الفنكوش.. علاج كورونا

أزمة كورونا هي قضيّة العالم الأولى اليوم والمعلومات والأخبار حولها تتصدر نشرات الأخبار في كل اللغات على مستوى العالم. وكنت وضعت مع بواكير الأزمة قائمة بالمواقع والحسابات التي أحسبها رصينة لمتابعة أخبار فيروس كورونا وتداعياته ولكن يبدو أن سيول المعلومات المتضاربة حول هذه الجائحة نسفت معظم معايير تأكيد مصادر المعلومات.

تأمل كم راجت قصص لحم وحساء الخفافيش وأثر ذلك في انتشار الفيروس وقد شاركت في ذلك مصادر معلومات وإعلام رصينة وإن بصيغة التشكيك ولكنها لم تقدم اليقين. ثم كم بقيت تنتشر معلومات تختلط بالشائعات حول الجينات المعدلة لفيروسات كورونا في معامل صينيّة خرجت تجاربها أو أُخرجت عن السيطرة عمداً. ثم تأتي عاصفة معلومات معاكسة تقول إن كورونا بمثابة السلاح السرّي للأمريكيين للتحكم في تكاثر سكان الكرة الأرضية والحدّ من توسّع المارد الصيني. حتى في المجال الوقائي رأينا كيف تضاربت المعلومات فأنت تقرأ وتشاهد مقاطع تطلب منك اتباع إجراءات معينة في لبس الكمامة وتعقيم اليدين وغير ذلك، ثم تأتي ذات الوسيلة بمعلومة أخرى تقلّل من أهمية هذا الإجراء أو ذاك نقضاً لما عرضته ونشرته قبل ساعات.

أما "الفنكوش" الموعود وهو علاج كورونا فحدث ولا حرج؛ فقد شاهدنا عشرات الوصفات من مجتهدين وهواة وأفاقين يحاولون أن يقتسموا شيئاً من ثمار هذه الفوضى التاريخية. رأينا رواية طبيب عربي في ألمانيا ترافق مع نشرها مقطع مزوّر ومترجم على لسان المستشارة الألمانيّة وهي تتحدث عن اللقاح الذي اخترعه شقيقنا العربي وبعد نفي الألمان اختفى المزور وابتلع وزير صحة بلاده لسانه واختفى الخبر. وفي دوّامة الأزمة ظهر مقطع لمواطن من محافظة الأقصر وهو يعد العالم بانتهاء الأزمة باختراعه المدهش "عصير البرسيم" ولكن العلاج المذهل لم يجد حتى حماراً واحداً ليصدقه ويتبناه. ثم انتشر مقطع "فنكوش" علاجي آخر من أحدهم في بلادنا بعد أن وصلته خلطة العلاج المدهشة من خلال "رؤيا صالحة" رآها في المنام فلا يلام. وحتى في العالم المتقدم هناك من اخترع "الفنكوش" ومن بينهم قس أميركي ظهر في برامج حوارات مدعياً أن علاجه الذي اسماه Silver solution يعالج ليس كورونا فقط وإنما حتى مرضي السارس والإيدز!! أما شركات الأدوية فلعل مختصاً عبقرياً يتقدّم ليكشف لنا كم "فنكوش" تحاول شركات الدواء تسويقه للتربح على مآسي البشر.
قال ومضى*

لا تطمئن لغفوة الضمير.. فكل الخوف يأتي من بركان صحوته.

بقلم/ د. فايز الشهري -الرياض