المرور والخطوط.. خارج الرؤية

أفضل ما تصف به السعودية، هذه الفترة، أنها "ورشة عمل كبيرة". كل المؤسسات الحكومية، وشبه الحكومية، ومعظم منظمات القطاع الخاص؛ تعمل بشكل لافت. الكثير من الجهد والمشروعات والحضور الإعلامي، والتنافس المستمر المحمود جله، حتى ولو افترضنا وجود شيء من الاستعراض من قبل البعض، إلا أنه يهمنا، لأنه يجب أن نركز على الفكرة الأساسية؛ الإنجاز والعمل.

وعلى الرغم من كل هذا الطحن، هناك بعض الجهات أبعد من ما تكون عن التغيير و"رؤية السعودية 2030"، والتسارع في كل الصعد، منها: "المرور"، و"الخطوط السعودية".. هذا رأيي بالتأكيد، لكن لا بأس من سؤال الآخرين، سيؤكدون هذا غالباً.

يؤسفني أن "المرور" لم يراعِ التنامي السكاني الكبير، ولا الحلول التقنية الحديثة، ولم يتنبه لملف "قيادة المرأة"؛ حتى صار في عنق الزجاجة، وأصبح يسرد الأعذار المكرورة، وترك الطرقات لمصيرها والقدر. غير مرة يتحدثون عن رصد الحركة المرورية بكاميرات وأجهزة متقدمة، وهذا بالتأكيد لا يجدي طالما لم يرفد بعمل على الأرض، يترجم ما ترصده هذه التقنيات لحلول، تسهل من تفويج الناس في الطرقات.

المشكلات المرورية ليست وليدة، ولكن القضية تكمن في اجترار الحلول ذاتها. اللجان البيروقراطية، والبيانات التقليدية، والوسائل العتيقة، ما تفضي لنتائج مشابهة. الكثير من الاختناقات والتعطل، والقليل من رجال المرور في الميدان، الذين يمكن أن تحتكم لهم الزحمات.

"الخطوط السعودية"، ورغم أنها شبه "مخصصة"، وحتى بعد تقسيمها لشركات، إلا أنها تحلق لأبعد نقطة عن التطور. كل الناس تتأخر رحلاتهم، الجميع بلا استثناء، لا مواعيد ثابتة أو جادة. خدمات العملاء سيئة للدرجة التي تشعرك أنك مخطئ دائماً، و"الخطوط" على حق. وكشأن المرور.. العديد من الأعذار القديمة، التي لم تعد تقنع المسافر، بعدما قرأ وجرب وقارن.

التعامل مع "الخطوط السعودية" أصفه بأنه "وعثاء السفر"، منذ أن تنوي السفر معهم، وبدءاً بالحجز وخيارات الأسعار، مروراً بالطائرات المهترئة، وحتى خدمات الملاحة والوصول للوجهة المقصودة. يزعمون التطوير، لكن الواقع صادم، ليس ثابتاً لا يتقدم، بل يتراجع!

الوضع يحتاج حلولاً جذرية، لا وعوداً براقة.. فالمرحلة لا تحتمل التباطؤ، أبداً. والسلام..

بقلم/ أمجد المنيف - الرياض