الطبيعة:الحضن المليء بالعافية

-ترجع أهمية العلاج بالأعشاب إلى عدة أسباب من أهمها ما يلي: 1 - إن من الأعشاب ما يؤكل ومنها ما يشرب ومنها ما يرش على الموضع المصاب أو التدليك. حيث إن النوع الواحد من الأعشاب يعالج عدة أمراض. 2 - احتواء النبات الواحد على أكثر من مادة فعالة لذا له المقدرة بإذن الله تعالى على علاج أكثر من مرض فمثلا نبات الخلة البلدي تحتوي ثماره على مادة الخلين (khelin)، وهي المادة الفعالة الأساسية التي ترجع إليها القيمة الطبية والاقتصادية لهذا النبات، كما تحتوي ثماره على جلوكوسيد يعرف بالخلول ومادة تسمى فرناجين، وكل من هذه المواد له دور مختلف. 3 - الآثار الجانبية للعلاج بالأعشاب إن وجدت فهي أقل ضررا من الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي وأيضا تكاليف العلاج بها أقل. 4 - دخلت الآن التقنية الحيوية في مجال النباتات الطبية والعشبية وإنتاج الأدوية الفعالة عن طريق دراسة العوامل الوراثية ومعرفة أسرار تكوين المواد الفعالة، والحصول على أعلى إنتاج لها من النباتات والاستفادة منها مما فتح آفاقا جديدة في إنتاج الدواء من المصادر الطبيعية، ودون استخدام أي مبيدات أو أسمدة كيماوية. وجهة نظر! إنني من مؤيدي ومشجعي ممارسة العلاج بالأعشاب الطبية، ولكن لي ثلاث وجهات نظر تتعلق الأولى بالأعشاب والثانية بالمعالج والثالثة بالمعالج بها، وفيما يتعلق بالأعشاب الطبية فإن العلم الحديث، بفضل طرق التحليل والاستخلاص، أثبت أن النباتات الطبية المزورعة في الحقل تحت الإشراف العلمي وفقا للأساليب الزراعية الحديثة هي الأضمن والأفضل في الحصول على أكبر قدر من المواد الفعالة والإنتاجية المحصولية، ولذلك يراعى توفر الشروط الأساسية في زراعة النباتات والأعشاب الطبية والتي منها: 1 - اختيار التربة المناسبة واختيار الظروف الجوية المناسبة وأنسب المواعيد للزراعة والبذور الأحسن. 2 - عدم استخدام أي مبيدات أثناء الزراعة. والاعتماد على السماد الطبيعي قدر الإمكان. 3 - اختيار أنسب المواعيد لجمع وحصاد الأعشاب الطبية عندما يكون تركيز المواد الفعالة في أعلى مستوياته. - لذلك وبناء على ما تقدم ومما يجدر ذكره أن تداول النباتات الطبية والمتاجرة فيها يجب أن يخضع لإشراف ورقابة علمية يقوم بها اختصاصيون من الصيادلة أو المؤهلين إذ إنهم على دراية وخبرة وافية بمعرفة أنواعها وأصنافها ومصادرها الجغرافية والعلمية، وأنسب مواعيد زراعتها وجمعها وطرق تخزينها وحفظها وطرق تقويمها وتقديمها- كذلك معرفة اسم النبات العلمي وأسمائه المحلية الأخرى حيث لا يكون هناك تداخل بين أسماء النباتات وبعضها. بل قد تتناقل أسماؤها من بلد استخراجها إلى بلد تصديرها حتى تصل عند العطارين بأسماء أخرى. - لذا لا يصح أن يمارس هذه المهنة عطارون أو سحرة بل يمارسها اختصاصيون مؤهلون مدركون لدورهم تماما. وفيما يتعلق بالمعالج (المرضى) إنني أناشد المرضى بأن يكون لديهم وعي ثقافي بالنباتات العشبية الطبية وبالأحرى الطب الشعبي، وأن يكون لديهم دراية كاملة بالأساس العلمي الذي يبين فوائد ومضار ومحاذير استخدام أصناف الأعشاب والنباتات الطبية التي تباع اليوم بحوانيت العطارة، والتي ذاع صيتها بين عامة الناس في التداوي بها، فالمعروف أن الاستخدام السيئ للأعشاب والمرتبط غالبا بالدجل والشعوذة، يأتي بنتائج عكسية على صحة الإنسان. لذا يجب أن يقتصر علاج هؤلاء المرضى بالأعشاب الطبية على المؤهلين علميا لا على الكهنة والسحرة والعرافين والدجالين والعطارين. في تاريخنا الإسلامي نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تداوى بالأعشاب، وأمر أصحابه بالتداوي ونصح أصحابه وأمته بكثير من أنواع العلاج الذي كان موجودا في زمنه ومنه التداوي بالحبة السوداء، وبالحناء ومداوة العين بالكمأة (الفقع) والقسط الهندي في معالجة التهاب اللوزتين والتهاب الجنب، واستخدام الصبر في أمراض العين والقروح والثفاف) حب الرشاد) ضد الاستسقاء والسنا (العشرق) ضد الإمساك. وقد تم الترخيص لدواء النيجلون المفصول من الحبة السوداء في مصر، وفي الولايات المتحدة قدم الدكتور أحمد القاضي مجموعة من الأبحاث حول