مدير المكتب الناجح هو الذي يدرك دائما أنه يمثل الإنسان الذي يدير مكتبه وبالتالي فإن كل تصرفاته، السلبية والإيجابية سوف تنعكس على من يمثل، وتنعكس أيضا على الجهاز الذي يعمل فيه لذا فهو يعي تماما أنه ما اختير لشغل هذا المنصب الهام إلا لكي يديره بحماس وتجرد وتفان فيما يعود بالمصلحة على الجميع. مدير المكتب الناجح هو الذي يحافظ على أسرار المكتب الرسمية والشخصية، إذ إنه بسبب طبيعة عمله يطلع على أمور كثيرة لا يطلع عليها باقي العاملين خصوصا إذا كانت هذه الموضوعات لا تزال تحت الدراسة. كما أنه يجب أن يتعود ألا يطلع أحدا على أسرار المكتب مهما كانت الأسباب، لأن الصديق المقرب من مدير المكتب سوف يقدر ظروفه ويقدر أيضا أن للمكتب خصوصيات تمليها عليه الوظيفة وعليه أن يحترمها. وبالحرص نفسه عليه أن يحافظ على أسرار رئيسه الخاصة التي يطلع عليه في أثناء تأديته لعمله، حيث إن هذه تعتبر أمانة يجب أن يحافظ عليها دائما، حتى لو ترك المنصب لأي سبب. وهو أيضا الإنسان البشوش الذي ترتسم على محياه ابتسامة صادقة وغير مصطنعة تريح المراجع وتجعله يشعر بأنه أهم مراجع حضر هذا اليوم، وتجعله يتكلم عن ما يريد بكل هدوء تام، ودون مقاطعة. حتى إذا فرغ من الحديث ولم تكن المعاملة عن اختصاص مدير المكتب يرشده إلى الوجهة الصحيحة، وإن لزم الأمر يجري اتصالا لتسهيل مهمة المراجع. المراجعون عند مدير المكتب الناجح سواسية، لا يفرق في التعامل بين من يعرف ومن لا يعرف، فالنظام والإجراءات المتبعة تطبق على الجميع دون استثناء صحيح، فالأمثلة كثيرة ومن (يزعل) عليك بسبب إصرارك على تطبيق النظام فهو إنسان لا يحترمك أصلا.. وسوف تكون هذه فرصة مواتية لك للتخلص منه إلى الأبد.. ومن الصفات المهمة لمدير المكتب أنه يتدرب ويتعلم دائما من كل جديد فيما يعود عليه وعلى عمله بالفائدة. فإن قدمت دورة في مجال عمله تراه يلتحق بها، وإن ظهر جهاز جديد يفيد العمل تراه يصر على اقتنائه بعد أن يقتنع رئيسه بفائدته، يحاول دائما أن يطور أداءه وينمي قدراته فيما يعود عليه وعلى عمله بالفائدة.