أربعون رؤية جديدة في مواضيع متكررة!!

??اسم الكتاب : رؤى ثقافية ??اسم المؤلف : الدكتور عبد الكريم بكار ??الناشر: دار المسلم للنشر والتوزيع 1421هـ ??يقول المؤلف إن هذا الكتاب كان في الأصل عبارة عن مقالات متفرقة نشرت في العديد من المجلات، مثل البيان والعربية والفيصل والمعرفة ومجلة الطالب المسلم في لندن. . ويقول أيضا عن هذه المقالات إنها تتوزع على محاور عدة منها التربوي والفكري والمعرفي والدعوي والبيئي، وهي على تباعدها تهدف لتنبيه العقل المسلم إلى محاولة الحصول على صياغات جديدة لرؤاه وطروحاته في المسائل التي عرضنا لها يقدم لنا المؤلف نحو أربعين فكرة يطرح فيها رؤيته ويقدمها للقارئ بثوب جديد ولون جديد، فالمواضيع جميعها ليست جديدة في ذاتها ولكن الكاتب يحاول أن يطرحها من وجهة نظر جديدة، مشبعة بفلسفة وبروح إسلامية قوية. الحضارة والمدنية: هذا الموضوع قدمت فيه كتب ومجلدات، ولكن المؤلف يقدم لنا في مقالته الموجزة أفكارا جديدة عن فكرة الحضارة والمدنية، ورؤيته الخاصة به. يقول المؤلف ان التفريق بين المدنية والحضارة ضروري من أجل الاستجابة لرمزيات مستقرة في السمو الإنساني، حيث يتم التفريق بين الارتقاء بوصفه انعكاسا لنمو العقل والروح والالتزام بالمبدأ، وبين الارتقاء بوصفه تحسنا في أساليب العيش والسيطرة على البيئة وتنظيمها. يرى المؤلف أن هاتين الصفتين منفصلتان عن بعضهما في المجتمعات، والمدنية سابقة للحضارة، بل هي المنشئ لها، ولا يصل المجتمع إلى الكمال إلا بتحقيق الاثنين معا، ويرى المؤلف إمكانية وجود حضارة بدون مدنية، وتنمو هذه الظاهرة عندما توجد الرفاهية المادية، وتنتشر في مجتمع يفتقد إلى روح الإخاء والمشاركة والمحبة بين الناس، ويحكمه الصراع حول امتلاك أكثر ما يمكن وبأي وسيلة. يقول الكاتب ان المدنية الحقة هي انتقال من الغريزة إلى العقل ومن الإرضاء لما هو قريب ومباشر إلى الاحتفال بالآجل والدائم، حيث يباعد التمدن بين سلوك الإنسان وسلوك الحيوان الذي لا يعرف شيئا عن تأجيل الرغبات. رؤية التغيير: يقدم المؤلف مقالة من ثلاثة أجزاء مطولة عن ظاهرة التغيير، وما هو التغيير المطلوب. يرى الكاتب أن التغيير ضرورة للحياة، بل أنه من الأمور الطبيعة، فالانتقال من طور إلى طور ومن حال إلى حال هو من سنن الحياة، وكثير من هذا التغيير هو تغيير قهري، لا تأثير كبير للإنسان فيه. وهناك تغير بشري جماعي يسعى الجميع إليه، وهذا عادة يصاحب الاكتشافات العلمية ويتمشى مع التقدم العلمي، والذي يستفيد منه جميع البشر بل يسعون إلى تغيير الواقع ليتلاءم مع هذا الطور الجديد من الحياة، وهذا أمر محبب ومطلوب. ولكن التغيير الهام هو تغيير ما بالنفوس، ويقول المؤلف الناس غير مستعدين لتغيير أنفسهم وتغيير مألوفاتهم وعاداتهم إلا إذا شعروا بحاجة ماسة إلى التغيير، ولن يكون من المجدي كثيرا صدور قوانين ورفع شعارات تغييرية إلا إذا أدرك الناس وظيفة هذه الشعارات وجدواها في تحسين أحوالهم، وتخليصها من المعاناة اليومية التى تزعجهم. وهنا تبرز أهمية تغيير المجال الإدراكي للناس، وشحذ أذهانهم، لتكون أكثر حساسية تجاه المتطلبات المتجددة للحياة العصرية. رؤية تربوية: في مقال بعنوان مسؤوليات المعلم يقدم لنا هذا الأستاذ المعلم والمربي، علمه وخبرته في هذه المقالة الشيقة إذ يحدد فيها مسؤوليات المعلم بخمس نقاط هامة جدا، لو نفذها جميع المعلمين لخرج لنا جيل متعلم فعلا، يقابل معترك الحياة بسلاح العلم : 1-تنمية الاتجاهات الأخلاقية، حيث يرى المؤلف أنه صار من الحيوي أن يقوم المعلمون بشرح الكثير من المفاهيم المتعلقة بالحلال والحرام، والصواب والخطأ والأخلاق الحميدة والأخلاق الذميمة. إن عصرنا هذا هو عصر القلق النفسي والتحلل الخلقي، والجفاء الاجتماعي، وإن على المدرسة أن تعرف واجبها في صياغة جيل يحمل مناعة ضد هذه الأوبئة. 2-تجسير العلاقة بين الأجيال. ويرى أن هناك فجوة تفاهم بين تراثنا وحضارتنا وزماننا الحاضر ومن واجب المعلم أن يصنع هذا الجسر ليتم التواصل بين الماضي والحاضر. 3-تحرير العقل من أغلاله، ويذكر من أغلاله، التحيز، والرؤى المشوهة، والأحكام المبتسرة، والمؤلف يرى أن تحرير العقل مشروع كبير يحتاج إلى فكر وثقافة عالية. 4-يتحدث المؤلف عن مشكلة عند الكثير من أبناء الجيل وهي عدم معرفة هدف له في حياته، وهذه ظاهرة يجب أن تجد من يعالجها ويوجهها في فترة النمو المعرفي. 5-إعانة الطلاب على الوضوح الفكري، ويتم ذلك من خلال فتح الباب أمام الطلاب للمناقشات، والتحليل والتركيب، وإثارة الفضول، والتشجيع على طرح الأسئلة، واستقبال الاستفسارات والاستفهامات بروح التعليم لا بروح الضجر. لماذا نتعلم؟ لماذا نتعلم؟ وكيف نعلم ونعرف التفكير المستقيم؟ وما هي المرونة الذهنية؟ وما هو جوهر التقدم العقلي؟ وما هي الطريقة لتنمية المعرفة؟ يطرح المؤلف هذه الأسئلة وعشرات غيرها، ويقدم إجابات ذات أبعاد فلسفية ورؤية ذات شفافية عالية، تساعد على مزيد من التفكير وتنمية المعرفة والعلم، وتثير الفضول والتساؤل العقلي عند القارئ؟ إنه كتاب مطالعة حديث، يناقش فكر العصر وهموم المجتمع العربي والإسلامي. هذا الكتاب هو أحد سلسلة المسلمون بين التحدي والمواجهة وصدر منها خمس كتب هي: نحو فهم أعمق للواقع الإسلامي، من أجل انطلاقة حضارية شاملة، مقدمات للنهوض بالعمل الدعوي، مدخل إلى التنمية المتكامل والكتاب الخامس هو حول التربية والتعليم. ???