لأول مرة منذ عقود .. إضراب عام «يشلّ» #المدارس_العراقية

مدارس العراق

بغداد: في حدث فريد لم يشهده الواقع التربوي العراقي منذ عقود، عمَّ الإضراب العام جميع المدارس في البلاد، اليوم الأحد، وشهدت المؤسسات التعليمية حالة من الشلل، في محاولة من جانب الطلاب والمعلمين حث الحكومة على تحسين الواقع التربوي.

وبدأ الآلاف من الطلاب والمعلمين في التجمع أمام المدارس؛ للمشاركة في وقفات احتجاجية، فيما لم تتخذ الحكومة العراقية أي تدابير أمنية بشأن الإضراب.

وأفاد نقيب المعلمين في العراق، عباس السوداني، في بيان، بانطلاق إضراب شامل، يستمر على مدار يومين في جميع مدارس العراق، للمطالبة «بتحسين ظروف المعلمين والواقع التربوي».

ويأتي الإضراب صبيحة انطلاق الفصل الدراسي الثاني، بعد انتهاء العُطلة الربيعية.

وقال السوداني: إن الإضراب الشامل هو «تعبير حقيقي عما يتعرض له الواقع التربوي في جميع مفاصله من مشاكل»، وجدد المطالبة ببناء المزيد من المدارس لاستيعاب الأعداد المتزايدة سنويًا من الطلبة.

ولفت السوداني إلى وجود مدارس متهالكة أو آيلة للسقوط، ومدارس مبنية من الطين أو الكرفانات، كما أن أعدادًا كبيرة من الطلاب يتلقون دروسهم وهم يجلسون على الأرض. وقال: إنه يتعيَّن «على الحكومة العراقية والبرلمان، الانتباه إلى هذه الأوضاع الخطيرة على مستقبل الواقع التربوي».

وأكد أن الغرض من الإضراب، هو المطالبة بتحسين «ظروف المعلمين والواقع التربوي؛ من أجل مصلحة المعلمين والطلاب».

وكانت نقابة المعلمين قد دعت إلى الإضراب العام، «من أجل رفع الظلم الواقع على التلميذ والمدرسة والمعلم، وحق الأجيال في تربية تليق بالعراق، وإصلاح الواقع التربوي»، مضيفةً: «سنبقى مُصرين حتى تحقيق كل المطالب التي أقرها المجلس المركزي لنقابة المعلمين العراقيين».

من جانبه، أعلن محافظ واسط محمد جميل المياحي، أمس السبت، تعطيل الدوام الرسمي للمدارس يومي الأحد والإثنين، بغرض فسح المجال للكوادر التدريسية «للمطالبة بحقوقهم».

وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم وزارة التربية العراقية، فراس محمد: إن «إضراب المعلمين عن الدوام الرسمي، ليس من شأن وزارة التربية، وإنما يقع على عاتق نقابة المعلمين والحكومة»، مبينًا أن «مطالب المعلمين في رفع المستوى المعيشي وتخصيص قطع أراضٍ، من صلاحيات الحكومة».

وتابع: «إن المديريات العامة للتربية في عموم البلاد، مرتبطة بمجالس المحافظات، ووزارة التربية ليست معنية بدوام المعلم أو غيابه؛ حتى توجِّه له عقوبة من عدمها»، مشيرًا إلى أن «وزارة التربية تقف بالضد من الإضراب وتعطيل الدوام الرسمي، وتحث على أن تُحل هكذا أمور بالحوار».