حمول المهنة : نهاية عصر الوظيفة..!

1994م كتب ويليام بريدجز كتابا بعنوان تحول المهنة (Jobshift) مفاده أن المهنة بمفهومها التقليدي تشهد تغيرا جذريا، وأن فكرة الوظيفة الدائمة ووصف مهام الوظيفة بطريقة محددة بحيث يعرض الموظف واجباته ومسؤولياته بشكل محدد لم يعد واردا وحل محله مفهوم فضفاض يركز على أداء العمل الذي تحتم الحاجة أداءه. ففي سلسلة من المحاضرات والمقابلات التي جرت مؤخرا ناقش (بريدجز) كيف تطورت فكرته عن تحول المهنة، حيث ظل يحدث أفكاره بناء على معطيات ميدان العمل الجديد. وفي ندوة نظمت مؤخرا قال بريدجز إنه ما زال يتوقع تحولا عن التصنيفات والتعريفات الضيقة للمهنة في عالم عمل يتجه نحو إلغاء المفهوم التقليدي للوظيفة والتركيز على توزيع العمل. وقال بريدجز إن ما يسميه بتحول المهنة هو ابتعاد العمل عن القوالب الثابتة التي نسميها وظائف. وأوضح بريدجز أنه لا يقصد القول بأن الوظيفة ستلغى خلال 20 عاما، فهناك استمرارية في بعض الوظائف التي تتطلب تعريف واجباتها بدقة. فمثلا العمال في محطة طاقة نووية يجب أن نحدد وصف وظيفتهم بدقة. ومن ناحية أخرى، هناك سلسلة من الصناعات مثل صناعة الأفلام والاستشارات ليس لوصف الوظيفة فيها أي دور حقيقي. فالوظائف ليست الطريقة التي يؤدى بها العمل، وإنما يتم العمل من خلال فرق متداخلة المهام. يقول رئيس العمليات في إحدى شركات الكمبيوتر عن هذا التغيير الذي طرأ على مفهوم الوظيفة: مازلنا نستأجر الناس على أساس وصف الوظيفة لأنه لا توجد طريقة أخرى. لكن بمجرد أن يدخل الموظفون الشركة ننسى كل هذه الأوصاف. لكن بريدجز الذي يدعو إلى تقليل الاعتماد على وصف الوظيفة يعترف بأن هذا الوصف يمكن أن يكون مفيدا. ويشرح بريدجز وجهة نظره كما يلي: توصيف الوظيفة له جانب سلبي وجانب إيجابي. ويتمثل الجانب السلبي في أن هذه الأوصاف لا تأخذ في الحسبان التغييرات التي طرأت في مكان العمل. أما الجانب الإيجابي فيتمثل في أن الشخص القادم للعمل يحتاج بالفعل إلى فهم احتياجات الشركة أكثر من معرفته للمهنة السابقة التي كان يؤديها.