الحبة السوداء وأثبتت أنها تقوي جهاز المناعة، وتزيد الخلايا المناعية، كما أنها تحسن المعايير المعتبرة لجهاز المناعة لدى الإنسان. وتقوم حاليا مجموعة من الأساتذة الأطباء والكيميائين وعلماء المناعة في جامعة الملك عبدالعزيز بالمملكة العربية السعودية بدراسة الحبة السوداء، وقد توصلوا إلى نتائج أولية حول جهاز المناعة تشبه في نتائجها ما قدمه الدكتور أحمد القاضي والدكتور سالم نجم. أصدرت منظمة الصحة العالمية قرارها رقم ج ص ع 3049 الذي حثت فيه الحكومات على إعطاء قدر كاف من الأهمية لطب الأعشاب. وبعد إصدارها لهذا القرار قامت بجهد كبير لإحياء طب الأعشاب على الصعيد العالمي، وعقدت عدة مؤتمرات لهذا الغرض وأصدرت عددا خاصا من مجلتها عن هذا الموضوع. كما عقد أواخر عام 1984م مؤتمر للجنة الخبراء بالمنظمة عن دور طب الأعشاب في الرعاية الصحية الأولية، وتسعى المنظمة حاليا سعيا حثيثا نحو إقناع الدول بأهمية إدراج طب الأعشاب ضمن منظومة برامج الرعاية الصحية الأولية. وقد تم إنشاء عدة مراكز متفوقة في أنحاء العالم متعاونة مع منظمة الصحة العالمية لهذا الغرض. ومن الأمثلة على الأدوية العشبية والأدوية المصنعة، زيت البرغموت الطبيعي الذي أمكن استخدامه بنجاح في علاج البقع الجلدية البيضاء بفعالية أكبر من زيت البرغموت الصناعي، والذي لم يستطع منافسة الطبيعي على الإطلاق، وكذلك مركب الخلين المستخرج من ثمار الخله حيثاتضح أن هذا المركب ليس علاجا فعالا لضيق والتهابات المسالك البولية وإخراج حصوات المثانة فحسب، بل يعتبر علاجا جيدا لحالات الذبحة الصدرية ونوبات الربو وضد التقلصات العضلية وأمراض الكلى، ويزيد من كمية الدم في الأوعية التاجية. كما أظهرت الأبحاث أن بذور نبات الخلة الشيطاني أعطت فاعلية عظمى في علاج أمراض البرص والبهاق والثعلبه، نظرا لاحتوائها على مادة تشبه الميلادنين. وبالنظر إلى الأبحاث التي تمت على الثوم وجد أن الثوم يحتوي على مئات من المركبات ذات فائدة في علاج أكثرمن مرض، فهو علاج للسعال والربو وضيق التنفس وقروح المعدة والطحال واليرقان وآلام المفاصل وعرق النساء، ويدر الحيض ويحلل الأورام وحصى الكلى، ويقطع البلغم، كما يستخدم لعلاج الأمراض الجلدية مثل القروح والنخالة والسعفة (من أمراض العيون) وداء الثعلبة (القراع) والدمامل طلاء بالعسل، وضد بعض السموم وخصوصا سموم الأفاعي والعقارب، وإذا خلط بالنشادر فإنه يذهب البرص والبهاق طلاء، ويقتل جميع أنواع البكتيريا التي تعيش في فم الإنسان. كما ثبت أن الثوم يعالج تصلب الشرايين ويقتل الجراثيم ويفتح الشهية، كما يؤثر على عضلات القلب فينشطها وينشط الدورة الدموية. والخلاصة أنه لا توجد وصفة مصنعة كيميائيا تحتوي على ما يحتويه الثوم أو أي دواء عشبي، ومن هنا كانت العودة إلى التداوي بالأعشاب والإقبال على إنتاجها وتصنيعها بشكل كبير. مركبات وتصنيع لقد أثرت الوصفات العشبية على صناعة الأدوية الكيميائية حيث فصلت مركبات عشبية وحضرت في أشكال صيدلانية (أقراص، حبوب، كبسولات، حقن، أمزجه، حبيبات فوارة، خلاصات، مراهم وغير ذلك) ومن أهم المركبات التي فصلت من تلك الوصفات مركبا (المورفين والكودائين) اللذان فصلا من ثمار نبات الخشخاش وصنعا على هيئة أقراص وحقن ومحببات، واستخدما على نطاق واسع في الطب الحديث كمواد مسكنة للألم، وكمنومات، كما فصل (مركب الكنين) من قشور نبات الكينا وصنع على هيئة أقراص لعلاج الملاريا، وكذلك (مركب الأميتين) الذي فصل من جذور نبات عرق الذهب وصنع على هيئة حقن وشراب وخلاصات ويستخدم لعلاج الكحة والدستنتاريا وكمقيئ، وكذلك (مركب الأفدرين) الذي فصل من نبات الأفدرا وصنع على هيئة أقراص وحقن ويستخدم على نطاق واسع لعلاج الربو والتهاب الشعب المزمن. كما فصل (مركب الاستركنين) من بذور نبات الجوز المقيئ، واستخدم كمقوي معدي، وكذلك (مركب الديجوتوكسين) الذي فصل من أوراق إصبع العذراء، ويستخدم على هيئة أقراص لعلاج عضلات القلب. كما فصل (مركب اللوبولين) من نبات اللوبيليا واستخدم على نطاق واسع على هيئة حقن لرد الحياة للأطفال حديثي الولادة عند ولادتهم ولادة غير طبيعية، ولا سيما إذا كان هناك نقص