«تجربة مثيرة» تغيّر مفهوم العلماء عن #الموت

صورة تعبيرية

نيودلهي: في سابقة علمية مهمة، نجح العلماء في استعادة بعض النشاط داخل أدمغة خنازير تم ذبحها قبل ساعات، مما أثار آمالًا طبية وأسئلة حول تعريف الوفاة، حيث قال الباحثون في كلية ييل للطب، إن العقول لا تستطيع التفكير أو الإحساس بأي شيء، وأنها وفقًا للمعايير الطبية؛ هذه ليست أدمغة حية، حسبما أعلنوا مؤخرًا في مجلة نيتشر، لكن التجربة كشفت عن درجة مذهلة من المرونة بين الخلايا داخل المخ التي فقدت إمداداتها من الدم والأكسجين، ما دفع العلماء للاعتقاد بأن موت الخلايا في المخ يحدث عبر فترة زمنية أطول مما كنا نظن في السابق.

وقال الباحثون إن مثل هذه البحوث قد تؤدي إلى علاجات جديدة للسكتة الدماغية وغيرها من الحالات، وكذلك توفر طريقة جديدة لدراسة الدماغ وكيف تعمل الأدوية فيه، فيما أكدوا أن ليس لديهم خطط حالية لتجربة أسلوبهم على العقول البشرية.

وكان العلماء قد وضعوا أدمغة 32 خنزيرًا في جهاز في مختبرهم عقب موتها مباشرة، وبعد أربع ساعات بدأ العلماء في ضخ بديل دم مصمم خصيصًا عبر الأعضاء، ولم تظهر العقول أي نشاط كهربائي واسع النطاق من شأنه أن يشير إلى الوعي، ولم تكن استعادة الوعي هدفًا للدراسة التي كانت تهدف إلى استكشاف ما إذا كان يمكن استعادة وظائف معينة بعد فترة طويلة من الموت.

وبعد ست ساعات من الضخ، وجد العلماء أن خلايا الدماغ الفردية في منطقة واحدة من الدماغ احتفظت بتفاصيل أساسية عن بنيتها، في حين أن الخلايا من العقول غير المعالجة قد تدهورت بشدة، وعندما أزال العلماء هذه الخلايا العصبية من الأدمغة المعالجة وحفزوها كهربائيًا، استجابت بطريقة تشير إلى قابلية الحياة، ومن خلال دراسة الدم الاصطناعي قبل دخوله العقول المعالجة وبعد ظهوره، وجد الباحثون دليلًا على أن خلايا الدماغ تمتص نسبة السكر في الدم والأكسجين، وتنتج ثاني أكسيد الكربون، في إشارة إلى أنها تعمل، كما وجدوا أيضًا أن الأوعية الدموية في الأدمغة المعالجة تستجيب للدواء الذي يجعل الأوعية تتسع، فيما أكد العلماء المشاركون أنه لو ظهر أي وعي في هذه التجارب، لقاموا بإيقافها فورًا، حيث لا يوجد إجماع أخلاقي جيد حول إجراء مثل هذا البحث إذا كان الدماغ واعيًا، ما يعني أن هذا سيكون غير مقبول حتى في دماغ الحيوان.

ويرى الباحثون أن هذا النوع من التكنولوجيا يمكن أن يساعد في إنقاذ البعض بعد تناول جرعة زائدة من المخدرات أو حدث كارثي آخر أدى إلى حرمان الدماغ من الأكسجين لمدة ساعة أو ساعتين، كما أنه يمس تعريف الوفاة المستخدم على نطاق واسع، باعتباره الخسارة التي لا رجعة فيها لوظيفة المخ؛ لأن اللارجعة تعتمد على حالة التكنولوجيا، وكما تظهر هذه الدراسة فإن هذا يتقدم باستمرار، كما سيؤدي إلى طرق أفضل لإنعاش الدماغ لدى الناس، ولكنه قد يؤدي أيضًا إلى تعقيد القرارات المتعلقة بموعد إزالة الأعضاء من المتوفين لزرعها.