الوضوح والتأكد من الوضوح علامات المدير الفذ!!

?? اسم الكتاب: هواجس مدير فذ ?? اسم المؤلف: باتريك لينسيوني ??تعريب : عبد الله كامل عبد الله ??الناشر: مكتبة العبيكان الرياض 2001م ??كتاب في التوجيه والإرشاد الإداري، يقدم أفكاره الإدارية من خلال رواية، وتقديم حالة إدارية لشركة من واقع دنيا الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية، قصة متقنة تساعد القارئ على فهم المقصود بأفكار المؤلف الخاصة بالإدارة والتنظيمات الإدارية، فالقارئ يستمتع بالقصة وهو يتابع المدير العام والمالك أيضا، ويرى كيف يحاول أن يدير أعماله من خلال الإدارة العليا، وكيف يبحث عن موظفيه في القيادات العليا، وكيف يفهم منافسيه. إن القصة ممتعة ومشوقة، وفيها الكثير من التفاصيل الإدارية، وكيف تتم الاجتماعات، ومتى تتم وأين المكان المفضل، وكيف يتم اتخاذ القرارات الصائبة والخاطئة، وماذا كانت النتيجة في كل حالة، وما هو العلاج الذي استخدمه المدير لإنقاذ الموقف أو لتحسين الوضع لدرجة أعلى. النظرية!! في خاتمة الكتاب يقدم لنا المؤلف نظريته الإدارية، ويقول: النجاح ليس إلى حد كبير عمل الذكاء أو الإمكانات الطبيعية، إنما على الأصح هو نتيجة الالتزام بالأنظمة الصحيحة. ولكن كيف نوجد ونخلق الأنظمة الصحيحة، وهل هناك نظام يمكن أن نقول عنه إنه نظام غير صحيح؟ فكل نظام يوضع للتنفيذ هو في أكثر الأحيان نظام تمت دراسته، وتعرض للمراجعات العديدة، ونوقش، ليكون هو النظام الأفضل والأحسن والأكثر فرصة للنجاح والتطبيق والقبول. إن المؤلف يركز على نقطة هامة وهي نقطة الوضوح، وكيف نحققه في العمل والتعامل مع الآخرين وخاصة العاملين في المؤسسة، ويأخذنا المؤلف خطوة خطوة نحن تحقيق الأنظمة الصحيحة وهي الأنظمة الواضحة، ويقول إن خلق النظام الصحيح وتنفيذه يحتاج إلى: 1-فريق قيادة متماسك لأنه يصل إلى قرارات بسرعة أكثر، (القيادة هنا هم المسؤولون ورؤساء الأقسام) كما أن أفراد الفريق يمضون وقتا أقل في التساؤل، وتحل المشاكل الطارئة وتخلق أجواء من الثقة فيما بينهم، وبالتالي للعاملين فى المؤسسة ككل. وفريق القيادة المتماسك لا يعني التبعية وفقدان الشخصية، بل سيكون هناك صراع، ولكنه صراع حول الموضوعات وليس الشخصيات، وفي حالة الخروج عن الخط فإن المجموعة تعمل على إعادة النقاش إلى الموضوعية. والعلامة الدالة على الفريق المتماسك أن اجتماعاته، عاطفية، مكثفة، ومرهقة أيضا ولكنها غير مملة. ويقدم المؤلف تفصيلا كاملا لبناء فريق قيادة متماسك، وقواعد عامة للتأكد من سلامة الفريق وحسن التماسك. 