في الأكسجين عند الطفل المولود. كما فصل (مركب الرزربين) من جذور نبات الراولفيا وصنع على هيئة أقراص لعلاج فرط ضغط الدم، وكذلك فصلت عدة مركبات من (فطر الأرغوت) وأهمها (الارغوتامين والارغومترين) واللذان يستخدمان على نطاق واسع لتعجيل الولادة، وإيقاف النزيف المصاحب لعملية الولادة، وكذلك في علاج الصداع النصفي (الشقيقة). وكذلك (مركبات الهيوسين والهيوسيامين والاتروبين) التي فصلت من نباتات (الداتورة والسيكران وست الحسن واليبروج) وتستخدم على نطاق واسع لعلاج جميع أنواع التقلصات (المغص) وكذلك لتوسيع حدقة العين حيث يستعمل أطباء العيون قطرة الاتروبين كموسع لحدقة العين من أجل فحص بؤبؤ العين. كما فصل مركب هام جدا وهو (الكولشيسين) من بذور ودرنات نبات اللحلاح الذي يستخدم على نطاق واسع في الطب لعلاج مرض النقرس (داء الملوك). كما فصل (مركبا الفنبلاستين والفنكرستين) من نبات الدفلة ويوجدان على هيئة حقن لعلاج سرطان الدم عند الأطفال وتضخم الغدد اللمفاوية، وكذلك مركب (الكوكائين) من أوراق نبات الكوكا، والذي يستخدم في العمليات الجراحية الخاصة بالأنف والأذن والعين والحنجرة، كما لا ننسى المضادات الحيوية التي فصلت من بعض الفطريات النباتية مثل البنسلين وغيره. جزء النبات ومما يشار إليه هنا هو ما دلت عليه الأبحاث من أن المادة الفعالة في النبات نادرا ما تتوزع في جميع أجزاء النبات، وإنما تتركز في جزء معين من العشبة، فأحيانا تكون المادة الفعالة في الجذور مثل (الراولفيا) وعرق الذهب وأحيانا في الجذامير مثل (الراوند)، وأحيانا في القشور مثل (الدارسين والكينا)، أو في البراعم الورقية مثل براعم الحور، أو البراعم الزهرية مثل القرنفل أو الأوراق مثل أوراق إصبع العذراء والسنا والكوكا أو في الثمار مثل الأفيون أو في البذور مثل (الاستركنين) أو في الأزهار مثل البابونج والأقحوان. تعامل وتداول ولكل جزء من العشبة أو النبات ومادته العلاجية الفعالة شروط في الجني والتداول والحفظ، وذلك بغية الاستفادة القصوى من الخواص العلاجية لشكل المواد. ومع التقدم في إدراك حقيقة تلك المواد فقد أدرك العاملون في مجال التداوي بالأعشاب كثيرا من الصفات التي تبقى على أكبر قدر من فوائدها قبل استعمالها، بداية بتعاملهم مع جني المحصول مرورا بحفظه وتخزينه، ونهاية باستعماله الاستعمال الأمثل، وسلسلة هذا التعامل تسير وفق التالي: جمع الأعشاب إن أول ما يلاحظ عند جمع الأعشاب هو محاولة الحفاظ على المجموعات الفعالة في النبات والتي لها التأثير الدوائي المعالج، ومن هذه المجموعات على سبيل المثال مجموعة القلويدات التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي مثل الأفيون والرزربين وغيرهما، ومجموعة الزيوت الطيارة التي تمتاز بنفاذ رائحتها وتستخدم على نطاق واسع كمشهية وطاردة للغازات والديدان. تجفيف الأجزاء النباتية : عند جمع الأجزاء النباتية يجب الإسراع في تجفيفها والتخلص من الماء الموجود في الخلية النباتية، لأن وجود الماء مع بعض الإنزيمات الموجودة في الخلية النباتية مع وجود الحرارة يساعد الإنزيمات على التفاعل، وبالتالي تخريب المواد الفعالة. تنقية العقار: يعتبر التنظيف قبل التعبئة من أهم ما يمكن، حيث ينظف العقار بعد جفافه من المواد الدخيلة على المحصول، مثل أي نباتات أخرى، أو أجزاء منها، والأوساخ والحشرات أو أجزاء الحشرات وروث بعض القوارض إن وجد، وكذلك شعر القوارض والمواد التي يمكن أن يغش بها العقار، وتنظف الجذور والريزومات من الطين العالق بها حيث تغسل جيدا، وتنظف البذور بغربلتها بغربال حتى تتخلص من الرمل والغش وما أشبه ذلك، وعند نظافة المحصول تماما تبدأ عملية التعبئة. التعبئة : تعتمد تعبئة العقار على مصير العقار، فإذا كان سيصدر إلى الخارج فله تعبئة خاصة، وإذا كان سيستهلك محليا فله تعبئة خاصة أيضا، فمثلا الأوراق والأعشاب تعبأ على هيئة بالات وتربط جيدا داخل خياش بحيث تكون على هيئة كتلة كبيرة، ثم تخاط خياطة جيدة من جميع الأطراف، أما العقاقير التي تتأثر محتوياتها بالرطوبة مثل أوراق إصبع العذراء والأرغوت فتغلف في علب مضادة للرطوبة. أما الصموغ والراتنجات