بعد مرور آلاف السنين.. لا يعرف العلماء أسباب فوائد #الثوم للصحة

الثوم

نيودلهي: مشكلات الجهاز التنفسي والالتهابات وأمراض القلب وسوء الهضم ومرض السكري من النوع الثاني وأنواع معينة من السرطانات، يبدو أن الثوم مفيد لكل شيء، فمنذ آلاف السنين ينصح الأطباء بهذه البصيلة المعجزة، ولكن الحقيقة لم يفهم العلماء القدماء أو الحاليون كيف تعمل هذه النبتة على تحسين صحتنا.

وبحسب ما نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية، في تقرير ترجمته عاجل- فإن دراسة نشرت مؤخرًا في مجلة “Trends in Pharmacological Sciences”، قام باحثون بريطانيون بتحليل سبب كون الأمر معقدًا لفهم الخصائص المفيدة للثوم.

ويوضح "بيتر روز" أستاذ الكيمياء الحيوية في جامعة "نوتنجهام" والمؤلف الرئيسي للبحث: "لا أعتقد أن هناك نوعًا واحدًا من النباتات هو الدواء الشافي لكل داء، ولكن من المؤكد أن هناك نوعًا من النباتات ترتبط بشدة بالحد من خطر الإصابة بالأمراض بين البشر.

يضيف "روز"، في الواقع يكمن سر الثوم، في امتصاصه للكبريت من التربة وتخزينها في الأحماض الأمينية والجزيئات، وعندما تأكل فصًا من الثوم، فإن هذه الجزيئات تتحلل إلى حوالي 50 مركبًا مختلفًا، وتكون نشطة بيولوجيا داخل خلايا وأنسجة الثدييات."

كل هذه المركبات التي يحتوي عليها الثوم مدروسة جيدًا في المعامل، لكن لماذا ينتهي الأمر بكونها جيدة للصحة؟ هذا ليس واضحًا على الإطلاق، لأنها تعتمد كثيًرا على طريقة التحضير، على سبيل المثال، تحتوي قطعة من الخبز المحمص مع قطع الثوم المقطّع على مركبات مختلفة من الكبريت.

ويشرح عالم الكيمياء الحيوية، "كل شكل من أشكال التحضير يمكن أن يكون له تأثير مختلف على الإنسان، وهذا ما يجعل البحث معقدًا جدًّا، لأننا لا نفهم حقًّا كيف يتم التمثيل الغذائي لهذه المركبات في البشر، من الصعب تحديد آليات العمل المشتركة لهذه الجزيئات".

وتبدأ المشكلة الكبرى في فهم فوائد الثوم عندما ينتقل من أنابيب الاختبار إلى المقالي، ما يعني أن في حين يحسن بعض الثوم من ضغط الدم، فإن البعض الآخر يحسن مستويات السكر في الدم.

ويقول روز: "عندما يتعلق الأمر بدراسات التدخل البشري كان هناك تباين كبير، في بعض الأحيان يكون للاستهلاك والتعرض لهذه المركبات تأثيرات بيولوجية، وأحيانًا لا يحدث شيئا، وهذا لا يرجع فقط إلى التعقيد الكبير أو تنوع هذه المركبات، ولكن بسبب توزيعها بين الأطعمة المختلفة التي تحتوي على الثوم".

ويختتم البريطاني: "هناك عديد من الاحتمالات لإيجاد طرق جديدة يمكن أن تقلل من خطر الأمراض وتحسين صحة الإنسان، إلا أنه سيبقى هناك غموض ولا يزال عليا القيام باستكشاف لبعض مركبات الكبريت الغريبة والرائعة التي نجدها في وجباتنا الغذائية."