تفاصيل جديدة عن مرض #العزلة_الاجتماعية

صورة تعبيرية

باريس: لعقود طويلة ظل "الفيبروميالجيا" أو مرض العزلة الاجتماعية يتحدى التشخيص أو التصنيف؛ حيث لم تظهره أي قياسات موضوعية مثل اختبارات الدم أو الفحوصات الطبية المعتادة لمعرفة مصدر الأعراض، ولكن ولحسن الحظ فقد قبله المجتمع الطبي الآن كمرض حقيقي مع أعراض متعددة، أكثرها شيوعًا الألم الذي يبدو أنه يهاجر بشكل عشوائي تقريبًا في مختلف أجزاء الجسم، مما يؤثر على الأنسجة الرخوة والأوتار والأربطة والعضلات، ومع ذلك قد يعاني المرضى من الصداع النصفي الشديد، واضطرابات النوم والمزاج، والاضطرابات المعرفية، واضطرابات الجهاز الهضمي والتعب والإرهاق.

وحتى الآن ليس من الواضح ما الذي يسبب المرض أو سبب الشعور بالألم عندما لا يكون هناك أي إصابة ظاهرة أو إلتهاب أو عدوى أو علامة على أي سبب آخر كالسرطان مثلًا، بينما يحقق الباحثون الآن فيما إذا كان الألم لا يرجع إلى إصابة أو اضطراب آخر داخل الجسم، بل إلى رسائل غير مناسبة من مراكز في الدماغ تشير إلى وجود ألم.

وكان أحد الأساليب العلاجية هو استخدام العقاقير التي تنشط النواقل العصبية؛ لمعرفة ما إذا كانت قادرة على مقاومة إشارات الألم من الدماغ، لكن الأدوية ليست فعالة دائمًا ولها آثارها الجانبية، ولذلك في الوقت الحاضر ينصح بنهج علاجي متعدد الأوجه، يشمل الاستشارة النفسية، والعلاج المعرفي السلوكي، والتأمل، والتمرين، وتقليل اضطرابات النوم.

ومع ذلك فإن هذه التدخلات ليست دائمة النجاح، فلم يتمكن الأطباء وغيرهم من المهنيين الصحيين من العثور على أي تدخل فعال للسماح لهؤلاء المرضى الذين كانت حياتهم نابضة بالحياة بالعودة إلى حياتهم النشطة السابقة، فهؤلاء ينفقون معظم أيامها وحدهم يبتعد عنهم الأصدقاء، ليس لأنهم لا يريدون أن يكونوا معهم، ولكن لأن آلام هؤلاء المرضى تجعل من الصعب عليهم أن يكون اجتماعيين، وهو ما يزيد من حدة المرض؛ حيث يقلل من نوعية الحياة وفقدان الاتصال البشري.

ويقول الخبراء أنه من الصعب قضاء بعض الوقت مع شخص يعاني من ألم مستمر، بينما لا تعرف ماذا تقول له أو كيف تساعده، أو كيف تفهم ما يشعر به، فربما تتسبب في مزيد من الضغط على المريض من خلال إجباره على وضع وجه مبهج كما لو أن كل الأمور جيدة، بينما هو متعب للغاية، ورغم ذلك يؤكد الخبراء على ضرورة ألا نبقى بعيدًا عن هؤلاء المرضى، ويجب ألا نسمح بالحد من زياراتنا مع المريض، فإذا سمحنا بحدوث ذلك فإننا نسمح للمرض باستبدال علاقتنا بعلاقته مع المرض، فربما ينبغي إضافة الاتصال الاجتماعي إلى أعلى قائمة طويلة من التدخلات للسيطرة على أعراض هذا المرض.

فقد يكون الألم موجودًا سواء كان المريض بمفرده أو مع آخرين، ولكن عندما يكون الآخرون في الجوار، فإن المحادثات الجيدة، الضحك، القصص وما إلى ذلك، قد تكون إلهاء عن الألم لا يقدر بثمن، والألم بطبيعة الحال قد يتسبب في تأخير التفاعلات الاجتماعية أو إلغاؤها، ومن المهم محاولة ذلك لأن رؤية صديق أو أحد أفراد الأسرة يتخفف من الألم المزمن حتى ولو بشكل مؤقت هى مكافأة للجميع.