أكاذيب على الإنترنت تؤدي إلى بيع آلاف النسخ من كتاب مغمور!!

?? بعد حادثة مدينة نيويورك، والتي هاجمت فيها طائرتان مختطفتان مبنى مركز التجارة الدولية وكان هذا المبنى قلعة التجارة في الولايات المتحدة الأمريكية، والمبني عبارة عن مبنيين متجاورين يطلق عليهما التوأم وهما يمثلان أطول عمارة في مدينة نيويورك وتزيد طوابق كل منهما على المائة طابق. وتم تدميرهما بالكامل وتحولا إلى أنقاض وغبار، ومات فيهما ما يزيد على 5000 شخص، وذلك في شهر سبتمبر 2001م . وكانت الحادثة مفاجأة للجميع، ولم يكن يتوقعها أحد أبدا، ولكن خرجت رسالة انتشرت بسرعة كبيرة في البريد الإلكتروني في الإنترنت بين المتراسلين عبره، وتقول الرسالة إن هذه الفاجعة ليست مفاجأة بل وردت في كتاب قديم معروف، ألفه المنجم الفرنسي المشهور باسم نوستراداموس وهو( ميشيل نوتردام) من أصل يهودي ولد في عام 1503م وذكر في ذلك الكتاب، وهو كتاب التنبؤات، ما نصه بالحرف الواحد: في سنة القرن الجديد وفي شهره التاسع يظهر ملك الرعب في السماء، وتحترق السماء بدرجة خمسة وأربعين، وستلتهم النار المدينة العظيمة مدينة يورك، وسيحدث الانهيار الكبير للأخوين التوأمين وسينفصلان بفاجعة وفوضى كبيرة ،وعندما تسقط القلعة المحصنة يستسلم القائد الكبير، ستبدأ الحرب الثالثة عندما تحترق المدينة. هذه النبوءة تنطبق تماما على الحالة التي حدثت بالفعل بوضوح تام، بالتاريخ والمكان والموضوع، وقد أشعلت هذه الرسالة الطلب على هذا الكتاب فلم يكن أحد يصدق بمثل هذه النبوءة الواضحة، وكيف لم يتوقعها أحد، وانهالت على المكتبات التجارية، طلبات تريد شراء هذا الكتاب المغمور، والذي بيع منه آلاف النسخ خلال اليومين التي انتشرت فيها الرسالة، بل إن نسخة جديدة من الكتاب تحت الطباعة لتلبية الطلبات الكثيرة التي انهالت على المكتبات. الكذبة الكبرى !! هذه النبوءة لم تكن حقيقية، ولم ترد في كتاب النبوءات بهذا النص، ولكن الذي ألفها أخذ مقاطع من كتاب التنبؤات الكبرى وجمعها في جمل لتتناسب مع المناسبة بالموقع، والزمان، والموضوع، وقد أجاد في الاختيار، وفي صياغة اللغة التي كانت تكتب بها الكتب القديمة عادة ولغة هذا الكتاب بالذات. إقبال على معرفة مزيد عن العالم العربي والإسلامي! ولم يكن كتاب التنبؤات هو الكتاب الوحيد الذي لقي إقبالا منقطع النظير في الولايات المتحدة الأمريكية بعد حادثة نيويورك، فقد نشرت جريدة نيويورك تايمز مقالا عن إقبال القراء الأمريكيين على عينة من الكتب ذات الاهتمام بالعالم العربي والإسلامي، والقضية العربية الفلسطينية وإسرائيل. لأن الأخبار المتواترة هي أن هناك علاقة بين هذه الحادثة والصراع العربي وإسرائيل، والصراع الغربي والإسلام. كما أن مؤلفات عديدة وعادية ومجهولة كانت تهتم بأمر حكومة طالبان، وكذلك الكتب الخاصة بأفغانستان وحروبها العديدة وتاريخها، أصبحت من الكتب المطلوبة والمرغوبة. وتقول المشرفة على قسم الإسلاميات في مكتبة (السياسة والكتابة) في مدينة واشنطن وهي مكتبة تجارية، إن الأرفف الخاصة بهذا القسم أصبحت خالية، وإن كتابين للكاتبة المعروفة كارين ارمسترونغ وهما كتاب (تاريخ الإسلام)، وكتاب (سيرة محمد صلى الله عليه وسلم) وكتابات الكاتب الفلسطيني الأمريكي (إدوارد سعيد) كانت أكثر الكتب مبيعا هذا الأسبوع . واما مكتبة أمازون، وهي المكتبة التي تبيع على شبكات الإنترنت، فإن أفضل خمسة وعشرين كتابا في مبيعاتها أخيرا، هي كتب النبوءة، ويليها كتاب عن تاريخ إنشاء مبنى التجارة الدولية، ثم يأتي بعد ذلك أربع كتب عن حركة طالبان الأفغانية. اشهرها كتاب ( طالبان Taliban ) ألفه الأستاذ أحمد رشاد والذي لم يخفض من سعره وهو في المركز العاشر من أفضل الكتب مبيعا عند مكتبة أمازون. المؤلف المحظوظ !! كتاب بن لادن (Bin laden By Yossef Bodansky ) الذي ألفه يوسف بدونسكي، هو من أكثر الكتب طلبا هذا الأسبوع، وهذا الكاتب سعيد الحظ فقد بدأ في نشر كتابه في شهر أغسطس أي قبل شهر واحد من الحادثة التي جعلت أسامة بن لادن تحت طلب الأمريكيين حكومة وشعبا وقراء، وهو يحتل المركز التاسع في مبيعات مكتبة أمازون. الكتاب المفقود !! والكتاب الذي لا توجد نسخ منه حاليا هو كتاب التوأم وهو عن تاريخ لهذا المبنى إضافة إلى نظرة فلسفية واجتماعية واقتصادية. والغريب ان هذا الكتاب متوفر بكثرة في مخزن المكتبة الموجودة في المبنى المنهار ذاته، فهو كتاب يطلبه عادة زوار المبنى من السياح والعاملين فيه، والمتدربين في مراكزه العديدة، فهو مزار ومعلم من معالم المدينة، لذا فان نسخا كثيرة من الكتاب موجودة في المخازن في المبني ذاته وفقدت مع انهيار المبنى. الكتاب الضحية !! ومن ضحايا الكارثة كتاب ألفه الكاتب الصحفي قاري بوميرانتز بعنوان (تسع دقائق وعشرون ثانيه)عن سقوط طائرة يموت فيها عشرة أشخاص، في حادثة غامضة. وصدر في نفس الشهر الذي حدثت فيه الفاجعة في نيويورك، وكان هناك برنامج موسع للدعاية للكتاب، ومقابلات مع الكاتب، ورحلات للكاتب في المدن لكي يتحدث عن كتابه ويروجه بالتوقيع على كتابه للمشترين، إلا ان هذه البرامج الدعائية والتسويقية أجلت لأن الحدث الكبير، سيجعل عمله صغير جدا، وليس هناك من مقارنة . إضافة إلى أن عقول الناس ونفسياتهم غير مستعدة لسماع أو قراءة مزيد من الكوارث. فهذا الكتاب خرج في وقت لا يسمح بنجاحه، وكان هذا الكتاب أحد ضحايا الكارثة أيضا. ???