القرحة: أنواعها كثيرة ومتعددة!

يقصد بالقرحة أية إصابة قد تحدث قطعا في منطقة صغيرة من الجلد، وتسبب شرخا أو انخسافا بسيطا أو ضحلا على سطحه. وكما يحدث في الجلد، يحدث في أي مكان آخر من الأعضاء الداخلية أيضا. فقد تحدث قرحا بالغشاء المخاطي في الجهاز الهضمي مثلا، وتسمى مثل هذه القرحة بصورة عامة القرح الهضمية. ومع ذلك، فإننا نسمي القرحة التي تحدث في المعدة بـ القرحة المعدية، وتلك التي تحدث في الاثنى عشري بقرحة الاثنى عشري. أنواع القرح: تختلف أسباب حدوث القرحة، في أي مكان من الجلد أو في الأغشية المخاطية المبطنة لمختلف أعضاء الجسم، وتختلف أيضا من عضو إلى آخر، وأهم هذه القرح التي تحدث في الإنسان هي: - 1القرح التي تحدث نتيجة جروح تصيب الأجزاء الظاهرة من الجسم ( القرح الإصابية). وقد يستغرق شفاء هذه القرح مدة طويلة نتيجة تلوثها وتقيحها. -2 القرح الغذائية أو النمائية التي تحدث نتيجة ضعف في الدورة الدموية، مثال ذلك: القرح التي تحصل نتيجة دوالي الساق، أو التي تحصل على سطح اللسان بسبب الاحتكاك المستمر بأسنان مدببة، أو لوجود أسنان مسوسة بجوارها خصوصا بعد أن تلتهب هذه الأخيرة أو تصاب بجلطة وريدية، فيحصل أثرها ما نسميه القرحة الخثارية أو متلازمة ما بعد التخثر. -3 القرح الالتهابية، وهي التي تحدث نتيجة التهاب مزمن نوعي مثل قرح التدرن التي تصيب اللسان والأمعاء، وقرح حمى التيفوئيد التي تصيب الأمعاء الدقيقة، وقرح مرض الزهري التي تصيب جلد الساقين أو اللسان أو الأعضاء التناسلية. -4 القرح الورمية، وتنتج عن تقرح ورم خبيث، وأغلب هذه القرح السرطانية تلك التي تحصل على الشفة السفلى خصوصا اللسان والجلد. -5 قرح نوعية خاصة تصيب بعض الأعضاء الداخلية، مثل قرح المعدة، والاثنى عشري الناتجة عن التفاعل الهضمي لعصارة المعدة على جزء من الغشاء المخاطي بالمعدة أو الاثنى عشري. علاج القرحة: يكون علاج القرحة بطريقتين إما محافظا أي عقاقيريا وأما جراحيا: أ- العلاج المحافظ: ويتركز أساسا على إلغاء تأثير الحامض على الغشاء المخاطي. ويمكننا القول أنه ما من مرض استحوذ على اهتمام الأطباء ومختبرات الأدوية أكثر من هذا المرض، فسلسلة الأدوية المستعملة في علاجه عن حق أو غير حق أكثر من أن تدون كلها، ولكننا نستطيع أن نتحدث بشكل عام عن أربع فئات من هذا العلاج: -الأدوية التي تهدئ التأثير العصبي والنفسي. -الأدوية المضادة للحامض المعدي. -الأدوية التي تمنع تركيب الحامض أصلا في الخلية: وقد كثرت هذه الأدوية في الفترة الأخيرة وأخذت مكانا مميزا في علاج القرحة، حتى إنه يمكننا القول أنها أزاحت كل الأدوية الأخرى. -الحمية الخاصة والتي تنحصر في تناول مأكولات خاصة بمرض القرحة، والامتناع عن التوابل والحوامض، والبهارات والكحول، والشاي والقهوة والدخان. ب- العلاج الجراحي: كما في الأدوية كذلك في الجراحة، فإن الطرائق التي استعملت كثيرة ومتعددة، وقد كانت في معظمها تعتمد أسلوب استئصال قسم كبير من المعدة، أي القسم الذي يفرز الحامض، وإعادة وصل ما تبقى من المعدة إما مع المصران الصائم (وقد سميت هذه الطريقة تبعا للجراح الذي استعملها للمرة الأولى (بللروت2)، وإما وصل ما تبقى من المعدة مع الاثنى عشري من جديد، وسميت (بللروت 1). ولكل من هاتين الطريقتين بالطبع حسناتهما وسيئاتهما. ويمكننا القول بشكل عام، أن الطريقة السليمة في علاج القرحة الجراحي هي الطريقة التي تربط بين أمرين، أولهما التأثير العصبي، وثانيهما التأثير الهرموني على إفراز الحامض. فإذا تم إلغاء هذين التأثيرين يمكننا القول أن العلاج شبه شاف، وهذه الطريقة تقوم على: قطع العصب واستئصال الغار، ثم إعادة وصل المعدة مع الاثنى عشري وذلك لإعادة الممر الفيزيولوجي للطعام. وأخيرا، لابد من القول أن علاج القرحة الجراحي، مهما كانت الطريقة المتبعة فيه، يبقى معرضا إلى تكرار القرحة بنسبة 2 إلى 20? حسب الطريقة، وأن هذا العلاج لابد من وضع استدعاءاته بشكل واضح وبالاتفاق التام بين الجراح والطبيب الداخلي، لمصلحة المريض، هذه الاستدعاءات أو الدواعي تنحصر في حالات خاصة، أهمها القرحة المعاودة المتكررة سنوات طويلة دون أن تشفى بالعلاج، والقرحة المعقدة أي التي تعرضت لأحد التعقيدات التي ذكرناها