ليست مجرد ابتسامة عريضة

هناك 19 نوعاً من الضحك يمكن اختصارها تحت خانتين رئيستين هما: الضحك الاجتماعي الذي يحفز عضلات قليلة في الوجه، والضحك الحقيقي (الصادر من القلب) ويتطلب عضلات أكثر في الوجــه..

ورغم أن القدرة على الضحك تولد مع البشر من الشهر الرابع وتميزهم عن بقية المخلوقات؛ إلا أن طريقة ونسبة ممارستنا له ترتبط بالثقافة الاجتماعية والعادات المكتسبة من محيطنا العائلي (بدليل وجود عائلات يغلب عليها الضحك وخفة الدم، وأخرى العبوس والتجهم وثقالة الدم)...

وفي جامعة جونز هوبكنز اكتشف الباحثون أن الأخبار السيئة تجعل المرضى يتعرضون (ولعدة أيام) لارتفاع في هرمونات القلق والتوتر التي تتسبب بضرر القلب وفطره بمعنى الكلمة.. وتقول الدراسة المنشورة بمجلة نيوإنجلاند الطبية إنه كثيراً ما يحدث خلط بين هذه الأعراض وأعراض النوبة القلبية ويتم تشخيصها بشكل خاطئ، فقد فحص الباحثون عشرات المرضى الذين اشتكوا من أعراض مماثلة للأزمة القلبية مثل الألم في الصدر ووجود ماء في الرئتين وضيق التنفس وهبوط القلب.. وعندما تم فحص هؤلاء المرضى وجد أنهم لا يعانون من أي انسداد في الشرايين أو أعراض النوبة القلبية، بــل من ارتفاع كبير في هرمونات التوتر (خاصة الأدرينالين والنورأدرينالين).. هذا الارتفاع الخطير يفسر ارتفاع نسبة الوفيات بعد حوادث وفاة شريك الحياة أو فرد قريب من العائلة...

وفي المقابل يلعب الضحك والسعادة والحبور دوراً إيجابياً على القلب وكافة الأعضاء البشرية (ناهيك عن دورها في شفاء الروح وتعزيز جهاز المناعة ككل)..

وبالإضافة إلى ما ذكرته في آخر مقال (الضحك بلا سبب علاج وقلة تعب) يحث الضحك إفراز هرمون الإندورفين المسؤول عن الشعور بالسعادة وتخفيف التوتر (حتى وإن كانت ضحكاتك مصطنعة). كما اتضح وجود ترابط بين المشاعر الإيجابية عموماً وانخفاض هرمون الكورتيزول (أحد الهرمونات المسببة للتوتر) الأمر الذي يفسر عدم قلق أو توتر المتفائلين ومن يغلب عليهم التفكير الإيجابي.. وهذا التغير في توازن الهرمونات لا يقلل فقط من المشاعر السلبية، بل ويعزز صحة الجسم ومناعة الإنسان ويمنحنا شعوراً بالسعادة والاسترخاء ـــ ناهيك عن جاذبية الإنسان الضاحك لجميع الناس..

أما أغرب الإيجابيات التي سمعت عنها (وهذه تهم النساء) فهي دراسة صدرت العام الماضي من معهد «أوربيت كومبليت» تؤكد أن 71 % من الرجال اعتبروا النساء اللواتي يضحكن بنسبة أكبر، أكثر جاذبية ممن يضعن المكياج ويلبسن بشكل أنـيـق...

... وأنـا أول من يعترف بضعفنا أمام (ذوات الدم الخفيف)..

بقلم: فهد عامر الأحمدي - الرياض