نصائح لزيادة مستويات "طاقة جسمك"

صورة تعبيرية

القاهرة: هل تستيقظ دائمًا لتبدأ يومك وأنت تشعر بالتعب؟ أو تشعر دائمًا بانخفاض نشاطك البدنى في فترة ما بعد الظهيرة مما يجعلك ترغب في أخذ غفوة فى مكان عملك؟

إذا كان الأمر كذلك، فقد يكون الأمر مرتبطاً بفشل الطريقة التي تغذي بها جسدك، فإذا كنت تقلل السعرات الحرارية وتتخطى وجبات الطعام في محاولة للسيطرة على وزنك، أو اعتمادًا على الأطعمة المجهزة والسريعة أو الوجبات الخفيفة في المتاجر أو الكافيين أو الحلوى في أيام عملك المزدحمة للغاية، فأنت تسهم بطريقة أو بأخرى فى نفس النتيجة.

خبير علم النفس الغذائي مارك ديفيد، مؤلف كتاب "بطء النظام الغذائي.. الأكل من أجل المتعة والطاقة وتخفيض الوزن": إن كثيرًا من الناس يعتقدون أن لديهم مشكلة قوة الإرادة، بينما هم يعانون نقصًا في المواد الغذائية كثيفة المغذيات، وإجراء بعض التغييرات البسيطة في طريقة تناول الطعام يمكن أن تؤدي إلى تحرير احتياطيات الطاقة، التي لم تدرك أنك تمتلكها.

فعلى سبيل المثال، عندما تأكل كثيرًا في الحال، أو تتناول الطعام بسرعة كبيرة، أو تستهلك الأطعمة التي لا تتفق معك، أو تأكل كثيرًا جدًا قبيل النوم، فإن هذه العادات تضع متطلبات مرهقة على جسمك تعمل على استنفاد طاقتك، وعندما تتجاهل وجبات الطعام، أو تخفق في شرب كمية كافية من الماء، أو تذهب إلى حمية غذائية غير مدروسة، فإنك تجوع جسمك على المستوى الخلوي، الأمر الذي يمكن أن ينعكس بسرعة على مخازن الطاقة فى جسمك، فبدلًا من اللجوء إلى إصلاحات مستويات الكافيين والسكر لتوفير نبضات طاقة قصيرة العمر، حاول ضبط عملية الأيض لديك لفترة طويلة مع الاقتراحات التالية:

- حسب د. ليز آبلجيت مديرة التغذية الرياضية والمحاضرة الرئيسة في جامعة كاليفورنيا الأمريكية: ابدأ يومك ببروتين صغير، مثل زبدة البندق أو البيض؛ للمساعدة على موازنة الطاقة طوال اليوم، مع شرب الكثير من الماء -عادة أوقية في الساعة- لمنع الجفاف؛ ما قد يؤدي إلى الشعور بالتعب والصداع.

- ضرورة تناول وجبات صغيرة عدة على مدار اليوم، بدلًا من الاعتماد على وجبات كبيرة تحول تدفق الدم إلى الجهاز الهضمي، فهذا بدوره يجعلك تشعر بالنعاس، مع ضرورة تجنب الوجبات الكبيرة قبيل النوم، حتى لا يقضي جسمك الليل فى التعامل مع الطعام بدلًا من الشفاء وإصلاح الأنسجة.

- إن أجسامنا ليست مصممة لتتناول الكثير من الطعام بسرعة، فتناول الطعام بسرعة كبيرة يمكن أن يؤدى إلى استجابات مضطربة سواء في معدتك أو فى الأمعاء بأكملها، حيث النشاط الأنزيمي فتخسر ​​المزيد من الطاقة.

- إن إدراكنا للوجبة يزيد من عملية التمثيل الغذائي لدينا للوجبة، ولذلك يجب أن تركز على وجبتك وليس على التليفزيون أو الجريدة، فعندما تنظر إلى العصير مثلًا وتشعر بجريان سائل فمك، فإن ذلك بمثابة تذكير بأن الجهاز الهضمي يعمل بكفاءة فلا تؤثر على ذلك بالإنشغال بأشياء أخرى.

- الاعتماد على الكافيين لملء فجوة الطاقة لديك يزيد الأمور سوءًا؛ حيث ينتج الكافيين الطاقة عن طريق تحفيز جهازك العصبي المركزي، كما أن الإفراط في تناول الكافيين يؤثر على عمل الجهاز الغُدي، بل يمكن أن يستنزف بسرعة فيتامينات B وC  والماغنيسيوم، والعديد من المعادن الدقيقة.

- ضرورة الإلتزام بنظام غذائي متوازن، يدعم نظام الغدد الصماء بكامله عن طريق الحفاظ على توازن الهرمونات؛ حيث ترتبط هورموناتك بشكل مباشر بما تضعه في فمك، وتؤثر بشكل عميق على عملية الأيض والطاقة المتاحة لديك، فتناول الأطعمة السكرية والنشوية والمصنعة يستنزف طاقتك من خلال زيادة الأنسولين والكورتيزول، كما أن تناول الدهون غير الصحية وشرب الكثير من الكحول يمكن أن يزعزع استقرار الطاقة الخاصة بك، عن طريق زيادة هرمون الاستروجين وغيرها من الهرمونات.

- هرمون الغدة الدرقية هو أيضًا واحد من الهرمونات الثلاثة الكبيرة التي تتحكم في عملية التمثيل الغذائي والوزن، وللحفاظ على عمل الغدة الدرقية يقترح الخبراء خفض الكافيين وتناول المزيد من: الأعشاب البحرية كمصدر لليود، السردين وسمك السلمون كمصدر لليود والأوميجا 3 والدهون وفيتامين د، المكسرات والرنجة كمصدر للسيلينيوم، الخردل كمصدر لفيتامين أ.

- في حين يختلف الخبراء حول دور المكملات في دعم تدفق الطاقة، يتفق معظمهم على أن الحصول على التغذية غير الكافية هي طريقة مؤكدة لإضعاف الطاقة والحيوية، فإذا كنت تعاني من نقص في الطاقة لأن لديك نقصًا في الفيتامينات أو المعادن، يمكنك الاستفادة من تناول الفيتامينات المتعددة، فيتامينات ب، الأحماض الدهنية الأساسية، مكملات الخضراوات، الأنزيمات الهاضمة والأحماض الأمينية أو غيرها من المكملات الغذائية التي يوصي بها استشاري التغذية أو الرعاية الصحية؛ ولكن للحفاظ على الطاقة المتوازنة والصحة العامة، لا يمكن لأي شيء التغلب على فعالية تناول أطعمة كاملة قريبة من الطبيعة قدر الإمكان.

- وفى النهاية لا يتعين عليك التلاعب بنظامك الغذائي بشكل كبير لإجراء تعديلات أكبر في نمط حياتك، فى حين يمكنك إجراء بعض هذه التغييرات في وقت واحد للاستمتاع بارتفاع ملحوظ في الطاقة، فقط ابدأ بتغيير الأشياء التي تبدو قابلة للتنفيذ الآن، ولا تقلل من شأن أي تغيير صغير، فالطاقة هي أسلوب حياة، وعندما تغير طريقة تناول الطعام، فإنك تغير الطريقة التي تشعر بها في حياتك اليومية.