سابقا: كالانفجار أو النزف أو التضيق. هذا فيما يختص بالقرحة العفجية. أما قرحة المعدة فهي غالبا ما يجب أن تعالج بالجراحة لأنها معرضة جدا للنزف، وللتسرطن. قرحة الاثنى عشري هي شرخ في الغشاء المخاطي لجدار الاثنى عشري. ازداد انتشار هذا المرض كثيرا في السنوات الأخيرة من هذا القرن، وخصوصا في الدول المتقدمة نتيجة: القلق، الانفعالات العاطفية والعصبية، كثرة التدخين، تناول المشروبات الكحولية، الخمول، سرعة تناول الطعام، وبالإجمال تعقيدات القرن العشرين. تقرح الغشاء المخاطي للاثنى عشري، وتأثير إفراز حامض الهيدروكلوريك في المعدة قد يهاجم أحيانا الغشاء المخاطي للاثنى عشري مسببا تقرحه. تحدث آلام بين فترة وأخرى في الجهة اليمنى من أعلى البطن، وعلى هيئة نوبات متباعدة، هذه النوبات تحدث عادة بعد الطعام، أو في أثناء التوتر العصبي الذي يحدثه القلق أو العمل الشاق. إن تشخيص هذا المرض يعتمد على التحريات والاختبارات الشعاعية. حيث إنه من الصعب في أكثر الأحيان أن نميز بين قرحة المعدة وقرحة الاثنى عشري بمجرد الاعتماد على التاريخ المرضي والأعراض المرضية فقط. وعندما تكون هذه التفرقة بينهما ضرورية، فإنه يجب إجراء اختبارات وفحوص في المستشفى. وليست قرحة الاثنى عشري ذات خطورة كبيرة إذا تم علاجها بدقة، مع الاتباع التام لإرشادات الطبيب الاختصاصي في العلاج الباطني، خصوصا الإرشادات الغذائية، والابتعاد عن الاضطرابات العصبية والنفسية. وإلا، فإن خطورتها تكمن في مضاعفاتها. فالانثقاب، والنزيف، والندبة، كلها مضاعفات خطيرة تؤدي في أكثر الأحيان إلى الوفاة، وخصوصا من شدة النزف الدموي الفجائي والذي يؤدي إلى التبرز الدموي. في حالة التبرز الدموي المتكرر، فإن على المريض مراجعة الطبيب بسرعة لتشخيص سبب هذه الحالة. إذ قد يكون سببها قرحة الاثنى عشري دون حدوث علامات وظواهر تدل على وجود القرحة. وتعتبر هذه الحالة قليلة لكنها موجودة. إن علاج حالات قرحة الاثنى عشري ممكنة بالاستجابة إلى الإرشادات الطبية الغذائية، والرقود في الفراش، والابتعاد عن الاضطرابات النفسية والعصبية، وكذلك الابتعاد عن تناول الخمور، والمسكرات، والتدخين، والمخللات، والشاي الأسود، والقهوة المركزة السادة. يتم علاج قرحة الاثنى عشري جراحيا في حالة عدم الاستجابة إلى العلاجات الطبية، وفي حالة حدوث مضاعفات أو احتمال حدوثها. وذلك، حسب قرار الطبيب الاختصاصي المعالج. القرحة الرخوة هي عدوى تناسلية حادة، محدودة المكان، ذاتية النهاية، وذاتية التلقيح. تتميز عياديا بتقرحات مؤلمة متركزة في موضع التلقيح، مصحوبة غالبا بتورم التهابي مؤلم وتقيح في العقد اللمفاوية المنطقية غالبا من جانب واحد. وقد حدثت آفات في أجزاء غير تناسلية. لا توجد اختلافات خاصة في حدوث المرض تبعا للسن أو الجنس أو النوع، فيما عدا ما يتحدد بالعادات التناسلية. ويكثر حدوث هذه القرحة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية خصوصا في الموانئ البحرية حيث تكون أكثر حدوثا من الزهري. وتعتبر هذه القرحة غير شائعة، بل ونادرة في المناطق المعتدلة. وتنتقل العدوى به بواسطة الاتصال الجنسي المباشر بالمفرزات من الآفات المفتوحة والقيح من الدبل. وهناك دليل يوحي بوجود حالات عدوى بدون أعراض في النساء. وتعرف حالات نادرة عن آفات مكتسبة مهنيا في أيدي الأطباء والممرضات. والتلقيح العرضي في الأطفال ممكن. والنقل غير المباشر نادر. والبغاء والاتصال الجنسي بأكثر من شريك والقذارة تساعد على نقل العدوى. وانتقال العدوى يبقى ممكنا ما دام مسبب العدوى مستمرا في وجوده في الآفة الأصلية، أي القرحة، أو في العقد اللمفاوية المنطقية المفرزة عادة حتى تلتئم، في الغالب لمدة أسابيع. أما القابلية للعدوى فهي عامة، ولا يوجد دليل على وجود مقاومة طبيعية. طرائق المكافحة -الغسل الجيد بالماء والصابون للأعضاء التناسلية بعد الاتصال الجنسي مباشرة، وفيما عدا ذلك، فالإجراءات الوقائية هي المتبعة في الزهري. - تبليغ السلطة الصحية المحلية عند اكتشاف أي إصابة. - العلاج النوعي بمركبات السلفوناميد. ويستعمل الستربتوميسين ومركبات التتراسيكلين فقط عندما يكون مسبب العدوى مقاوما للسلفوناميد، حيث إن أيا منها قد يخفي مرض الزهري.