مُقصرات العمر
في إنجلترا أثبت مسح موسع أن الإصابة بداء السكري (النوع الثاني) قد يقصر عمر الإنسان إلى حد ثماني سنوات في حالة الإهمال وعدم الالتزام بالحمية المفروضة.. فمن خلال مراجعة التاريخ المرضي لخمسين ألف شخص مصاب بداء السكري اتضح أن - البدينين منهم على وجه الخصوص - معرضون للوفاة في سن أقل من المتوسط بثمانية أعوام.. ويصبح الوضع أكثر سوءاً حين يصل المرء إلى سن الأربعين وهو مصاب بالثلاثة معاً: بالسكري والبدانة ويدخن بشكل شره..
وبالطبع هناك عوامل أخرى كثيرة - لا يتسع المجال لتفصيلها - تساهم بدورها في تقصير العمر كسوء التغذية وضغوط العمل وتلوث البيئة وإدمان الكحول والإحباط المتواصل والعيش في مجتمع لا تتوفر فيه خدمات صحية لائقة (ولهذا السبب بالذات لا يتجاوز متوسط العمر في أفغانستان 45 عاماً في حين يتجاوز في اليابان 83 عاماً)!!
المؤكد حالياً أن ثاني أكبر سبب لتقصير العمر هو البدانة المفرطة - التي يعد السكري إحدى ثمراتها.. فالبدانة المفرطة مسؤولة عن مشكلات صحية كثيرة تقلل من العمر المتوقع للإنسان.. فهي مسؤولة مثلاً عن انسداد الشرايين وإجهاد القلب وتآكل المفاصل ومشكلات الدورة الدموية.. وفي دراسة خرجت من "جامعة ألباما" اتضح أن البدانة قد تأخذ من أعمار الرجال 20 سنة كاملة (حسب مجلة الجمعية الطبية الأميركية).. فحسب الدراسة اتضح أن الرجال المصابين بالبدانة بين سن العشرين والثلاثين يعيشون عمراً أقل بــ 13 عاماً من أقرانهم - في حين تعيش النساء عمراً أقل بثماني سنوات (علماً أن العينات خاصة بالبيض فقط لاستبعاد العامل العرقي في الموضوع).
أما السبب الأول في تقصير العمر المتوقع لأي إنسان فهو من دون شك التدخين.. فقبل فترة أوردت صحيفة "ديلي إكسبرس" إحصائية (جمعت من بيانات 500 ألف شخص لدى شركات التأمين) اتضح من خلالها أن المدخنين يعيشون عمراً أقل بــ5,5 سنوات من غير المدخنين في المجتمع البريطاني.. فمتوسط العمر المتوقع للرجل يصل إلى 82 عاماً ولكنه ينخفض لدى المدخنين إلى76 عاماً، أما لدى النساء فيصل العمر المتوقع إلى 86 عاماً ولكنه يقل لدى المدخنات إلى79 عاماً فقط!!
وعلى الطرف الآخر من إنجلترا ظهرت دراسة فرنسية تدعي أن المدخنين يخسرون إلى حد سبع سنوات من أعمارهم مقارنة بغير المدخنين.. فحسب متوسط العمر السائد في فرنسا يتوقع لرجل في الثلاثين من عمره أن يعيش إلى سن الثمانين.. ولكن في حالة إدمانه على النيكوتين ينخفض هذا المتوسط إلى 73 عاماً فقط.
وبناء على كل هذا تنبه فقط لهذه المشكلات (إهمال السكر، والبدانة، والتدخين) وأنا أضمن لك صحة جيدة بنسبة 95 %.
بقلم: فهد عامر الأحمدي - الرياض