تلقيح البويضات باستخدام المجال الكهربائي

مازالت التغيرات التي تحدث في البويضة والحيوان المنوي والتي تؤدي إلى حدوث التلقيح بينهما مثارا لكثير من الجدل بين العلماء، حيث تمر عملية التلقيح بعدة مراحل أهمها اختراق الحيوان المنوي للخلايا المحيطة بالبويضة ثم اختراق الطبقة السميكة المغلقة ثم الالتصاق بالأغشية المحيطة بالبويضة، وأخيرا تتم أهم عملية في أثناء التلقيح وهي عملية الدمج بين الأغشية المحيطة بالبويضة والأغشية المحيطة برأس الحيوان حيث يتكون اتصال بينهما يسمح بمرور النواة التي تحمل الخصائص الوراثية من الحيوان المنوي إلى البويضة. وبطبيعة الحال يؤدي فشل أي من هذه المراحل (الاختراق، الالتصاق، الدمج) إلى عدم حدوث الحمل. وقد حاول العلماء التغلب على مثل هذه المراحل بمحاولة إزالة الخلايا المحيطة بالبويضة أو إحداث فتحة صغيرة في الطبقة السميكة المحيطة بها أو حقن الحيوان المنوي مباشرة داخل البويضة للمساعدة على حدوث التلقيح وخصوصا خارج الجسم. وفي محاولة لمساعدة الحيوانات المنوية على اختراق البويضة والاندماج مع أغشيتها، تم دراسة تأثير مجال كهربي لدفع الحيوانات المنوية داخل البويضات. وقد وجد بالتجربة أن الخلايا الحية بشكل عام إذا وضعت تحت تأثير المجال الكهربي تبدأ في التصرف وكأنها قطع صغيرة من المغناطيس، حيث يصبح لها قطبان سالب وموجب وتتجه الخلايا لتترتب في شكل صفوف ملتصقة بعضها ببعض متجهة إلى أحد أقطاب المجال الكهربي ويستمر الالتصاق مع استمرار المجال الكهربي. وعند إطلاق نبضة كهربية قوية ولمدة من الزمن متناهية في الصغر يحدث خلل واضطراب في الأغشية الملتصقة، ويؤدي هذا إلى دمج هذه الأغشية المتلاصقة معا وتكون خلية جديدة تحمل نواتين. وقد تم تكرار هذه التجربة بنجاح باستخدام بويضة مع حيوان منوي، حيث تم تعريضها لمجال كهربي ليحدث الالتصاق بينهما، ثم الدمج المباشر باستخدام نبضة كهربائية قوية. ومازالت التجارب مستمرة للحصول على أكبر نسبة نجاح في دمج البويضات مع الحيوانات المنوية باستخدام المجال الكهربي.