الصداقة أيام الدراسة رابطة أخوية دائمة!!

?? اسم الكتاب : المتعبون ??اسم الكاتب : جمعة محمد جمعة. اسم الناشر : مركز الحضارة العربية طبعة 2000م الرياض ـ مها عابد ?? رواية (المتعبون) رواية الناس البسطاء، وما تفعل بهم صروف الدهر، خاصة إذا كان في زمانهم حرب وقلاقل اقتصادية، كيف يفكرون ويتصرفون. وكيف يفهمون السياسة والحرب، رواية ليست عن الحرب، ولكن ماذا يفعل الأصدقاء في زمن الشدة، رواية من نبضات وخلجات الحياة، وأنت تقرؤها تشعر بأن أبطالها أصدقاؤك. بطل الرواية كامل حنفي جمعته صداقة قوية بثلاثة أشخاص، صلاح إمام صديق العمر والدراسة والفقر والحاجة وقزقزة اللب (صديق الأيام المرة والأحلام المستحيلة). بدأ التعارف بينهما عندما نودي عليهما ليحضرا إلى غرفة سكرتير المدرسة، وقد ظنا أن هناك عقابا لهما أو أنهما سيطردان من الدراسة نظرا لعدم سداد المصاريف، ولكنهما فوجئا بأن المدرسة تعطيهما ملابس. خرجا من هذا الموقف تربطهما أواصر قوية جمعهما الفقر، وساعد على ذلك قرب مسكنيهما من بعضهما. ثم انضم إليهما صابر حنفي للاستذكار معهم، وبعدها حسن فخري. يقول الكاتب: عرفوا في الحي (أرض الحديقة)، وأطلق عليهم مجتمع الرجال (الحاج سيد وإبراهيم البقال وسمير النجار ووليم المكوجي وإبراهيم موظف السكة الحديد وسعد كمساري الترماي وعبد المنعم الباش جاويش في الجيش) الفرسان الأربعة .. نشؤوا في شظف العيش أصدقاء.. كإخوة يلعبون ويدرسون، يتقاسمون الهموم والأحزان، يقفون مع بعضهم البعض، وقفة مساندة وقت الحاجة، كما وقفوا مع صلاح يوم امتنع عن الذهاب إلى المدرسة يوم وفاة أبيه ورفض تقديم استمارة الامتحان: - نساعدك كلنا ..المهم تدخل الامتحانات، لا تفقد الأمل، أمامك شهر كامل .. أردف كامل قائلا : -لا أهمية للكتب، أنا عملت ملخصات لكل المواد، يمكن ربنا يساعدك .. أمام عناد صلاح بكى حسن فخري لأول مره، لم يبك يوم وفاة أمه، أو حين موت أبيه أثناء زيارته للأراضي المقدسة، كان صغيرا كفله عمه الأصغر حتى حصل على الإعدادية، ثم جاء للإقامة مع عمه الأكبر ودخل المدرسة الثانوية .. بكى وتهدج صوته بالأسى والحزن، قال مغمغما : - يعني تفرح الناس فينا .. عيونهم علينا، فشلك يعني فشلنا كلنا .. اسمع يا ابني الكلام. ) وموقف آخر عندما مرض زميل لهم في الدراسة وحجز في مستشفى الحميات، وأرادوا زيارته فجمعوا مبلغا من المال لم يكن كافيا إلا لاثنين منهم لركوب المواصلات، فقرر اثنان على الفور استلاف دراجة جار لهم في السكن ليعود الأربعة زميلهم المريض دون تفرقة. حقا علاقة أقوى من الأخوة، تمضي الأيام ويكبر الجميع، صلاح تزوج وأصبحت زوجته أختا لأصدقائه، تتقاسم معهم الفرح والترح، كامل يبادل سماح الحب ولكنه لقصر ذات اليد يقرر السفر للعمل بالخارج ويترك وراءه أحد أصدقائه صابر وهو غارق في حبه لنوال، أما حسن الذي يعلن رغبته في بيع آخر قيراط لديه ليتزوج من ابنة خالته نبيلة. تمر الأيام وتتوالى الأحداث (تمضي الأيام