والخلاصات فتعبأ في براميل أو صناديق أو براميل خشبية، أما الصبر والبلاسم بأنواعها فتعبأ في أسطوانات من المعدن. التخزين: وتعتبر مرحلة التخزين من أهم المراحل التي يجب المحافظة فيها على المنتجات الغذائية والطبية التي تنتجها النباتات دون أدنى تلف يحدث لها، ويفضل إضافة بعض المواد التي تساعد على إطالة فترة التخزين للمواد النباتية التي تخزن داخل أوعية من الزجاج المحكم، وأهم هذه المواد هي السليكا لامتصاص الرطوبة، وثاني أكسيد الكربون في صورة ثلجية متصلبة لمنع عمليات الأكسدة والاختزال. بينما تتم تعبئة المنتجات النباتية في أكياس من الجوت أو القماش وتخزينها في المخازن، ويجب أن يكون العقار مجففا تجفيفا تاما وخاليا من الإصابة الفطرية والحشرية، أن يكون مكان التخزين منخفض الحرارة وجيد التهوية، ويستحسن أن تكون درجة الحرارة اللازمة للتخزين بين 5 إلى 10م والرطوبة الجوية بين 45? إلي 50?، وعندما يرتفع مستوى كل منهما عن ذلك داخل المخزن المغلق فإن ذلك قد يشجع التحليل الإنزيمي الذي يتسبب في تحليل المواد الفعالة وتكسيرها، مما يؤدي إلى تلفها وعدم الاستفادة منها. نتائج يميل كثير من العشابين إلى التقليل من أهمية جزء معين أو مادة بعينها في العشبة اعتقادا منهم بأن الفائدة العلاجية تكمن في العشب ككل بجميع مكوناته التي تعمل على نحو تآزري، رغم أن الدليل على أن جميع مكونات العشبة في غالبية المستحضرات العشبية محدود. وفضلا عن هذا يرفض بعض العشابين التجارب السريرية والمعملية كوسيلة سليمة لتقويم الفوائد المبهمة التي يدعونها للأدوية العشبية، لذا نجد أن عدد التجارب التي أجريت على الأعشاب بصورة سريرية محدود مثل محاولة تقويم الأقحوان في الوقاية من الشقيقة، وكذلك ماء الكمأة على العين. هناك عدد من الأعشاب ثبت أنها مفيدة لعلاج الأمراض لسنوات وسنوات. بل إن بعضها يمكنه معالجة بعض الأمراض التي عجز الطب الحديث عن علاجها، فمن الأمثلة على ذلك والتي عايشها الإنسان شخصيا، عند تنفيذنا لمشروع الطب الشعبي في المملكة العربية السعودية الذي بدأنا فيه بالمسح لجميع المناطق وجمع الوصفات العشبية ومقابلة فئات كبيرة من المرضى، وجدنا امرأة أدخلت مستشفى الملك خالد الجامعي لإصابتها بغرغرينا في إحدى قدميها وقرر الأطباء بتر الرجل وقبل عملية البتر بيوم واحد استشار ابنها أحد الأطباء الشعبيين في موضوع بتر رجل والدته فطلب منه الطبيب الشعبي إحضارها إليه، وفعلا ذهب إلى المستشفى وطلب خروج والدته وعدم إجراء عملية البتر، وخرجت والدته وهو يحملها وذهب بها إلى الطبيب الشعبي (أحد الأطباء الشعبيين المعمرين في الرياض) وأعطاها علاجا عشبيا وشفيت تماما وبعد حوالي شهرين من شفائها اصطحبها ابنها إلى مستشفى الملك خالد الجامعي للتأكد من شفائها فذهل أعضاء فريق العملية عندما وجدوا أن الغرغرينا قد شفيت تماما وهذه الحالة مسجلة. والحالة الثانية وهي مسجلة أيضا أن أحد ضباط الحرس الوطني كان يعاني آلاما شديدة في المعدة وذهب إلى عدة مستشفيات ولم يجد حلا وبعدها سافر إلى الخارج وعاد بخفي حنين حيث لم يجد علاجا ولم يعرف الأطباء سبب المرض، وكانت حالة المريض مؤلمة جدا حيث أصبح يعاني سكرات الموت وطلب زيارة جدته التي تقطن البادية لكي يودعها قبل الوفاة، وفعلا حمل إلى جدته وعندما قابلته لم تعرف أن هذا ابن ولدها لأنه أصبح على هيئة هيكل عظمي وما كان من هذه العجوز إلا أن أحضرت إحدى الأعشاب التي تستخدمها لعلاج أبناء البادية وعملت منها مشروبا وسقته حفيدها ثم طلبت من ابنها أن يحمله بعيدا عن بيت الشعر الذي تقطنه وطلبت منه أن يراقبه وفعلا بعد أخذ مشروب العشبة حدث له إسهال شديد جدا وبعد ذلك طلب طعاما فهو لم يذق الأكل منذ عدة أيام حيث كانت شهيته للأكل معدومة، وفعلا عملت له طعاما وفي مساء ذلك اليوم شعر الابن بأن شهيته انفتحت للطعام وشعر بالرغبة في النوم ونام تلك الليلة نوما هنيئا وفي صباح اليوم الثاني استيقظ وهو يشعر بالعافية تدب في جسمه وشفي تماما وعاد يزاول عمله وهو الآن حي يرزق وبعافية تامة. وفي المقابل نجد أن بعض الوصفات العشبية قاتلة فقد سجلت هذه الحالة في مستشفى الملك فهد للحرس الوطني بالرياض حيث راجعت مريضة يقارب عمرها خمسين عاما المستشفى وهي تشكو علة في بطنها وعملت لها التحاليل اللازمة فوجد الأطباء أن هناك بعض التلف في كبدها فسألها الأطباء: هل استخدمت علاجا قبل مجيئك إلى المستشفى؟ فقالت نعم استخدمت عشبة أعطاني إياها أحد الأطباء الشعبيين وقالت كنت وقتها أشتكي من سوء الهضم ولكن بعد استعمالي تلك العشبة بدأت أعراض جديدة هي التي أشكو منها الآن. وما كان من الأطباء إلا أن طلبوا منها إحضار جزء من تلك العشبة فأحضرتها وأرسلت تلك العشبة بخطاب رسمي إلى كلية الصيدلة بقسم العقاقير واتضح أنها عبارة عن أحد النباتات السامة المعروفة باسم الرمرام وعمل مسح مكتبي على ذلك النبات فوجد أنه يسبب تلفا تاما للكبد. ومع الأسف فقد توفيت تلك المرأة بسبب تلف الكبد نتيجة لتناول تلك العشبة. والحالة الثانية لفتاة تبلغ من العمر 22 عاما متزوجة وكانت ترغب في استعمال عشبة ضد الحمل فذهبت إلى طبيب شعبي وأعطاها بذورا لأحد النباتات الموجودة في السعودية وطلب منها استخدام بذرتين وأكد لها أنها لن تحمل لمدة سنتين واستخدمت الفتاة تلك البذور وبعدها بيومين أصيبت بنزيف مهبلي لم يستطع الأطباء إيقافه وكان ذلك نتيجة لوصفة عشبية من أحد جهلاء أطباء الأعشاب درجة الأمان. إن مثل هذه الحالات المذكورة تشعرنا بالحاجة الفعلية إلى درجة واضحة من الأمان على الأعشاب التي نستخدمها حتى نحقق النتيجة المرجوة منها ونتجنب الخطورة التي قد تكون في بعضها. وتاريخيا يمكن القول بأنه قد تم التعرف- ومنذ زمن بعيد بالخبرة- على العلامات الواضحة للسمية الفورية والتأثيرات المكروهة للأعشاب الشديدة المفعول، غير أن أنواع السمية الأكثر غموضا مثل السرطنة والسمية الكبدية كثيرا ما أغفلت، ويحتمل أن تكون بعض الأعشاب المستعملة في العلاج سامة بالرغم من أن البيانات على السمية كثيرا ما تكون غير حاسمة، فنبات (السنفيتون) قد يتباين تركيبه وقد يحتوي على قليل من (القلويدات البيروليزيدية) وبعضها يحدث سرطان الكبد في الحيوانات وهو ما يفعله أيضا (مركب السافرول) العنصر الرئيس في لحاء جذور الساسافراس وعلى الرغم من خطر استعماله في الأغذية إلا أن بعض العشابين يجادلون في سميته على الإنسان، ونظرا لأن كثيرا من الأدوية العشبية لها تأثيرات ضارة والتي عادة ما تصرف دون وصفة طبية يجب الإخبار عنها، فقد تم توثيق عدد من النباتات ذات التأثيرات المكروهة لعدد من النباتات المستعملة في الأدوية العشبية. ويزداد احتمال حدوث هذه الأضرار إذا ما استعملت العلاجات العشبية بجرعات كبيرة أو مديدة وللعديد من الأعشاب تأثيرات معجلة للولادة مثل: مخلب الشيطان وزيت الفوتنج والرتم، وذلك مدعاة للقلق لأن المزاعم بأن المنتجات العشبية مأمونة وطبيعية قد تشجع النساء على استعمالها أثناء الحمل. وقد يحدث تفاعل مع الأدوية التي يتعاطاها المريض أدوية مصنعة تصرف عن طريق المستشفى وفي الوقت نفسه مع الأدوية العشبية وتصبح هذه التفاعلات أكثر أهمية إذا كانت للأدوية العشبية تأثيرات قلبية أو مدرة للبول أو مضادة للتخثر أو خافضة لضغط الدم أو رافعة له. وقد تتفاعل الأعشاب المحتوية على قلويدات مثل الأفدرا مع مثبطات أكسيداز أحادي الآميني على نحو خطير مسببة ارتفاعا في ضغط الدم. كما أن من الأمور المهمة في استعمال الأدوية العشبية التقيد بالجرعة المعطاة من قبل المختص في الأعشاب، وألا يتجاوز المريض في استعمال المقادير المسموح بها أو المطلوبة للتداوي وتسمى بلغة الطب الجرعة العلاجية. إذ كثيرا ما تنتج عن هذا التجاوز أضرار بالغة لا في استعمال الأعشاب والنباتات السامة فحسب بل أيضا في الأعشاب المقيدة لمداواة كثير من الأمراض، غير أن تجاوز القدر المسموح به في تعاطيه قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، ومن البديهي أن الجرعة العلاجية تختلف دائما باختلاف الدواء وجنس المريض وسنه، ومما تجدر الإشارة إليه في هذا الموضوع أن المرأة في دورة الحيض تصبح كثيرة الحساسية ويستحسن أن تمتنع طيلة أيام الحيض عن تعاطي كل أنواع الأدوية، وأن تمتنع في شهور الحمل الأولى 3-4 عن تعاطي المواد المحتوية على كميات كبيرة من الزيوت الطيارة كالبصل مثلا لأنها من المسهلات وقد يؤدي استعمالها إلى الإجهاض، أما في أيام الرضاعة فما عدا الأدوية المدرة للحليب، تمتنع الأم عن تعاطي الأدوية المرة المذاق، لأنها تنتقل إلى الحليب وتفسد على الطفل طعمه. نحن نقر ونعلم أن الوصفات الشعبية التي يعرفها العطار فيها خبرة وشيء من الصحة، ولكن هذا لا يعني أن كل ما يقوله العطارون مطلق الصحة.. فهناك محاذير من بعض المواد هذا ما يقوله الدكتور عبد الله الطفيل..