المركز السعودي للشراكات الاستراتيجية الدولية يُنظم المعرض السعودي الصيني لتوظيف السعوديين 2019م

الرياض / نظّم المركز السعودي للشراكات الاستراتيجية الدولية اليوم، "المعرض السعودي الصيني للتوظيف 2019م"، في نسخته الثانية، بالتعاون مع وزارتي التعليم والعمل والتنمية الاجتماعية، وسفارة جمهورية الصين الشعبية، ومؤسسة محمد بن سلمان الخيرية (مسك)، ومكتب الاتصالات للشركات الصينية العاملة بالمملكة، وذلك بجامعة الأمير سلطان بالرياض.
وألقى معالي الرئيس التنفيذي للمركز السعودي للشراكات الاستراتيجية الدولية الدكتور فيصل بن حمد الصقير كلمة خلال حفل افتتاح المعرض رحب فيها بالحضور، مبيناً أن هذه المبادرة تأتي لتُجسّد المكانة المتميزة وتعبّر عن الأهمية البارزة التي تشهدها العلاقات المتنامية بين المملكة والصين، في ظل رعاية واهتمام قيادتي البلدين.

وبين معاليه أن المملكة تنظر إلى القطاع الخاص على أنه أحد دعائم الاقتصاد الوطني، وشريك استراتيجي في التنمية الشاملة، وعامل رئيس في نجاح رؤية المملكة الطموحة 2030، ونرى دورًا متناميًا للشركات الصينية، والمشاريع الكبرى التي تقوم بها في مناطق المملكة ومحافظاتها، إذ يوجد أكثر من 150 شركة صينية عاملة في المملكة تسهم في العطاء الاستثماري ومد جسور التواصل الثقافي بين البلدين، وفي تعزيز الشراكة الاستراتيجية بينهما، والمشاركة في تحقيق أهداف التنمية الوطنية.

وأكد أهمية تعلم اللغة الصينية، في ظل قرار حكومة المملكة تدريس اللغة الصينية بالمراحل التعليمية السعودية، الذي جاء بالتزامن مع زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لجمهورية الصين الشعبية؛ فاللغة الصينية اليوم تُعد ضمن لغات العالم الأكثر انتشارًا، كما تدعمها قوة الاقتصاد الصيني في مجالات حيوية بالنسبة لشعوب العالم، خاصةً الصناعة والتقنية.


وأفاد أنه من المخطط أن يتم البدء بتطبيق تدريس اللغة الصينية في عدة مدارس للبنين والبنات بمدن المملكة الرئيسة، حيث تم اعتماد برنامج بكالوريوس اللغة الصينية في 5 جامعات سعودية، إضافةً إلى برنامج دبلوم في جامعة جازان، وكذلك قامت الجامعة العربية المفتوحة بتقديم 25 برنامجًا تدريبيًا صيفيًا هذا العام، لنشر الوعي بأساسيات اللغة الصينية؛ إذ بلغ عدد المشاركين 3500 طالب وطالبة.


وأبان الدكتور الصقير أن القيادة الحكيمة تولي اهتمامًا خاصًا بتوطين الوظائف وإيجاد فرص عمل للشباب السعودي، ويأتي هذا الاهتمام لاستثمار ما تتمتع به المملكة من عناصر بشرية مؤهلة وتنافسية، بما يناسب أنشطة الشركات العاملة في المملكة ومجالاتها؛ مبيناً أن عدد الوظائف الشاغرة المقدمة من الشركات الصينية اليوم أكثر من 250 وظيفة، وهي لا تقف عند إنجاز العمل والمردود المادي والإضافة الفعلية للتنمية، إنما يمكن استثمارها في نقل الخبرات باللغة والثقافة الصينية إلى أوساط أخرى، إلى جانب عكس صورة مشرفة عن الشباب السعودي في الميدان العملي.