ثقيلة، نهارها رمادي اللون، ليله خالي الزرقة، يتابع المتعلمون والمثقفون الصحف ونشرات الأخبار، ضرب مدرسة بحر البقر، مصنع أبو زعبل، الزيتية، في قعدة الشلل في مقهى الشجرة يدلي كل بدلوه، تتجمع الخيوط، قديمها وحديثها، خارجها وداخلها، أصبح الرجل العادي الأمي يعرف أمريكا العدو الشرس وذيلها إسرائيل، وروسيا الصديقة التي تمدنا بالسلاح وتساعدنا في إعداد جيشنا، يردد بعض الشباب ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ). الصداقة تبقى ولم تتغير، على الرغم من تقلب الحياة وتغيرها كثيرا بنشوب حرب (السويس 1956م) واستقبال الحي للأسر المهجرة، استدعاء صابر للتجنيد، وزواج سماح من الرجل الثري عزت، وفاة نوال، وإلغاء الحكومة لورقة المائة جنيه وورقة الخمسين وتحديد مدة التغيير بأسبوع واحد! الحاج حسن برهوم العمدة السابق وصاحب الأملاك والأطيان، يحصل على تعويض كبير من الحكومة ثمنا للأرض التي أنشأت عليها الحكومة نادي الشباب، ولم يتنعم بها!! أما أغرب الشخصيات التي طرحها الكاتب في روايته هي شخصية عادل الأناني الكثير التأنق والاهتمام بنفسه، يدعي التدين في مواضع ومناسبات معينة. تزوج بطة بنت المعلم عيد واستولى على مصاغ والدتها قبل أن تصرخ بطة معلنة عن وفاتها، وأوقع بين أخيها أحمد وأبيه، حتى يحصل على تركة بطة وأحمد من والدتهما. أهمل عمله وجر الصغير أحمد لشرب الحشيش معه وبدأ يتردد على المعلم عيد طلبا للمال بحجة أن أحمد محتاج إلى مرشد. ولما أوشكت ماليته على النفاد وضيق الدائنون عليه الخناق، وبعد أن لاحظ تحفزهم إثر يأسهم من تحصيل ديونهم بدأ يسمع منهم أقذع السباب ( المكوجي ينظر إليه رافعا مكواة اليد الحديدية الساخنة، الجزار يشهر سكينه في الهواء، صبي المقهى يشتمه:- خربت بيتي .. الله يخرب بيتك. بائع السجائر حين يلمحه يخرج إلى الرصيف يلوح بعصا المقشة، بائع الفاكهة يمسك في قبضته بثقل الحديد زنة كيلو أو اثنين ويهتف :- الله يخزيك يا شيطان! وتوقع بأنه لن ينجو منهم فهداه تفكيره الشيطاني إلى الإيذاء والمضرة. ففكر بأن يدبج شكاوي ويرسلها إلى مديرية التموين، وهكذا فعل، ولكنه ينكشف وينتقمون منه!! رواية مختلطة بالحب والشجن، الحزن والفرح، الأمل والواقع المقهور، تستطيع أن تقول عنها إنها تاريخ لمنطقة أرض الحديقة بكل أحداثها وشخوصها الطريفة كأبي سريع العربجي، والمأساوية والتي انتحرت، مثل الصول مجاهد، شاهد الحي على حرب 48-59 ومعركة رأس العش. التائبة والعائدة إلى الله مثل عزوز، والأنانية اللامبالية كعادل. تعريف بالكاتب: جمعة محمد جمعة كاتب مصري، عضو اتحاد الكتاب-نادي القصة - وجمعية الأدباء جمعية حقوق الإنسان ورابطة الأدب الحديث. صدر له كثير من القصص والروايات، منها: قصة (قلب الأم ) ونال عليها جائزة مجمع اللغة العربية عام 1975. قصة (العدو تحت ضوء القمر) ونال عليها جائزة نادي القصة عام 1977 ومجموعته القصصية (حياة رخيصة) ونال عليها جائزة محمد تيمورعام1993 وغيرها. ??