثيقة والقوية التي بناها بحكم عمله كصحفي، ويبني من ذلك نظرياته في أسباب انهيار ذلك النظام المتماسك خلال سنوات قصيرة. نظرة الكاتب: يرى الكاتب أن القشة التي قصمت ظهر الجمل في تفكك الاتحاد السوفيتي كانت الخلاف بين الرئيس الأخير للاتحاد السوفيتي السيد( ميخائيل جوربا تشوف) والرئيس يلتسن الذي تسلم منه الحكم بعد محاولة الانقلاب العسكرية الفاشلة التي قام بها بعض القادة في الجيش والحزب الشيوعي. نظرة الرئيس يلتسن كانت نظرة متفتحة وأكثر انطلاقا من الرئيس السابق في تبني المبادئ والإيمان بالديمقراطية وتعدد الأحزاب، وساعده على النمو والتمسك بالسلطة شعوره بوجود مساندة شعبية عارمة له، خاصة وأنه كان شخصية موسكو المهمة، بجانب الظروف الحسنة التى استغلها الاستغلال الأفضل لصالحه ليأخذ بزمام الأمور من سلفه، إضافة إلى عدم وجود معارضة غربية لما فعله، بل كان يعلم أن هناك مساندة غربية له على أفكاره. المادة السادسة: يتحدث المؤلف عن المادة السادسة في الدستور السوفيتي، والتي كانت تضمن احتكار السلطة للحزب الشيوعي، وعندما ألغيت بموجب التنظيمات الجديدة والتعديلات التى أدخلت على الدستور، فتحت الأبواب الواسعة لتغييرات عديدة، فقد سمحت بظهور أحزاب معارضة للحزب الواحد، وظهر من هذا الباب السوسة التي نخرت في كيان الاتحاد السوفيتي، فعادت روح القومية والشعوبية والتي كانت تمتزج في الاتحاد السوفيتي سابقا بقوة السلاح، فبدأت المطالبة بالانفصال وتأججت الصراعات القومية والدينية. دور المثقفين: يشير الكاتب إلى الدور المعنوي الكبير الذي قدمته فئة المثقفين في الاتحاد السوفيتي، فيرجع الفضل لهم في تبني أفكار الرئيس الروسي ميخائيل جوربا تشوف، وهي المبادئ المعروفة والتي وردت في كتاباته عن ( البيريسترويكا والجلاسنوست) بخصوص الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والانطلاقة بالاتحاد السوفيتي نحو نظرة اقتصادية جديدة. وقد كان للتأييد الذي قابلته نظريات الرئيس من قبل المثقفين والدفاع عنها، سبب كبير في بقائها، والعمل على تنفيذها على الرغم من وجود معارضة حادة وكبيرة من أعضاء بارزين في الحزب الشيوعي. واستمر التأييد للأفكار الجديدة أيضا مع الرئيس (بوريس يلتسن) مما ساعده أيضا على النجاح، ولعل معركة الرئيس يلتسن مع رجال البرلمان كانت خير مثال على ذلك، فإن السلطة التشريعية لم تكن معه، ومع ذ لك فقد بقي في الحكم والسلطة بسبب وجود تأييد شعبي تبنته ومنحته له فئة المثقفين. فتش عن اليهود: يقدم الكاتب نظرة من قريب عن دور المنظمات اليهودية والصهيونية في مسرح هذه العمليات التاريخية، فهو يقول ان الانفتاح الاقتصادي والثروة والغنى، الذي تحلم به روسيا لم يتحقق، ولكن الذي تحقق هو استيلاء أساطين المال والتجارة واغلبهم يهود على الصحافة والإعلام في روسيا، وجعلوها سلعة تباع وتشترى بأبخس الأثمان، وحققوا من خلالها مصالحهم، ولتطويع المجتمع والصناعة والإعلام ليكون خادما وتابعا لسلطتهم الصهيونية الخفية. الحرب في الشييشان: لا يكاد كتاب يتناول الشأن الروسي من دون ذكر الشيشان ومشكلتهم، وهذا الكتاب ليس استثناء حيث تم تخصيص جزء كبير منه للحديث عن الحرب في الشيشان على أساس تاريخي وسياسي وليس ديني، ويقدم تفاصيل عن تاريخ الشيشان وجهادهم القديم من أجل الاستقلال عن روسيا. وعن الوقائع الحربية الأخيرة التي دمرت عاصمتهم قروزني وجعلتها مدينة أشباح وخرائب. ولا يلحظ الكاتب في سياسة الرئيس الحالي (فلاديمير بوتن) تغييرا كبيرا عن أسلافه في كل الملفات الساخنة، ويرى غموضا في توجهاته السياسية التي لم تتضح معالمها بعد، فهو نشأ في بيت الشيوعية وتشرب منها، ولكنه يدير مؤسسات حكومة تسير بخطى واسعة وصعبة نحو الديمقراطية. ???