سيناريو الخطة شيء.. والتخطيط شيء آخر!

يعد التخطيط أحد عناصر العملية الإدارية وهو اللبنة الأولى التي تشكل باقي مكونات المنظومة الإدارية. كما يعد التخطيط أيضا السبب الرئيسي الأول إن شاء الله - في نجاح أو فشل أي مؤسسة، ذلك كونه المحدد الأول لكافة أوجه الاستثمار في المنظمة. و تتسم عملية التخطيط بالتعقيد والخطورة و تتطلب في الوقت نفسه متمرسين من ذوي الخبرة والدراية وعلى علم كامل بكافة العوامل المحيطة والمؤثرة في نطاق العمل سواء الداخلية أو الخارجية والارتباط بمصادر للمعلومات ذات كفاءة عالية يقوم عليها محللون أكفاء. إن أي قصور في أي جانب من تلك المكونات للعملية التخطيطية سيسلب المنشأة الكثير من مصادرها ويضيع عليها استثمار الكثير من الفرص. فتحديد الأهداف التي تنبع من استراتيجيات واضحة ومفهومة سيهيئ للجميع العمل بمنظور واحد وفي الاتجاه نفسه، وذلك من خلال خطط العمل التنفيذية التي يتم تطويرها من مجموعات العمل المختلفة بالتنظيم لتخرج بتعاملها على هيئة خطة العمل التنفيذية السنوية للمؤسسة، وبالتالي استثمار كافة المصادر المادية والبشرية بالشكل الصحيح والمناسب. إذا فالتخطيط يجب أن يبدأ من مركز صناعة القرار وليس على العكس بحيث تحدد وتقرر الاستراتيجيات والأهداف القصيرة وطويلة الأجل. ومن ثم توجيهها تنازليا من خلال الهرم التنظيمي بطلب إعداد البرامج التنفيذية المحققة لتلك الأهداف، وهذا يتطلب مسبقا وجود الأنظمة والإجراءات وبرامج التدريب المساندة والآلية اللازمة لإنجاز وتنفيذ الخطط وقياس فعاليتها في تحقيق الأهداف المرسومة. فما يتم اليوم في كثير من المنظمات ليس إلا تجميعا روتينيا تصاعديا لرؤى العاملين بالجهاز وبلورتها في شيء يسمونه الخطة، وهي اقرب ما تكون إلى سيناريو يمثل وجهات النظر لتجاوز مشكلة آنية أو لتقديم عمل جديد ومحدود وهي لا ترتبط بهدف استراتيجي واضح. وخلاصة القول إن منشأة بلا تخطيط لا مستقبل لها.