من جانبه، ألقى سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة تشن وي تشينغ، كلمة نوه خلالها بمتانة العلاقة بين الصين والمملكة في جميع المجالات ومنها التدريب والتوظيف، مبيناً أن المعرض السعودي الصيني للتوظيف يُبرز طاقات الشباب السعودي في التعلم والعمل، مفيدًا أن الكثير من الشباب السعودي يعملون في الشركات الصينية بالمملكة، مرحبا بالتعاون مع المركز السعودي للشراكات الاستراتيجية والجهات المتعاونة في تعليم وتدريب وتوظيف الشباب السعودي.

ويهدف المعرض السعودي الصيني للتوظيف إلى إطلاع الشباب السعودي من خريجي وخريجات الجامعات الصينية على فرص العمل المتاحة بالشركات الصينية العاملة في المملكة ضمن إطار الشراكة السعودية الصينية المتنامية، في ظل العلاقات السعودية الصينية؛ لأجل الإسهام في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، من خلال إيجاد فرص عمل.


وكذلك الاستغلال الأمثل لقدرات الخريجين والخريجات السعوديين من الجامعات الصينية للعمل في الشركات الصينية بالمملكة؛ حيث يشكل إتقان اللغة الصينية ومعرفة الثقافة الصينية عوامل قوة لدى الخريجين للانخراط في بيئات العمل مع الصينيين، لاكتساب المعرفة والمهارات والخبرات الصينية ونقلها مستقبلًا. كما يهدف المعرض إلى التعريف بالشركات الصينية العاملة في المملكة، وفتح مجالات وأفاق جديدة لها. إضافةً إلى تشجيعها للمساهمة في التوطين والاستدامة.


وافتتح المعرض معالي الرئيس التنفيذي للمركز السعودي للشراكات الاستراتيجية الدولية الدكتور فيصل بن حمد الصقير، وسفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة السيد تشن وي تشينغ، بحضور مدير جامعة الأمير سلطان الدكتور أحمد بن صالح اليماني، وعدد من المسؤولين في وزارتي التعليم والعمل والتنمية الاجتماعية، وأكثر من 800 خريج وخريجة من الجامعات الصينية، تسابقوا على أكثر من 250 وظيفة متاحة، توفرها أكثر من 14 شركة صينية مشاركة.


وتضمنت الفعاليات المصاحبة للمعرض عدداً من البرامج التي قدمتها مؤسسة (مسك) الخيرية؛ لهدف تطوير قدرات الباحثين والباحثات عن فرص العمل على اختيار الوسائل والأدوات المناسبة، التي تعينهم على الوصول إلى تلك الفرص الوظيفية، التي يطمحون إليها.


الجدير بالذكر أن هذا المعرض الرائد يُعد من مبادرات المركز السعودي للشراكات الاستراتيجية الدولية، الرامية إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين المملكة وجمهورية الصين الشعبية؛ للمساهمة في تحقيق أهداف رؤية المملكة ٢٠٣٠ ومبادراتها، ومنها إيجاد الفرص الوظيفية المناسبة للشباب السعودي لما تمثله الصين من ثقل سياسي واقتصادي عالمي؛ حيث ستتيح هذه المبادرة الفرصة للشركات الصينية في اختيار الكوادر السعودية المؤهلة، التي تتناسب مع أنشطة هذه الشركات، كما ستتيح للطلاب الفرصة لاستثمار خبراتهم بالمجتمع واللغة والثقافة الصينية لمد جسر التواصل الثقافي بين البلدين، ونقل صورة مشرفة للشباب السعودي في ميادين العمل.


وأدلى سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة تشن وي تشينغ، بتصريح لوكالة الأنباء السعودية أكد خلاله أن المعرض السعودي الصيني لتوظيف السعوديين 2019م، هو دليل لنتائج التعاون المثمرة بين الصين والمملكة والتكامل في تحقيق الالتقاء بين رؤية المملكة 2030 ومبادرة الحزام والطريق الصينية، مبيناً أن المعرض يسهم في رفع إسهام الشركات الصينية بالمملكة عبر توطين وخلق فرص العمل للشباب السعوديين.


وقال:" إن العلاقات بين البلدين في تطور في جميع المجالات، وسنحتفل بالذكرى الـ 30 لتأسيس علاقة دبلوماسية بين الصين والمملكة، والعلاقات الدبلوماسية بينهما ذات الهمة وستصل حتى القمة".