ويتابع فمثلا ليس للعنبر أي تأثير على النشاط عموما وليس له دخل في أي نوع من النشاط الخاص به، ونحذر من تناول العنبر عن طريق الفم لاحتوائه على بعض المركبات الخطيرة مثل: الكافور والبورنيول والسافرول الذي قد يسبب السرطان. أما المسك الطبيعي فإنه إذا أخذ بكميات قليلة لا تزيد على 100 مللتر فإن له تأثيرا منبها للجهاز العصبي مثله مثل الكافين الموجود في القهوة والشاي، ولكن زيادة الكمية لها تأثيرات عكسية حيث يسبب الهبوط العام والخمول، مع ملاحظة أن المسك الصناعي ليس له ذلك التأثير الإيجابي أو السلبي. و حب الرشاد مهم لحيوية الجسم بصفة عامة وقد تستخدم جرعات منه لتنشيط الناحية الجنسية. فهو يحتوي على فيتامين تكوفرول وهو مشابه لفيتامين هـ (E) وهذا الفيتامين يقوم بدور حيوي لنشاط الجسم. وحب الرشاد به عنصر سكوالين وهو مفيد؛ إذ يستخدم كقاتل للبكتيريا ويستخدم أيضا كمضاد للأورام، وهو مقو لمناعة الجسم أو منبه لمناعة الجسم. لذا فالرشاد عموما يؤخد بجرعات متوسطة ولفترة محددة.. فالمناسب هو ملعقة صغيرة في اليوم ولمدة (30) يوما. أما كثرة استخدامه فأنا أحذر منها سواء بزيادة حجم الجرعة عن ملعقة صغيرة من مطحون حب الرشاد أو زيادة المدة. ويفضل أن يؤخذ دون أي، إضافات إليه أو يؤخذ فقط مع عسل النحل أو الحليب. وننصح بعدم تناوله أثناء فترة الحمل، وإنما يؤخذ بعد الولادة مباشرة وبكميات لا تزيد على الجرعة المثالية، وهي ملعقة صغيرة كما قلت ولأيام لا تزيد على شهر. وخطورة زيادة الجرعة تتمثل في أن حب الرشاد يحتوي على مركب البنزايل أيزو تايوسيانيد وهذا المركب يعمل على تثبيط الأورام السرطانية في الحيوانات عموما ومنها الإنسان. فهو مادة مثبطة للبكتيريا والفطريات. ولكن إذا أخذ بكميات زائدة فإنه يسبب أمراض الغدة الدرقية، ولذلك فإن هذا المرض يكثر عند النساء عنه عند الرجال، لأن النساء يستخدمن حب الرشاد أكثر من الرجال وربما بجرعات زائدة. وقد ثبت علميا أن بعض العلاجات العشبية قد تكون خطيرة إذا تم تناولها قبل الجراحة. ففي مؤتمر الجمعية الأمريكية لخبراء التخدير (ايه اس ايه) قدم أحد الأطباء نتائج مسح أجري منذ عام 1979م على المرضى قبل الجراحة تبين خلاله أن 17? منهم ممن تناولوا منتجا أو منتجين عشبيين مثل: (جنكجو بيلوبا)، والثوم والزنجبيل- جميعها يمكن أن تمنع تكون الجلطات. لكنها اقترنت أيضا بالنزيف المطول. لذلك أصدرت الجمعية الأمريكية لخبراء التخدير بيانا يوصي المرضى بضرورة إيقاف تناول مثل هذه المنتجات على الأقل قبل أسبوعين من الجراحة الاختيارية غير الملحة، إذا أمكن، وأن يخطروا الأطباء بجميع الأدوية والمكملات التي يتناولونها. تطبيقات ناجحة أمضى المعالج السوري (أحمد قنديل) 38 عاما من حياته في إجراء الأبحاث والتجارب على الأعشاب حتى توصل مؤخرا إلى نموذج لعلاج مكون من عدة أعشاب تخلط مع العسل فتؤدي بإذن الله للشفاء من مرض العقم، وطبقا للإحصائيات الرسمية السورية فقد عالج أحمد قنديل أكثر من 12 ألف حالة عقم في سوريا وخارجها، لذلك قامت وزارة الصحة السورية بدراسة وصفاته الطبية ونتائج أبحاثه، مما نتج عنه إعطاءه تصريحا حكوميا بممارسة علاجه للعقم بعد أن ثبت نجاحه، جريدة (باب) المحورية الإلكترونية التقت به، وفي البداية سألناه عن رحلته مع الأعشاب فقال: العلاج بالأعشاب قديم جدا وليس وليد الساعة، وهو متوارث عند الأمم من مئات السنين، ورغم كل التقدم الذي أحرزه الطب الحديث، إلا أن العودة بالأعشاب إلى الساحة من جديد أثبت قدرتها على العلاج دون تعرض المعالج للأعراض الجانبية الضارة، وخلال عملي في مجال الأعشاب والذي يمتد لأكثرمن 30 عاما، قرأت كل ما كتب