إمام #المسجد النبوي يناشد الأفغان حقن الدماء وتحقيق السلام

المدينة المنورة: ناشد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالله البعيجان – في خطبة الجمعة – الفرقاء الأفغان حقن الدماء وإطفاء نيران الفتنة مشددا على أن العالم الإسلامي يتطلع إلى تحقيق السلام ويرحب باستمرار الهدنة.

وقال: أيها الإخوة الأفغان الصلح خير، فاتقوا الله وأصلحوا، واعفوا واصفحوا، " إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم "، " ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور "، فالتنازل عن المصالح من أجل حقن دماء المسلمين فضل عظيم، ومصلحة كبيرة، وشجاعة وبطولة فائقة، فاحقنوا دماء شعبكم وأمتكم، وأصلحوا ذات بينكم، وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، جمع الله شملكم ووحد كلمتكم وأصلح ذات بينكم وألف بين قلوبكم وأطفأ نيران الفتنة والعنف في بلادكم.

وأضاف: إن ما يجري بين المسلمين من الشقاق والتنافر، والصراع والتناحر، من أعظم المواجع، وأفضع المصائب والفواجع، وأشد الخطوب، وأثقل الكروب على القلوب، وإن حقن دماء المسلمين وصيانة أعراضهم وأموالهم من مقاصد الشرع، ومسلمات الدين القويم، ومقتضيات المنطق السليم.

وتحدث الشيخ البعيجان في خطبتي الجمعة عن أهمية استغلال الزمن بالمفيد والنافع , والإفادة من الإجازة الصيفية وقال : إذا كان المال يمكن جمعه وادخاره بل وتنميته , فإن الزمن عكس ذلك فكل دقيقة ولحظة ذهبت لن تعود إليك أبدا ولو أنفقت ما في الأرض جميعا، وإذا كان الزمن مقدرا بأجل معين وعمر محدد لا يمكن أن يقدم أو يؤخر وكانت قيمته في حسن إنفاقه وجب على كل إنسان أن يحافظ عليه ويستعمله أحسن استعمال، ولا يفرط في شيء منه قل أو كثر، ولكي يحافظ الإنسان على وقته يجب أن يعرف أين يصرفه وكيف يصرفه ؟، ألا وإن أعظم المصاف وأجلها طاعة الله عز وجل فكل زمن أنفقته في تلك الطاعة لن تندم عليه أبدا.

وأضاف: إن الإجازة الصيفية التي تعيشونها فرصة للراحة ولقضاء الحقوق والفوائت، والتزود للمستقبل العاجل والآجل، وليست إجازة لتعطيل الواجبات وإضاعة الحقوق والاستغراق في الشهوات فاتقوا الله في أهليكم وأولادكم ربوهم على الحرص على الوقت وبذله في ما ينفع من علم أو عمل.

وتابع: إن الله سيسألكم عن أوقات العمر فيم أفنيتموها ؟، فلن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن شبابه فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه، فيجب أن يتساءل كل واحد منا إذا وجه له هذا السؤال ما ذا سيخطر بباله ؟، ما هو العمل الذي قد هيأه طيلة شبابه ومدى عمره وادخره لهذا الجواب ؟، فأعدوا عباد الله للسؤال جوابا، وللجواب صوابا.

وأضاف: إن العاقل لا يرضى أن يضيع لحظات أنفاسه، وهي تنقص من عمره تضيع سبهللا، لا في أمر الدنيا ولا في أمر الآخرة، وإن الفراغ نعمة إذا حسن استغلاله، ونقمة إذا ضاع استعماله، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ "، فتبذير الأوقات غبن ونقص في الدين، وضعف وسخافة في الرأي ,قد ابتلي فيه كثير من الناس ,فاتقوا الله في أنفسكم ورعيتكم , واغتنموا الفرص واحرصوا عليها، قال صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: " اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناءك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك ".