عبور المطارات الرقمي

الشيء الواضح، أنه لا مستثنى من الغزو التقني، سواء كانت غزوات ذات منافع، وغنائمها إيجابية، أو عكس ذلك تماماً، لكن الأكيد أن الوقت ليس بعيداً حتى نرى حياتنا رقمية 100 %، هذا وفق المعطيات والثورات التقنية، ما لم يعكس شيء استثنائي، يوقف هذا التدحرج.

المطارات، بكل ما تحوي من أنظمة طيران وأجهزة أمنية ومناطق ترفيه وحلول؛ أحد أهم وأبرز القطاعات المستفيدة من التقنية، ولذلك نجد التسارع في التغيير واضحاً، وتختلف الاستجابة من مكان لآخر، المهم أن الخيارات موجودة، وتحتاج فقط للمبادرة والبدء.

تقول الأخبار الواردة من كوريا إن السلطات الكورية الجنوبية قررت تطبيق نظام التأكد من الهوية عبر مسح قزحية العين في مطار إنتشون الدولي، الذي يعد من أكبر وأكثر المطارات ازدحاماً في العالم. واعتباراً من العام 2020، سيتم في المطار المذكور المصنف منذ 2005 كأفضل مطار في العالم، الصعود إلى الطائرات خلال الرحلات الداخلية دون جواز السفر.

قبل أيام، قالت إدارة مطار إنتشون الدولي القريب من سيئول، إنها صممت نظاماً إلكترونياً أمنياً خاصاً، لقراءة قزحية العين وأشارت إلى أنها باشرت في تشغيل النظام بشكل تجريبي. وذكرت الإدارة، أنها نشرت هذه الأجهزة الإلكترونية عند البوابة السريعة (Speed Gate) وبدأت تختبر هذا النظام على موظفين وافقوا على تقديم معلومات قزحيات عيونهم مسبقاً.. وتواصل إدارة المطار الإشراف على تطوير أنظمة مسح وجه الإنسان وبصماته بالإضافة إلى قراءة قزحية العين.

في السفر تحديداً، مع التقدم في السنوات نجد أن الحلول التقنية بدأت في اختصار الأشياء لدينا، ومن يقارن قبل عشر سنوات والآن؛ يجد الفارق كبيراً في إجراءات السفر، وطبيعة ما نحمل معنا، وستخف الأشياء تدريجياً حتى تتلاشى تماماً، حيث يكون الاعتماد المعلوماتي (على الأقل) على البصمات الشخصية، المربوطة بسلسلة من البيانات والمعلومات.

والشيء بالشيء يذكر، فقد أعلنت -في وقت سابق- شركة Gemalto الرقمية في مجال تقنيات خدمات المطارات الذكية خدمة جديدة أطلقت عليها اسم Fly to gate لخدمات بوابات التفحص والانتقال السريع في المطارات استناداً لتقنية تحقق من البصمات أو ما يعرف بالخصائص الحيوية Biometric أو السمات البيولوجية المميزة للشخصية، منذ مراحل Check in وإلى مرحلة الصعود..

كما أعلنت الشركة أن التقنية الجديدة تتيح إمكانات الولوج لتفحص واستلام تشمل أذونات المسافر الموثوقة للولوج عند كافة نقاط التماس والفحص Biometric، والتأكد من المستندات بخيارات تسمح بالاستخدام الجزئي للتقنية الجديدة أو الاعتماد الكلي عليها في خدمة المسافر بشكل آلي دون تدخلات بشرية حسب ما تحدده شركة الطيران والمطارات من تدابير تضعها لتطوير تجربة المسافرين.

ننتظر أن تنعكس كل هذه التقنيات على مطاراتنا، لأننا أولى. والسلام..

بقلم/ أمجد المنيف - الرياض