عن الأعشاب الطبية والنباتات العلاجية، وتركز اهتمامي على أمراض النساء والرجال، المتعلقة بالعقم والخصوبة، وعالم النبات واسع يجد فيه الباحث علاجا لكل الأمراض. وحول سر نجاحه في علاج العقم، يوضح أحمد قنديل أن هذا ليس نجاحا بقدر ما كان هو اكتشاف لمخازن الطبيعة وما تحويه من فوائد للإنسانية، وهو دليل على قدرة الإنسان العربي على الاكتشاف والبحث والقدرة على إثبات الذات بطريقة علمية مدروسة وموثوقة، بعيدا عن دجل الشعوذة والكذب التي يمتهنها كثير من العاملين في مجال طب الأعشاب والعطارة، ولدي مئات الصور للأطفال الذين أنجبوا بعد أن عالجت آباءهم وأمهاتهم. التحاليل أولا أما عن طريقة العلاج الجديد فيشير قنديل أنه في البداية يقوم بإجراء تحليل مخبري للسائل المنوي يبين عدد الحيوانات المنوية في (مم) واحد، وبعد الاطلاع على نتائج التحليل تبدأ مرحلة المعالجة وتستغرق ما بين 3-6 شهور، يشعر بعدها المريض بتحسن واضح نتأكد منه بالتحليل المخبري. والعلاج مكون من أعشاب استخلصت من البيئة السورية، ومن العسل الجبلي الخالص دون أي علاج كيميائي، وتعمل هذه الخلطة على إكثار عدد الحيوانات المنوية وإعادة الخصية لحجمها الطبيعي، وإزالة التهابات الكريات البيضاء، كما تؤدي هذه الأعشاب إلى رفع عدد الحوينات المنوية عند المعالج إلى 60 مليون حوين منوي ويصبح الإنسان بعدها منجبا بإذن الله تعالى. علاج معتمد وعن كيفية التوصل لهذه الخلطة المزيلة لمرض العقم، يقول قنديل: بحثت في كتب الأطباء العرب كثيرا فقرأت كتب ابن سينا والرازي والزهراوي وابن النفيس وغيرهم من مشاهير أطباء العرب، وطبعا كان العسل هو الأساس يضاف إليه خلطة من الأعشاب البرية التي تنبت في سوريا الشمالية، وبعد بحث دام سنوات طويلة على الأعشاب والعسل، توصلت لهذا العلاج ولله الحمد، وهو علاج صحي وأعتمد من قبل وزارة الصحة السورية، بعد إخضاعه للتجارب المخبرية والسريرية، بعدها ثبتت فاعليته ونجاحه وقد عرضت مؤخرا إحدى الشركات الأمريكية علينا شراء تركيبة العقار بمبلغ كبير من المال، ولجعله حكرا عليها، لكنني رفضت العرض وأنا مستعد لأي مشروع عربي يهدف لإنتاجه لصالح الإنسانية، ولإعادة البسمة والأمل للآلاف ممن افتقدوها بسبب العقم. حالات صعبة لكن هل عولجت جميع حالات العقم بنجاح؟ هنا يوضح قنديل أن حالات من العقم عجز عن علاجها أشهر أطباء العالم، وهي حالة الخصية الهاجرة، وحالات عدم وجود الخصية، والرجل ذو الخصية الواحدة والمريضة، وحالة طغيان الهرمونات الأنثوية على الذكرية عند الرجل، كل هذه الحالات لا علاج لها إذا وجدت عند الرجل، أما السيدات فعلاجهن سهل ويحميهن من العمليات الجراحية المؤذية التي تؤدي إلى مشاكل كثيرة ومضاعفات مزعجة. وكل رجل يمتلك مقومات الإنجاب من وجود للخصيتين وعدم طغيان الهرمونات الأنثوية لديه فعلاجه موجود لدينا إن شاء الله. فوائد العلاج وحتى الآن لم يعالج العقم -والحديث للسيد قنديل- إلا بطريقة العسل والأعشاب السورية، فمعظم السيدات اللاتي عولجن طبيا للخلاص من العقم، حدثت معهن مضاعفات ومشاكل صحية، فظهر الشعر في أجسادهن وأثرت الهرمونات فيهن، فحصلت السمنة وتعثرت الإباضة وتغيرت مواعيد الدورة الشهرية لديهن، وحدث للبعض انقلاب في الرحم، وظهر الحليب في أوقات مختلفة في الثدي، كل هذه الأعراض حصلت لمن عولجت بالهرمونات والكيماويات والجراحة، أما في علاج الأعشاب والعسل فالفائدة مضمونة ولا توجد أعراض جانبية قد تؤثر على المريض مستقبلا. تحذير إليكم هذه النصائح العامة الجامعة التي نجملها في سبع ملاحظات حول التعامل مع الوصفات العشبية: أولا: عدم شراء (بأي حال من الأحوال) أي وصفة عشبية على هيئة مسحوق لأن كثيرا من الأطباء الشعبيين بالذات يسرقون مثل هذه الأدوية حيث اتضح أن بعضهم يشتري بعض الأدوية الصيدلية من السوق إما أقراصا أو كبسولات ويسحقها ثم يخلطها مع أوراق أي نبات ويبيعها على أساس أنها عشب مخفض للسكر مثلا وقد اكتشفنا ذلك حيث وجدنا مسحوقا يحتوي على أقراص (القلوكوفاج) الموجودة في الصيدليات لتخفيض سكر الدم ووجدت وصفات عشبية مغشوشة بهرمون (الكورتيزون) كما وجدت وصفات عشبية مغشوشة بمواد