شاعر يقدم رؤيته لثلاثين شاعرا عربيا!

??اسم الكتاب : حديث الشعر والشعراء ??اسم المؤلف: الدكتور جميل علوش ??الناشر: مركز الحضارة العربية في القاهرة طبعة أولى 2001م ?? هذا الكتاب بعنوانه حديث الشعر والشعراء يقدمه لنا خبير ومرجع في هذا الحقل، فالمؤلف شاعر وكاتب وناقد أدبي معروف، وله نشاط كبير وعطاء غزير في الأدب والشعر الرفيع. ويذكر المؤلف في مقدمة كتابه أنه سبق أن قدم سلسلة من مثل هذه الأحاديث عبر الإذاعة الكويتية، كما أنه كان ينشر بعض الأحاديث في الجرائد والمجلات العربية. وقدم المؤلف للمكتبة العربية تسعة دواوين شعرية بدأها بديوانه عرس الصحراء في عام 1966 وآخرها كان ديوانه حديث الذكريات والذي نشر في عام 1998م، كما قدم سبعة مؤلفات تتوزع بين النقد الأدبي وترجمة لبعض الشعراء المعاصرين وكتب تعليمية في اللغة العربية وقواعدها. رأي الشاعر في الشعر! يقول الكاتب إنه من أنصار الشعر الكلاسيكي، ولا يرى في غيره ما يسمى شعرا، فهو يقول: لقد حرصت كل الحرص في هذه المقالات النقدية ان التزم الأمانة والدقة والإنصاف إذ لم يشغلني شيء في حياتي كما شغلتني قضية الصواب والخطأ في كل أمر من أمور حياتي ولعل تمسكي بالشعر الكلاسيكي دون غيره من أنواع الشعر راجع إلى تمسكي بهذه القضية أي قضية الصواب والخطأ. فالشعر الكلاسيكي يحقق مطالب العقل والذوق والموسيقى والجمال. وهو لذلك جدير بأن نتمسك به، بل إن التمسك به هو تمسك بالصواب نفسه وابتعاد عن الخطأ والخطل. ثلاثون شاعرا معاصرا يتميز هذا الكتاب بأنه يقدم للقارئ ترجمة لحياة الشعراء العرب المعاصرين، وأغلبهم من مصر والشام، وذلك بحكم نشأة الكاتب في الأردن، ومعرفته واطلاعه على شعراء المنطقة المحيطة به، ويقدم نبذة عن تاريخ حياتهم واتجاهاتهم الشعرية، فهو يقدم صفحات عديدة للشعراء أمثال أحمد شوقي ويقارن شعره بشعر العقاد، ويقارن أيضا بين شعر العقاد ومارون عبود والشاعر ميخائيل نعيمة. وقائمة الشعراء تطول لتغطي ما يزيد على ثلاثين شاعرا عربيا مشهورا، لهم دواوينهم وذكراهم في المحافل الأدبية، ومنهم الجواهري والأخطل الصغير، والرصافي والرفاعي والناعوري، وصالح جودت، وعبد الرحمن عمر، وصالح ناجي، ويختم كتابه بتقديم دراسة نقدية لديوان المرفأ القديم للشاعر العراقي عبد الصاحب الموسوي. حافظ إبراهيم .. الحافظ : يتحدث المؤلف عن الشاعر حافظ إبراهيم الذي توفي سنه 1932م، ويقدم لنا خصائصه الشخصية والشعرية، فهو يقول إنه شاعر يمتلك مواهب عديدة كان أهمها مقدرته العجيبة والفذة في الذاكرة القوية التي كان يتمتع بها، فكان يكفيه أن يقرأ المقطوعة الشعرية لمرة واحدة، ويستعيدها من ذاكرته، وله موهبة أخرى، وهي ارتجال الشعر، فهو يقدم القصائد بعفوية وبطلاقة، وتغلب على أشعاره العفوية وروح النكتة، ولكنه يقدم قصائده الطويلة بعناية لغوية فائقة . ويقول المؤلف إن الشاعر حافظ إبراهيم كان من الشعراء الذين كانوا يمجدون العرب والقومية العربية والتي أصبحت قيد التوجه السياسي، بعد أن كانت فكرة، في خضم الصراعات والتفتت الذي لحق بالدولة العثمانية. فهو القائل : إذا ألمت بـوادي النيـل نازلـة باتت لها راسيات الشام تضطرب وإن دعا في ثرى الأهرام ذو ألم أجــابه في ذرا لبنـان منتحب هذه يدي عن بني مصر تصافحكم فصافحوها تصافـح نفسها العرب صناعة الشعر عند العقاد: يقدم لنا المؤلف، أربع دراسات شيقة لعشاق الشعر، عن شعر عباس محمود العقاد، الأولى بعنوان الحلقة المفقودة بين العقاد وشوقي، والثانية بعنوان زعامة حركة التجديد في الشعر بين مطران والعقاد والدراسة الثالثة تحمل عنوان العقاد على محك مارون عبود. والبحث الرابع بعنوان العقاد في غربال ميخائيل نعيمة. وهذه الدراسات تتكلم عن خمسة من الشعراء العرب، وتفسر المعارك والحروب التى كانت دائرة بينهم، وسبب الصراعات التي لم تكن فقط بسبب الغيرة والشهرة بينهم، بل أيضا وبين أفكار التجديد في الشعر والمطالبة به والدفاع عن القديم والمحافظة عليه. مارون عبود والعقاد لم يكن الشاعر اللبناني مارون عبود راضيا عن شعر العقاد بل يرى فيه الصنعة المفتعلة، فكان يرى أن قصائد العقاد أقرب إلى النظم والصنعة منها إلى الشعر الحقيقي، ويرى أن صياغته الفنية وإن حاول تحسينها جافة وقاتمة، ويرى أن شعره يخلو من العاطفة، ونقده ينحدر إلى مستوى السباب والشتيمة. وأخوه شاعر !! لا ينكر المؤلف أن الحديث عن أخيه كشاعر أمر محرج، ولكنه أيضا أمر دقيق فالأمانة العلمية توجب عليه تقديم أخيه كشاعر، قدم الكثير من الشعر والدواوين، لذا فإن تجاهله لأنه أخ له يعتبر خيانة علمية، ويطلب أن لا ينظر لها أيضا إنها تمجيد لأخيه، أو ترجمة لحياتهما معا كشاعرين، وهو يقول إنه يقدمه كشاعر شق طريق الشعر بجدارة وبغزارة، وقدم الكثير من الشعر السياسي والحماسي لقضية العرب وفلسطين. ويذكر أن إنتاجه كان أربع دواوين شعرية، وتوقف بعدها حيث توقف عن الشعر، وانقطع عن قراءة الشعر والأدب واستبدلها بالسياسة وانشغل بها وبالقضية الفلسطينية. ومن أشعاره: سرت في الميدان في معركة النصر المفدى أزرع الدرب الذي صـوح ريحانا ووردا وأمني أرضـنا السمحاء بالعـودة مجـدا سرت لا أعرف سلطانا ودستورا وحـدا ?? كتاب سينال إعجاب المهتمين بالأدب والشعر والشعراء، فهو يقدم إضافات فكرية، وقراءات جديدة عن شعراء تترد أشعارهم على لسان العرب في زماننا المعاصر. ???