ماذا قالوا في رفع أصوات المساجد

للشيخ ابن باز فتوى في عدم جواز تقارب المساجد وتداخل الأصوات بينها...

وللشيخ ابن عثيمين فتوى مسجلة في عدم جواز إذاعة الصلاة بمكبرات الصوت...

وللشيخ صالح الفوزان فتوى في الجزيرة (عدد10 رمضان1431) بعنوان: «رفع أصوات مكبرات الصوت فيه تشويش على الناس وأذية لهم»...

وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة لكبارالعلماء: «وضع جهاز راديو أو نحوه لإذاعة القرآن بصوت مرتفع في المسجد يوم الجمعة قبل مجيء الإمام لا يجوز»..

وقبل هؤلاء الأفاضل قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «ليس لأحد أن يجهر بالقراءة بحيث يؤذي غيره كالمصلين» (في مجموع الفتاوى23/61)..

... وهذه كلها مجرد أمثلة تؤكد أن المشكلة التي أثيرت مؤخراً بخصوص إذاعة الصلاة خارج المساجد (محسومة) حتى قبل اختراع الميكرفونات الكهربائية (التي توجد أيضاً فتاوى تدعي أنها بدعة حديثة)..

من شتم واتهم وكفـَّر إما أنه إنسان بسيط لا يعرف الحكم، أو عارف بالحكم (والحكمة من المنع) ولكنه للأسف يساير ردود الفعل ويؤجج مشاعر الناس...

راجع نوعية التعليقات في تويتر لتكتشف أن معظم الناس لا يعرفون أحكام الأذان والإقامة ولم يطلعوا على فتاوى هيئة كبار العلماء فيها.. أنا وشقيقي تبرعنا لبناء مسجد الحي ولكن من تبرعوا لإنشاء مسجد قرب منزل السحيمي (وتزويده بأكبر قدر من مكبرات الصوت) لا يدركون أنهم مثـله يعترفون ضمناً أن في ذلك أذيـة لكل من يجاور المسجد...

لا أعرف السحيمي شخصياً ولكنني أعتقد أن مشكلته (بالإضافة إلى أسلوبه الفـظ)تكمن في أنه لا يملك مظهر الشيوخ وتم تصنيفه مسبقاً بصرف النظر عن الحجج التي يقدمها...

الحملة ضده تذكرني بالحملة التي نُظمت ضد غازي القصيبي (عام2006) حين قرر تأنيث المحال النسائية فتعـرض لحملات اتهام شرسة كان ألطفها الدعوة للتغريب والتشجيع على الاختلاط.. ولكن لو أن (نفس القرار) خرج من أحد شيوخنا الأفاضل لسمعنا آراء تأييد من قبيل: «قرار سماحته يحمي أعراض بناتنا من الوافدين، ويمنع اختلاطهن بالباعة الأجانب»!!

...لماذا لا نتجاهل المظهر وسوء النية، ونبحث في الرسالة وأصل القضية..الفتاوى التي بدأنا بها المقال (والتي بنت عليها وزارة الشؤون الإسلامية قرارها بإغلاق مكبرات الصوت) لم تأت من فراغ بــل اعتمدت على أحاديث وسنن نبوية صحيحة.. فقد جاء في الموطأ مثلاً أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج على الناس وهم يصلو وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال: إن المصلي يناجي ربه فلينظر بما يناجيه به ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن.. وروي عن أبي سعيد الخدري أنه قال: اعتكف رسول الله في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر وقال: ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضاً، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة أو في الصلاة...

وتعليقاً على هذين الحديثين يقول الشيخ ابن عثيمين (في فتواه السابقة):

وأما ما يدعيه من يرفع الصوت من المبررات فجوابه من وجهين:

ـــ الأول: أن النبي- صلى الله عليه وسلم - نهى أن يجهر الناس على بعض في القرآن وبين أن في ذلك أذية... والمؤمن لا يرضى أن تقع منه أذية لإخوانه.

ـــ الوجه الثاني: أن ما يدعيه من المبررات إن صح وجودها فهي تعارض ما يحصل برفع الصوت من المحذورات (وساق خمسة محذورات) أولها الوقوع فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.



بقلم: فهد عامر الأحمدي - الرياض