مبتعثونا.. سفراؤنا !

في كل مرة أسافر فيها إلى الخارج أتلقى دعوات من طلاب سعوديين مبتعثين يصادف أن يعلموا بوجودي في ديارهم من خلال متابعة حسابي في «سناب»، وأسعد غالبا بتلبيتها ما استطعت، ذلك أن التعرف بالشباب السعودي في الغربة يمنحني فرصة ثمينة لقراءة أفكار هؤلاء الشباب ورصد بعض ملامح التغيير الذي سيرسمونه على وجه مستقبل بلادي !

قابلت عشرات الطلاب السعوديين وجالستهم في مطاعم ومقاهٍ وأماكن عامة في مدن أوروبا وأمريكا وآسيا، ولم أجد بينهم طالبا واحدا لم يترك في نفسي أثرا طيبا وشعورا بالفخر والاعتزاز، فقد جمعوا بين التهذيب والكياسة والوعي والذكاء والنباهة، ما جعلني في كل مرة أشعر بأن المستقبل واعد بهؤلاء المبتعثين الألمعيين، والأمل كبير بأن يكونوا من لبنات بناء الجسور التي سيعبر بها الوطن نحو الغد !

اعذروني على هذه المقدمة الطويلة، وأنا الذي اعتدت على أن أدخل مباشرة إلى موضوع أي مقال أكتبه، فشبابنا من طلاب العلم في الخارج يستحقون مثل هذا الاستثناء، فهم خير سفراء لوطنهم أينما حلوا !

لذلك عندما رصدت ردة الفعل وأنا في أمريكا لما قام بها مبتعثان سعوديان ضحيا بحياتيهما في سبيل إنقاذ أطفال من الغرق وإحاطة الأمريكيين لتضحيتهما بهالة البطولة الخارقة، لم أستغرب ما فعلاه، فالمروءة والنبل جزء أساس من تكوين إنسان هذه البلاد وعنصر متراكم من جينة قيمه التي ورثها من أجداده عبر الزمن !

وما أقدم عليه الشابان اليامي، رحمهما الله، من تضحية بطولية، سبق وقام بها مواطنون سعوديون في الداخل والخارج، لذلك أنا فخور بكل مبتعثينا في الخارج ومواطنينا في الداخل من أصحاب المروءة، الذين يؤكدون القيمة الحقيقية لهوية الإنسان السعودي.


جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.

بقلم/خالد السليمان - عكاظ