أربعة أسباب لسوء الخاتمة!!

?? اسم الكتاب: حكايات من سوء الخاتمة ??اسم المؤلف: منصور بن ناصر العواجي ??الناشر: دار طويق للنشر والتوزيع 2001م ?? يختتم المؤلف كتابه هذا بقوله: إن هذه مجموعة قصصية لم أضعها في الكتاب للتسلية بل لكي نتعظ ونغتنم الفرصة قبل ضياع العمر بأن نتمسك بشرع الله حتى نلقاه على ذلك، قال صلى الله عليه وسلم اغتنم خمسا قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك. أخرجه ابن أبي الدنيا. ويرى المؤلف ان سوء الخاتمة هي الموت على معصية، حال خروج الروح أو عدم النطق بالشهادة، مع وجود من يلقنها للمحتضر. ويذكر المؤلف أربعة أسباب لسوء الخاتمة: السبب الأول هو التسويف بالتوبة: باب التوبة مفتوح، ولكن الأجل مجهول، لذا فيجب استباق المعلوم بالمجهول، والتوبة إلى الله كل يوم، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة رواه مسلم. السبب الثاني طول الأمل: فالإنسان ينظر في حاله، فيرى أنه في صحة حسنة، وأنه في مأمن من الغدر والخوف والجوع والفقر، فيمتد به الأمل، ويرى أن أمامه عمرا طويلا، وسنين متعاقبة ينسى الآخرة، ولا يتذكر الموت، وإذا ذكر الموت عنده تبرم من الحديث. السبب الثالث: حب المعصية: فإذا ألف الإنسان معصية أو منكرا، تعود عليهما، ولا يستطيع التخلي عنهما، لأن المعصية لا تكون معصية في نظره لاعتياده عليها، وتصبح عادة عنده لا يستنكرها، بل يرى أنها أمر طبيعي أن يفعلها، كمن يتعود على شرب الخمر ولا يتركها حتى تقتله، ويموت في سبيلها. السبب الرابع:الانتحار: وهو أن المسلم يثاب بصبره على الألم، وإن جزع وتضايق من الحياة ورأى أن أحسن طريق له يتخلص به من هذه الأمراض والمشاكل هو الانتحار، فقد اختار المعصية، وأسرع إلى غضب الله، وقتل نفسه بغير حق. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:الذي يخنق نفسه يخنقها في النار، والذي يطعن نفسه يطعنها في النار رواه البخاري. بل إن الله وعد الصابرين بالأجر الكبير والعظيم، لعلمه جل وعلا أن المرض والألم أو الفاجعات أو الكوارث صعب احتمالها وهو امتحان من الله لعبده، فعدم الصبر هو عدم الرضا عما يريده الله، وقد تكون هذه الإرادة الربانية لصالح العبد بدون علمه، وفي الدنيا العاجلة، وان لم تكن عاجلا فالأجر محفوظ له في الآخرة. قصص من سوء الخاتمة: إن عنوان الكتاب يشير إلى نوع القصص الواردة فيه، فهو مجموعة من القصص التي جمعها المؤلف من مصادر عديدة، ليقدمها للقارئ على سبيل الوعظ والإرشاد، والقصص فيها الكثير من التوجيه والعبر، وبعضها حدث فى الأزمان السابقة، وبعضها حديث عهد. من قصص الزمن الحاضر، وردت بعنوان (مات في الحمام): قال أحد المشايخ: هناك قصة حدثني بها بعض العاملين في تلك البلاد حين زرتها، وهي أن رجلا خليجيا يزيد عمره على ستين سنة، جاء إلى تلك البلاد، بلاد الإباحية والرذيلة والفساد، واستأجر غرفة في أحد الفنادق، واخذ يعب من الخمور عبا، ففي اليوم الأول شرب ست قوارير ثم اتبعها ثلاثا، ثم ألحقها باثنتين، حتى شعر بالامتلاء، أحس بوضع غير طبيعي، فذهب إلى دورة المياه لكي تقيأ، فسقط هناك، ولما طال المكث فيها طرقوا عليه الباب، ثم فتحوه، فوجدوا الرجل ميتا في أخس مكان، وإذا برأسه في مصرف المياه والنجاسات. ومن قصص التراث قصة بعنوان (أضغاث أحلام): هذا ابن الفارض عمر بن على الحموي، المتوفى سنة 632هـ والذي كان ينعق بالاتحاد، ويقول بحلول الله ـ جل وعلا ـ في مخلوقاته، وأن العبد رب والرب عبد، عياذا بالله مما يقول هذا الظالم. وعندما احتضر كما قال الأئمة الثقاة الذين شاهدوه في حالة الاحتضار نظم بيتين من الشعر وهو في تلك الحالة، يعبر فيها عن شقوته وعن هلاكه ويبكي ويقول: إن كان منزلتي في الحب عندكم ما قد رأيت فقـد ضيعت أيامي أمنيـة ظفرت نفسي بهـا زمناواليوم أحسبها أضغاث أحلامي وقال ذلك عندما عاين سخط الله ـ جل وعلا ـ وكشف له عن حقيقة أمره، وقل أن يختم لمبتدع في دين الله تعالى بالإيمان. وكثير من القصص الواردة في هذا الكتاب قصص متشابهة، فالخاتمة السيئة واحدة، ويذكر بكثرة قصص الشباب الذين يسافرون ويفجرون، ويحصل لهم حالة وفاة من جراء أفعالهم المشينة، ويقول يالها من حسرة كبيرة أضاع ماله وشبابه، وأخرته أيضا. وبعض القصص قد تكون واقعية، ولكن بعضها يشوبها الضعف، ويظهر فيها الوضع لأن القصة أساسا هدفها الوعظ والتنبيه، وليس التسلية كما قال المؤلف في خاتمة كتابه، ونذكر من هذه القصص، قصة الأخوين اللذين، قتلا ثلاثة رعاة، وأخذا حلالهم من الأغنام، وأحرقا جثثهم، واختفيا، ولكن تم القبض عليهما، واعترف الصغير منهما، وأنكر الكبير فعلته، ولكن المحكمة انتهت إلى تجريم الاثنين معا، وعندما صدر الحكم عليهما بالإعدام ورغب رجل الشرطة(وهو الذي يروي هذا الجزء) ومعه آخرون من رجال الأمن في إبلاغهما رسميا بالحكم الصادر عليهما بالإعدام، فرح الأخوان، وقالا إننا قتلنا آخرين، ولم يكن فقط أولئك الرعاة الثلاثة، وفرحا بأنهما سيعدمان لأنهما يطلبان المغفرة من الله، ويحسان أن الإعدام هم العدل فيما اقترفاه، وتم تنفيذ الإعدام في حينه. والضعف في هذه القصة أن رجال الشرطة سيدهشهم اعترافهما الأخير بأنهما ارتكبا جرائم قتل أخرى، وستكون مفاجأة تستوجب المتابعة والتحقيق معهما، فإن جرائم القتل السابقة لا تزال معلقة، والشرطي يعلم أنه وزملاءه لا يزالون يبحثون عن الفاعل أو الجاني للجرائم السابقة، وكان من المنتظر أن يهتم رجل الأمن بمعرفة السوابق الأخرى لهذين المجرمين. كتاب قيم ويلاقي إقبالا كبيرا من القراء حيث طبع هذا الكتاب للمرة الثانية خلال هذا العام 2001م. ???