ماذا تقول المرأة عندما تكتب !!

?? اسم الكتاب : غرفة فرجينيا وولف ??اسم المؤلف : رضا الظاهر الناشر: دار المدى بدمشق 2001م ?? استعار الكاتب العراقي ( رضا الظاهر) هذا العنوان من كتاب صدر منذ أكثر من سبعين عاما، عندما الفت الكاتبة البريطانية فرجينيا وولف كتابها المعنون باسم (غرفة خاصة بالمرء وحده) وحيث إنها كانت امرأة، فهذه الغرفة كانت المطلب الخاص لها وحدها لتكتب فيها وتبوح بأسرارها الأنثوية لنفسها، ثم تسمح بما تسمح به من فكر نسوي. عنوان الكتاب (الغرفة) رمز إلى معنى آخر أيضا وهو الاستقلالية التامة في حياة الكاتبة والحرية التامة لها، فهي تقول - بما معناه- إن الكاتب والكاتبة هما نتيجة ظروف تاريخية، وإن الشروط المادية مهمة على نحو حاسم، فبسبب افتقارهن (المرأة عموما) إلى الملكية والتعليم، وبسبب القيود المفروضة على حرية حركتهن والمطالب المفروضة على وقتهن لأغراض أخرى غير الكتابة، لم تكن النساء في وضع يمكنهن من نسج المادة الإبداعية. محور الكتاب! الكتاب يدور حول الكتابات النسوية، هل هي تختلف عن الكتابات العادية، أم ان الفكر الإنساني واحد، سواء كتبته امرأة أم رجل، أم ان هناك عقلين مختلفين وفكرين متناقضين، إنها دراسة شيقة لمن يهمهم الفكر الإنساني، ومعرفة أسباب الاختلاف والصراع الذي يدور حول المرأة والرجل، في التصرفات أو في الطباع، فهناك من يعطي المرأة الدرجة كاملة في الأمور العاطفية، وهناك من يمنحها أقل الدرجات في القيادة والإدارة. هذه الدراسة ليست بالجديدة التي تظهر في نقد الفكر النسوي في الكتابات النسائية. بل قامت دراسات وتحليل لهذه الظاهرة، وعلى الرغم من أن النتائج متباينة، فإن الفكرة العامة هي أن الأدب والفكر إنساني بدون جنس معين، ولكن لأن الأدب فكر وإبداع، فهنا يأتي الإبداع النسوي، ويتبنى أفكارا نسوية خاصة لا تظهر صراحة بل يمكن أن تقرأ فيما بين السطور، فيمكن أن تستخدم المرأة الكتابة الروائية، للتعبير عن أفكارها كامرأة أو للكتابة عن بني جنسها وآمالهن أو آلامهمن. النساء مذاهب! يبدأ الكاتب في تقديم دراسته النقدية الشيقة، بالنظر إلى كتابات نسوية مشهورة، وكيف تم تصوير النساء بأشكالهن المختلفة في الحياة العامة، كأم وزوجة وحبيبة وأخت وعانس ومطلقة وأرملة، في هذه الروايات من قبل السيدات أنفسهن، هل كانت الكتابات، تدل على الرضا والسعادة، أم أنها إشارات لوجود خلل في تنظيم الحياة، أو أنها كانت لمحاولة الإصلاح، أو البوح بالمكتوم، أم هل كانت الضغوط الاجتماعية والقهر الذكوري أو ما يسميه الكاتب بالبطريركية الواضحة، وهي تقاليد فكرية قديمة تشبع بها الفكر وأصبح الإخلال بها إخلالا بالأعراف والمفاهيم. الكتابات النسائية نوعان يميز الكاتب في الكتابات النسائية بين نوعين، إبداعات النساء فيما يكتبن من روايات أو شعر أو نقد أو دراسات، فهذه الكتابات منطلقة غير مقيدة بزمان ولا مكان ولا فئة، ويشترك فيها المرأة والرجل في كثير من الخطوط العريضة. أما الكتابات النسوية فهي كتابات تعنى بشئون المرأة، وخصوصيتها، أو بحقوقها التي قد لا تتعادل مع الرجل في نظر البعض. وقد كثرت هذه الكتاب في السنوات الأخيرة بسبب تبني الأمم المتحدة لبرامج أسرية، أثارت الكثير من الجدل الفكري حول العلاقة بين الرجل والمرأة أو بين الذكر والأنثى، وقد كان من نتيجة هذه المؤتمرات العديدة، من ظهور كتابات نسوية ذات اتجاه نسوي متطرف. ليس كل الكتابات النسوية ذات نغمة واحدة كما يقول المؤلف، فالبعض يرى أن الوضع الحالي يحتاج الى تعديلات طفيفة، ولا يحتاج إلى تغيير جذري، لذا فليس كل الكتابات النسوية ذات فكر أو تطلع واحد. الحديث الصامت؛ ينظر الكاتب إلى غير المنظور، فيما يقرؤه من كتابات النساء، فيبحث عن الصمت الذي يصرخ في بعض الروايات ويتساءل أهو إعلان عن وجود تمرد أو أنه صوت ضعيف فعلا. وما هو مفهوم الغضب والصمت والحب في الكتابات النسوية؟ وهل التفرقة بين الفكرين تمثل جانبا واضحا في هذه الكتابات؟ ولا يترك الكاتب الأسئلة بدون إجابات، بل يتوسع في دراسته، لتشمل عمليات نقدية واسعة من علوم الأنثروبولوجية إلى اللسانيات إلى نظريات البنيوية والتفكيكية والخطابية. رأي فرجينيا يقدم للقراء رأي الكاتبة الشهيرة فيرجينيا وولف في موضوع الكتابات النسوية فهي تقول: في كل إنسان قوتان، إحداهما ذكورية، والأخرى أنثوية، ففي عقل الرجل يسود الرجل على المرأة، وفي عقل المرأة تسود المرأة على الرجل . ويتطرق المؤلف إلى الدراسات النقدية العربية وموقفها من كتابة النساء، وحسب رأيه فإن هناك فقرا في النقد الأدبي الجاد بكل جوانبه، ويظهر ذلك بوضوح في مجال النقد للكتابات النسوية، فهو يرى أنها دائما مهمشة ومهملة من قبل النقاد، ولايتم التعاطي معها بجدية. كتابات النقد العربية يرى أن النقد العربي بجملته سطحي وقاصر، لأنه أساسا نقد مبني على العلاقات والمصالح أكثر مما هو مبني على النظر والفكر في الإبداع المقدم سواء من الذكور أو الإناث. كما تقدم الدراسة أسباب ظهور أعمال المرأة في الرواية أكثر مما تظهر في غيرها، وكأنها ملجأ ليمكن أن تقول فيه ما تريد قوله. ويرى أن قبول الفكر النسوي وترك المجال له سيؤدي إلى ظهور فكر جديد يغيب فيه سيادة نوع واحد من الفكر، وسيكون الأدب والفكر غنيا بتوفر كلا الطرفين المتناقضين أو المتعارضين.