2-النقطة الثانية في هذا النظام الفذ هي (وضوح السياسة العامة للمؤسسة أو الشركة). ويقول المؤلف الوضوح ليس مجرد اختيار الكلمات الصحيحة لوصف رسالة الشركة واستراتيجيتها أو قيمها، إنها تتعلق بالاتفاق على المفاهيم الأساسية التي تحركها فالوضوح يعطي قوة لا يستطيع إعطاءها أي شيء آخر، إنه يضع أساسا للتواصل والتوظيف والتدريب والترقية واتخاذ القرار ويعمل كأساس للمسؤولية في المؤسسة. ويشرح الكاتب عن معضلة تواجه الوضوح التام، وهي عدم استخدام المرونة والذكاء التي هي متطلبات الإدارة الجيدة، لأن الحكمة من الوضوح هو السير على الخط الواضح المرسوم مسبقا، ويقول إن هذا لا يعيب الفكرة بل إنه من سياسات الوضوح أيضا أن يعاد النظر في القرارات حالما تكون هناك مشاكل أو تعارضات في تحقيق الأهداف العامة. ويشرح المؤلف بتوسع كبير كيف يتم تحقيق الوضوح بإثارة التساؤلات عن أهداف المؤسسة الأساسية، وهل أهدافها وطريقة تحقيقها واضحة للعاملين فيها؟ وكيف يمكن للإدارة التأكد من وضوح الخطط والأهداف للعاملين. 3-النظام الثالث الذي يقدمه هذا المدير الفذ هو (الإفراط في توصيل الوضوح التنظيمي) وهذا مطلب غريب في هذا السياق، ولكنه يقول إن التكرار يساعد على ترسيخ المفاهيم العامة والأهداف والقيم التي تسعى إليها المؤسسة، ويبني هذه الفكرة على وقائع دراسية تقول إن الرسائل المطولة قلما يفهم جميع ما فيها، كما أن الدراسة تقول إن ترسيخ الأفكار في الدماغ تحتاج إلى تكرارها إلى مدى يصل إلى ست مرات. لذا فإن الإعادة والتكرار له هدف، تأكيد العلم به وفهمه، ولا يعني سوء الفهم أو الشك في ذكاء المتلقي وقدرته الذهنية. وينصح أيضا باستخدام وسائل منوعة في إيصال الرسائل مرة تلو المرة فمرة بالبريد الإلكتروني، ومرة بالنشرات، ومرة بإعلانها في الاجتماعات. ويقدم المؤلف طريقته لتقييم المؤسسة لتتأكد الإدارة من أنها تعمل فعلا على الإغراق في التوضيح والتوجيه وتكرار الرسائل. 4-يخصص هذا المدير اهتماما خاصا للتعامل مع الموظف الإنسان، وكيف يمكن الاستفادة منه بأقصى قدر ممكن بالاستفادة من العناصر الإنسانية في البشر. وهو يقول إن اختيار الموظف يجب أن يكون مبنيا على إمكانية انتمائه وولائه للمؤسسة، ومن المقابلة يمكن معرفة أفكاره واتجاهاته وميوله، ومدى إمكانية اندماجه وانسجامه مع ثقافة المؤسسة. وبعد عمله يجب متابعة أدائه، وليس باتباع نماذج مستوردة من مكاتب استشارية، بل يجب أن تكون نابعة من أهداف الشركة وعملها. وإلى أي مدى انسجام واندماج هذا العنصر الإنساني في ثقافة المؤسسة. ويجب أيضا أن تكون هناك سياسة واضحة معروفة للجميع عن الرواتب والمكافآت والترقيات، ليعمل الموظف وفق خط سير واضح له، ويعرف مقدما أن عدم استحقاقه لعلاوة أو ترقية كان تقصيرا منه في الانسجام والفهم العام لثقافة الشركة وتوجهاتها. ولا تترد الإدارة التي تقدم الوضوح للموظف من فصله، بل إنه يعلم أن بقاءه مرهون به هو وبعمله وليس من قبل شخص آخر. ويختم هذا الفصل التنظيمي بتقديم استبيان فعال وهام عن الموظف ومدى اندماجه وتفاعله وأدائه للعمل، ليس من خلال الناتج النهائي، بل بمدى فهمه أهداف وسياسة المؤسسة وانسجامه مع الكيان العام للأهداف. تعريف بالكاتب: باتريك لينسيوني هو رئيس (مجموعة الطاولة) وهي شركة استشارية للإدارة، متخصصة في تطوير الفريق التنظيمي والتنفيذي. وهو مؤلف كتاب المغريات الخمس للمدير التنفيذي العام، وهو كتاب مشهور، ترجم إلى عدة لغات. ???