مزيد من الأسرار..حول الكالسيوم الجبار!

صار من البديهيات المعروفة أن الكالسيوم يعتبر من المحركات الرئيسة في جسم الإنسان. فهو يحفز الخلايا على أداء الوظائف المطلوبة، كما ينظم التفاعلات بين الأعصاب والعضلات. ويصفه الأطباء منذ أمد بعيد للمحافظة على قوة العظام. وغير أن اكتشافات الباحثين تتزايد يوما بعد يوم مشيرة إلى أن هذا المعدن المتواضع يلعب دورا كبيرا في مقاومة ودرء كثير الأمراض الخطيرة بداية من ضغط الدم وحتى سرطان القولون، وفي العام الماضي، وردت تقارير مفيدة -على الرغم من أن نتائجها ما تزال في مراحلها الأولى- تشير إلى أن الكالسيوم يقلل من الأعراض التي تسبق الطمث وقد يحمي من أمراض القلب. اكتشف أحد الباحثين من خلال دراسة أجراها على الآلاف من الأشخاص أن الذين يعانون من أمراض ضغط الدم يستهلكون فقط ثلث الجرعة الموصى بها يوميا من الكالسيوم. ويقوم الكالسيوم بدور حيوي فيما يتعلق بتنشيط جسم الإنسان، فهو يحفز الخلايا حتى تصبح مرنة وتؤدي وظائفها بشكل جيد ويفتح الشرايين ويحسن من حركة تدفق الدم إلى القلب. وعلى الرغم من أن إضافة -المزيد من الكالسيوم في الوجبات اليومية نادرا ما يخفض من ضغط الدم المرتفع بنفس الدرجة التي تقوم بها الأدوية، إلا أنه من الممكن أن يساعد المرضى الذين يعانون من حالات ضغط دم معتدلة على أن يظلوا بعيدين عن تناول الأدوية. تجارب مختلفة وتختلف درجة تجاوب الأشخاص المصابين بضغط الدم مع الكالسيوم بشكل كبير. فالذين لديهم حساسية للملح يمكن أن يساعدهم الكالسيوم في تخفيض ضغط الدم المرتفع عندهم. في حين قد لا يكون له أثر على حالات ضغط الدم المرتفع الأخرى بل قد يزيد منها. كنتيجة لذلك، خلصت الكثير من الدراسات إلى أن الكالسيوم له تأثير بسيط على مرضى ضغط الدم، إلا أن الكثيرين مازالوا يجادلون بشأن فوائده في تخفيض ضغط الدم، والتعارض نفسه موجود أيضا حول الدراسات التي أجريت بشأن تأثير الكالسيوم على علاج مرض السكري. ويقول الباحثون أيضا إن الكالسيوم -في حالة الإصابة بمرض القولون- قد يعمل على تقييد الأحماض الدهنية في القولون وتحييدها. ومن المعروف أن هذه الأحماض الدهنية في حالتها السائلة تعمل كمحفز يشجع الخلايا على أن تتكاثر وتتضاعف بشكل غير طبيعي مما يصعب من السيطرة على نموها الضار. هناك أنوع أخرى من السرطانات، قد يعمل الكالسيوم على إيقافها. ففي أحد الأبحاث التي أجريت على الفئران، اتضح أن الفئران التي تناولت جرعات كبيرة من الكالسيوم ومن فيتاميند انخفض عندها النمو غير الطبيعي للخلايا في الثدي والبنكرياس. ومع ذلك، ما يزال الوقت مبكرا جدا حتى نصدر حكما نهائيا فيما إذا كان الكالسيوم يمكنه وقف هذه الأنواع من السرطان عند الإنسان.