الحساسية الموسمية.. هكذا تواجهها أو تتأقلم معها بـ«علاج مناعي»

صورة تعبيرية

القاهرة: إذا كنت تعاني من الحساسية، فأنت تعرف صعوبة الخروج في الهواء الطلق في أوقات معينة من السنة، كما تعرف كيف تصيبك نوبات العطس والسعال باستمرار، مع صفير عند التنفس، وعيون دامعة وطفح جلدي مثل الأكزيما، وغيرها من الأعراض حسب مدى التعرض للهواء، لكن ربما لا تعرف أن هناك علاجات أو مسكنات خاصة متوفرة، وكلما سارعت في البدء كلما كان ذلك أفضل.

وحسب الأطباء فإنك تصاب بالحساسية عندما يبالغ جسمك في رد فعله تجاه مادة «مثل: حبوب اللقاح أو وبر القطط» في محاولة لحمايتك منها، ولعل حبوب اللقاح تحديدًا هي السبب الأول للحساسية الموسمية؛ حيث تظهر حبوب لقاح الأشجار في الربيع «عادة في أواخر مارس إلى أبريل»، ثم حبوب لقاح العشب في أواخر الربيع «حوالي مايو»، أما حبوب لقاح الأعشاب فهي الأكثر انتشارًا في الصيف «يوليو إلى أغسطس»، ولكن التغير المناخي الذي يشهده العالم جعل موسم الحساسية يبدأ في وقت أبكر ويستمر لفترة أطول.

ويؤكد الخبراء أن الأدوية الوقائية التي لا تستلزم وصفة طبية هي دائمًا الخطوة الأولى، ولكن إذا كنت تعاني من مشاكل في التنفس أو الإصابة بفيروس نتيجة لأمراض الحساسية لديك، فقد يكون لقاح الستيرويد هو الأنسب بالنسبة لحالتك، وهو عبارة عن حقنة في العضلات وعادة في الذراع تحت إشراف الطبيب، وتستغرق نحو ست ساعات حتى تعمل، وبالرغم من كونه فعالًا للغاية في تهدئة استجابة الحساسية، إلا أنه شرس ويجب أن يستخدم فقط عندما تفشل كل الأمور الأخرى، ويرجع ذلك إلى وجود آثار جانبية طويلة الأجل للاستخدام الزائد، كزيادة الوزن، السكري، تدهور العظام، إعتام عدسة العين، على سبيل المثال لا الحصر.

لحسن الحظ هناك طريق آخر من اللقاحات المناعية خالية من الستيرويد، ويعتقد بعض الأطباء أنها أفضل حل على المدى الطويل؛ حيث تعمل عن طريق إدخال كميات صغيرة من المواد المسببة للحساسية إلي جسمك، في محاولة لمساعدتك على التأقلم ببطء معها، وبمرور الوقت يتوقف جسمك عن الاستجابة للحساسية، وفي حين يعمل الستيرويد على أعراض الحساسية، تعمل اللقاحات المناعية مع جسمك لتقليل دفاعاته، لكنها قد تستغرق وقتًا قبل أن تعطي النتيجة المرغوبة؛ حيث ستحتاج إلى الحصول عليها مرة في الأسبوع لمدة ستة إلى ثمانية أشهر، ثم مرة في الشهر لمدة لا تقل عن سنتين، وعمومًا عليك أن تكون صبورًا لأن الأمر قد يستغرق حوالي ستة أشهر لتبدأ في الشعور بتحسن؛ لذا إذا كنت تريد الحماية بحلول شهر مارس، فيجب عليك البدء في سبتمبر من العام السابق.

وإذا كنت حذرًا بعض الشيء من الإبر، فهناك خيار آخر وهو بخاخات الأنف الستيرويدية، وهي -حسب الخبراء- آمنة جدًّا؛ لأن القليل من الستيرويد يدخل جسمك ولكنها تعطي نتيجة جيدة، وإذا كنت تعاني من الحكة والعطس وسيلان الأنف، فابحث عن مضادات الهيستامين، ولكن تذكر أنه بينما تقوم أدوية الحساسية خارج الجسم بتقييد الأعراض، فإنها لا تعالج المشكلة؛ لذا قد تكون أقل فاعلية إذا كانت حساسيتك تتفاقم، وبشكل عام إذا كنت تسير على إحدى هذه العلاجات فيجب الحفاظ على النوافذ مغلقة وغسل وجهك وشعرك كلما تعرضت للهواء.

ولعل الحقيقة المحزنة أنه لا يمكنك التخلص من الحساسية أو علاجها، وكل ما يمكنك فعله هو قمعها أو التأقلم معها ببطء عن طريق العلاج المناعي، وأفضل طريقة هي البدء باستخدام البخاخات أو أدوية تخفيف الحساسية عن طريق الفم قبل بدء موسم الحساسية «قبل أسبوعين منه على الأقل» أو على الأقل في اللحظة التي تبدأ فيها الأعراض، وإذا كنت لا تشعر بالراحة رغم ذلك، فقد يكون الوقت قد حان للنظر في العلاج المناعي، وإذا لم يكن أي من هذه الخيارات مناسبًا لك، فعندئذ فقط يمكن اللجوء إلى الستيرويد كملاذ أخير بعد تجربة كل الوسائل الأخري، مع التأكد من قصره على مرة واحدة في السنة.