تحت شعار "الاعتماد يوفر عالماً أكثر أمان".. مركز الاعتماد الخليجي يحتفل باليوم العالمي للاعتماد

أحمد بن معطي المطيري المدير العام لمركز الاعتماد الخليجي

الرياض: يشارك مركز الاعتماد الخليجي أجهزة الاعتماد المماثلة حول العالم الاحتفال باليوم العالمي للاعتماد والذي يصادف 9 يونيو من كل عام، ويأتي هذا العام تحت شعار "الاعتماد يوفر عالماً أكثر أمان".  

وتم اختيار هذا الشعار من منطلق حرص المنظمات الدولية ذات العلاقة بالاعتماد ILACو IAFوأجهزة الاعتماد الأعضاء فيها إلى تفعيل نشاط الاعتماد للمساهمة في تحقيق أماكن عمل آمنة، ومنتجات آمنة، وسائل نقل آمنة، وطعام آمن، وخدمات ترفيه آمنة، وخدمات صحية آمنة وغيرها من الأنشطة التي تحتاج إلى إثبات كفاءتها لكي لا تسهم في حصول مخاطر مهنية.

وجميع ما سبق جوانب مهمة في تحقيق الأمن لحياة الناس، ومع ذلك تظهر الإحصاءات أن التوقعات لا تتطابق مع الواقع، حيث تظهر الإحصاءات التي أوردتها المنظمة الدولية لاعتماد المختبرات ILAC بأن هناك ما يقارب ٢.٧٨ مليون حالة وفاة سنوياً نتيجة الحوادث المهنية أو الأمراض المتعلقة بالعمل.  وأكثر من ٣٧٤ مليون إصابة غير مميتة في مناطق العمل.


ويأتي سد هذه الفجوة أمراً مهماً للحكومات والمنظمات والشركات بهدف توفير الحماية والأمان للمواطنين والموظفين في أماكن أعمالهم وفي رحلاتهم وفي منازلهم وفي جمع شؤون حياتهم، حيث تأتي المواصفات القياسية وأدوات تقويم المطابقة المختلفة من أهم الأدوات التي تسهم في تحقيق هذا الهدف.

ولعل أبرز الأمثلة على ذلك هذا الدور: شهادات الحراسة المعتمدة، شهادات التفتيش على المصاعد المعتمدة، شهادات أنشطة سياحة المغامرات والترفيه المعتمدة، تقارير الاختبارات المعتمدة في مختلف المجالات، شهادات الأمن الإلكتروني المعتمدة، شهادات الصحة والسلامة المهنية المعتمدة وفقاً للمواصفة القياسية OHSAS18001 سابقاً وحالياً ISO45001 والتي تحد من المخاطر في أماكن العمل، وهي مثال عملي لتقليل الخسائر التي تتحملها شركات التأمين في حال كانت المخاطر عالية، حيث إن بعض شركات التأمين تعطي خصومات للجهات والشركات التي تحصل على شهادات الصحة والسلامة المهنية المعتمدة.


ومن جهة أخرى، فإن هناك مثالاً أخر على أهمية الاعتماد، حيث إنه في هولندا لا يمكن قبول اختبار الحمض النووي لإثبات الجرائم إلا إذا كان صادراً من مختبر معتمد، وهذا يسهم في تحقيق العدالة وجودة النظام الجنائي والقضائي في الدول، وبالتالي توفير اطمئنان من جودة هذه الخدمات التي تحفظ حق الإنسان في الحياة في بيئة عمل عادلة وآمنة.


هناك أمثلة كثيرة على الدور الكبير الذي يسهم به نشاط الاعتماد في تحقيق التنمية المستدامة للدول، سيتم تطرقها بشيء من التفصيل في الندوة التي سينظمها مركز الاعتماد الخليجي في بداية شهر يوليو القادم بعد عيد الفطر المبارك.


ومن الجدير بالذكر أن مركز الاعتماد الخليجي يعدّ من أبرز إنجازات دول مجلس التعاون حيث يعتبر أول وأسرع جهاز اعتماد متعدد الاقتصاديات في دول الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادي يحصل على الاعتراف الدولي، وأول وأسرع جهاز عربي يحصل على عضوية اللجان التنفيذية ومجالس إدارة بعض المنظمات الدولية والإقليمية. 


وأول جهاز اعتماد في العالم يمنح الاعتماد الحلال لدعم الاقتصاد الإسلامي وضمان تطبيق المواصفات القياسية التي تسهم في إثبات كون المنتجات المتداولة في أسواق الخليج حلال.


ويسعى المركز إلى دعم العمل الخليجي المشترك بالمساهمة في تسهيل التبادل التجاري ودعم تطبيق المنظومة التشريعية الخليجية لضبط المنتجات والخدمات في السوق الخليجية المشتركة، والإسهام بشكل فاعل في تحقيق الرؤى الاقتصادية لدول مجلس التعاون.