أعظم 100 شخصية

مجلة التايم الأميركية هي أول من اخترع فكرة «شخصية العام» العام 1927.. واليوم أصبحت تملك قوائم سنوية كثيرة من بينها قائمة تدعى «أهم مئة شخصية مؤثرة» في العالم..

شخصية العام الماضي - كما نعرف - فـاز بها الأمير محمد بن سلمان من خلال ترشيح عالمي مفتوح، أما القائمة الثانية فـبدأت فكرتها العام 1999 (بمناسبة قرب دخولنا للقرن الواحد والعشرين) حين طلبت من المتخصصين ترشيح مئة شخص غيروا شكل العالم خلال القرن العشرين.. وبعد فرز الترشيحات أتى على رأس القائمة «ألبرت أينشتاين» كأعظم إنسان غير أفكارنا عن المادة والكون - رغم منافسة هتلر له بسبب التأثيرات العظيمة التي خلفتها الحرب العالمية الثانية..

ومن ضمن الأسماء التي وردت في قائمة القرن العشرين غاندي وروزفلت وتشرشل وهتلر وستالين ونيلسون مانديلا وبيل غيتس (علماً أن الأخيرين دخلا أيضاً ضمن القوائم التالية في القرن الواحد والعشرين)..

وفي العام 2004 قررت المجلة تطوير هذه القائمة ونشرها بشكل سنوي.. وفي العام 2010 قامت بتقسيمها إلى قوائم فرعية تضمنت العلماء والفنانين والرياضيين والقادة السياسيين (يمكنك الاطلاع عليها في الإنترنت بـإضافة السنة المطلوبة إلى جملة: TIME›s100 most influential people).

على أي حال، لاحظ أن قائمة التايم عصرية ومتحركة وتتغـير عاماً بعد عام.. يتغير فيها ترتيب الشخصيات، وتدخلها أسماء (وتخرج منها أسماء) لم تكن موجودة في السنوات السابقة.. لهذا السبب لا يمكنني شخصياً تبنيها (كقائمة تاريخية) تضم أعظم الشخصيات عبر القرون.. يتطلب الأمر تقييماً مختلفاً للخروج بقائمة ثابتة لأعظم المؤثرين في التاريخ - لدرجة يصعب على أي منهم بسبب تراكم التأثير الزمني..

ولأنني شخصياً أهتم بالمؤثرين أكثر من المشهورين أعود دائماً لقائمة المؤرخ الأميركي مايكل هارت (التي يمكنك الاطلاع عليها في الإنترنت بوضع اسمه قبل اسم كتابه: المائة الأوائل).

فبصرف النظر عن الجنسية والديانة والتخصص بحث هارت عن أكثر الشخصيات تأثيراً على (أكبر عدد من البشر).. خرج في النهاية بمئة اسم، أتى أول عشرة منهم على النحو التالي:

نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

إسحق نيوتن.

المسيح عليه السلام.

بوذا.

كونفوشيوس.

القديس بولس.

تسايلون (مخترع الورق).

جوتنبرج (مخترع المطبعة).

كولومبس.

أينشتاين (الذي اختارته التايم كأعظم شخصية في القرن العشرين)..

ومن الأسماء المهمة الأخرى في قائمة هارت موسى عليه السلام الذي وضعه في المركز السادس عشر، ثم تشارلز داروين في المركز السابع عشر..

وفي المركز الواحد والخمسين وضع عمر بن الخطاب (بسبب دوره في بناء الدولة الإسلامية وكثرة الفتوحات في عهده) في حين وضع الملكة البريطانية إليزابيث الأولى في المركز الخامس والتسعين التي بدأت بريطانيا في عصرها تتحول إلى إمبراطورية عظيمة..

وبعكس ما يدعي البعض؛ لم يعتنق مايكل هارت الإسلام - ولم يكن متديناً أصلاً - ولكنه كان محايداً ونزيهاً رتب الشخصيات بحسب إنجازها التاريخي وحجم التأثير الذي تركته على البشر.. لهذا السبب يأتي اختياره لنبينا محمد في المركز الأول منطقياً وعادلاً (بسبب تأثيره على ربع سكان الأرض) في حين يتقدم بوذا وكونفشيوس على موسى (رغم نبوته) بسبب قـلة أتباعه من اليهود مقارنة بأتباع البوذية والكونفشيوسية.

بقلم: فهد عامر الأحمدي - الرياض