مخفضة للضغط وهذه الوصفات كلها على هيئة مساحيق، وعليه فإن شراء المواطن لمثل هذه الوصفات قد تعرضه وأسرته للخطر فاحذروا ثم احذروا شراءها. كما أحذر من شراء أي دواء عشبي يكون مخلوطا مع مربى أو عسل حيث وجد أن هذه مغشوشة بالكورتزون وأدوية السكر أيضا. ثانيا: على الشخص عدم شراء أي وصفة عشبية أو أي وصفة مشتقة من مادة حيوانية إلا إذا كانت معروفة الهوية (اسمها - مكوناتها - تأثيراتها - أعراضها الجانبية - تاريخ صلاحيتها - جرعتها). ثالثا: إبلاغ الشؤون الصحية بوزارة الصحة عن أي طبيب شعبي يبيع مثل هذه الوصفات السابقة الذكر (دواء عشبي دون هوية) لأن مثل هذه الوصفات قد تسبب لك مشكلات أنت في غنى عنها. كما أن مثل هذه الوصفات قد تكون خطرة والبلاغ من باب التعاون على الخير الذي وصانا به إسلامنا الحنيف. رابعا: يجب استشارة طبيبك قبل أن تقدم على استعمال أي وصفة عشبية وخصوصا تلك الوصفات المجهولة. خامسا: ثق ثقة تامة أن بعض الأطباء الشعبيين لا يعرفون أي شيء عن الوصفات الشعبية التي يصفونها لمراجعيهم مع العلم أنك تجد جدران عياداتهم تحوي كما كبيرا من الشهادات التي منحت لهم من قبل بعض المرضى ولا تستبعد في بعض الحالات أن يكون هناك اتفاق مسبق بينهم. وفي الوقت نفسه لا ننكر وجود عدد قليل من الأطباء الشعبيين الملمين بأمور الأدوية الشعبية وعلى دراية واسعة. سادسا: عليك لو اضطررت إلى شراء دواء عشبي أن تستشير أيا من أساتذة قسم العقاقير أو أهل الاختصاص. سابعا: وأخيرا احذروا من برشامة أو حلة الفويهي وهذه البرشامة تروج من مدة طويلة لعلاج العقم عند الرجال وهي عبارة عن كمية قليلة من مسحوق يوضع في ورقة صغيرة ويلف بخيط وتباع بمبلغ ما بين 20 إلى 30 ريالا. هذه الوصفة خطيرة جدا وتسبب تلف الكلى حيث تقوم بكشط للمسالك البولية وينزل دم وخيوط لحمية مع البول و تتكون هذه الوصفة من حشرة تعرف بالذرنوح تشبه الذبابة وتعرف أيضا بالحشرة الأسبانية و توجد في وقت الربيع وتحتوي هذه الحشرة على مادة كيميائية سامة جدا تسمى لانتريدين ، ويخلط مسحوق هذه الحشرة بعد تجفيفها مع أوراق أي نبات ثم تباع للمرضى المساكين الذين يعانون العقم. وفي أمريكا أوضح فريق بحث من ولاية نيوجرسي أن استخدام إحدى وصفات الأعشاب المعروفة باسم بي سي سبيكس لعلاج سرطان البروستاتا تترك آثارا جانبية ومضاعفات خطيرة على المريض. وقد تطرق الباحثون إلى حالتين لمريضين أصيبا باضطرابات قلبية خطيرة وغثيان واستفراغ، نتيجة تناول بعض الأعشاب المركبة مع دواء آخر يستخدم لتليين وعلاج الأمعاء لجعلها تعمل بشكل صحيح. إن بعض الأدوية التي أقرتها دائرة الأغذية الأمريكية تبين أنها ضارة في بعض الحالات، لذا يجب في جميع الأحوال استشارة الطبيب قبل استخدام الأدوية العشبية المخصصة للحميات الغذائية وغيرها.وقد أشارت تقارير أخرى إلى أن الأطباء الكنديون اكتشفوا حالتين لمرض السرطان تفاقم الورم الخبيث لديهما بعد أن تناولا علاجات بديلة وشعبية بدلا من الأدوية الكيميائية المخصصة لعلاج ذلك السرطان. ففي الحالة الأولى قام والدا طفلة عمرها تسع سنوات تعاني السرطان بالدماغ بإعطائها مستحضرا مصنعا من سمك القرش يعتقد أنه يقضي على نمو الأوعية والجيوب الدموية التي تغذي خلايا السرطان بالجسم. وكانت النتيجة أن استفحل المرض لدى هذه الطفلة مما أدى إلى وفاتها في النهاية. أما الحالة الأخرى فهي أن أحد الباحثين الكنديين توصل إلى نتيجة مفادها أن 32? من أصل 260 وصفة طبية بما فيها وصفات الأعشاب والأملاح المعدنية تحتوي على مواد سامة غير معلنة وموضحة، ومنها العناصر المعدنية الثقيلة. وقد أفادت بعض التقارير أن المرضى الذين تناولوا بعض الأعشاب الهندية أصيبوا بالتسمم بمادة الرصاص من تلك الأعشاب التي تناولوها من أجل علاج مرض السكري. ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يلجأون إلى تناول المواد المقوية لبناء الجسم التي تحتوي على حامض هيدروكسيبتريك واي، قد يصابون بالوسن أو الغيبوبة أحيانا. وفي الوقت الذي تم فيه حظر تداول مركب الأعشاب المعروف باسم رينيوترينت مؤخرا إلا أن هناك العديد من المستحضرات المشابهة ما زالت تباع بالسوق.