#تركيا تُعاقب لاعب كرة تعاطف مع "#عفرين" بوقف أبدي

أنقرة: دفع لاعب كرة قدم ثمنًا باهظًا لمعارضته العملية العسكرية التي يشنها الجيش التركي على مدينة عفرين السورية.

وأصدرت لجنة نظام كرة القدم للمحترفين في تركيا، اليوم الثلاثاء، قرارًا بوقف اللاعب الألماني ذي الأصول الكردية دنيز ناكي المحترف في صفوف نادي "عمد سبور" 3 سنوات و6 أشهر؛ ليكون بذلك قد منع من اللعب نهائيًا لتخطي مدة الوقف ثلاث سنوات كاملة، وفق النظام المعمول به.

ودعا اللاعب متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي للمشاركة في تظاهرات دعم عفرين التي كان من المقرر أن تنظم في مدينة كولن الألمانية.

وأوضحت لجنة نظام كرة القدم للمحترفين في تركيا في حيثيات قرارها أنها "قررت وقف اللاعب لمدة ثلاث سنوات و6 أشهر، بالإضافة إلى غرامة مالية قدرها 273 ألف ليرة تركية (نحو 70 ألف دولار)؛ بسبب الترويج لفكر أيديولوجي عنصري"، على ما أفادت وسائل إعلام تركية.

وجاء القرار بناءً على المواد 42/1-أ، و35/4، و4/2 من قانون تنظيم كرة القدم في تركيا.

وفي التاسع من يناير الجاري، قال محامي اللاعب إن موكله الذي يقيم أصلا في المانيا، نجا من الموت بعد تعرض سيارته لإطلاق نار على الطريق السريع قرب مسقط رأسه، بمدينة دورين، القريبة من كولونيا.

وأضاف المحامي أن "ما حدث لم يثنِ اللاعب (28 عامًا) عن العودة لفريقه الحالي "عمد سبور" بديار بكر"، مشيرًا إلى أن موكله "قرر أن يعود من جديد مع أسرته إلى تركيا".

ووصف موقع "تسايت" الألماني ناكي بأنه "أكثر لاعب محترف في أوروبا معرض للخطر، فهو من أعداء الدولة بالنسبة لأردوغان؛ لأنه يؤيد بقوة حقوق الأكراد، الذين يشن عليهم الرئيس التركي حربًا في جنوب شرق البلاد".

ولد دينيز ناكي في عام 1989 في دورين بألمانيا وكبر وترعرع هناك. ولعب لفرق الشباب بالمنتخب الألماني في خمس فئات عمرية من 17 وحتى 21 عاما، واستطاع أن يفوز مع منتخب تحت 19 عامًا ببطولة أمم أوروبا عام 2008.

أما مشواره الاحترافي مع الأندية فبدأه في ليفركوزن وتنقل بين أندية أخرى أهمها سان باولي، الذي لعب معه  في الدوري الألماني ومازالت تربطه به علاقات قوية.

وحسب تقرير للإذاعة الألمانية "بدأت معاناة ناكي قبل مولده بسنوات طويلة، فوالده، الذي ينتمي للطائفة العلوية الكردية في مدينة درسيم، هرب من النظام التركي وجاء قبل 40 عامًا إلى ألمانيا. ويبدو أن ابنه ورث عنه المعاناة، فعندما كانت مدينة "كوباني" (عين العرب)، السورية محاصرة في صيف عام 2014، أعلن دينيز ناكي تضامنه مع الأكراد، المقيمين بالمدينة، ولذلك تعرض للاستهجان وللهجوم والضرب في الشارع التركي".

وأضاف التقرير: "لما شعر بعدم وقوف فريقه آنذاك "غانجلربيرليه" بجانبه، فسخ تعاقده مع الفريق، الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى بتركيا وانتقل للعب لنادي "عمد سبور"، بديار بكر، الذي يلعب في الدرجة الثالثة".

 ويعتبر هذا النادي بمثابة "منتخب الأكراد المحلي"، فألوان الفريق متطابقة مع العلم الكردي، وهذا ما يجعل اللاعبين الأتراك المؤيدين للرئيس رجب طيب أردوغان ينظرون إلى لاعبيه كأعداء.

وفي ربيع عام 2016 تذكر ناكي في منشور له على موقع "فيسبوك" ضحايا هجوم شنه الجيش التركي على معقل حزب العمال الكردستاني، فما كان من الاتحاد التركي لكرة القدم إلا أن أوقفه 12 مباراة، كما رفعت ضده قضية بتهمة "الدعاية الإرهابية"، وتمت تبرئته في أول جلسة محاكمة؛ لكن الأمر لم ينته فقد تم فتح القضية من جديد في أبريل 2017 وصدر ضد دينيز ناكي حكم بالسجن لعام ونصف مع إيقاف التنفيذ.

ويحمل اللاعب رقم 62 على قميصه ودق على ذراعه وشما بالرقم الكودي لمدينة درسيم، مسقط رأس والده، وعلى الذراع الأخرى كلمة "أزادي" وتعني الحرية باللغة الكردية. وعندما بدأ الموسم الكروي الجديد الصيف الماضي عاد ناكي إلى فريقه بديار بكر، وفي مباراة مع نادي "مرسين"، هجم مشجع متعصب للفريق المنافس عليه وأخذ يضربه ويركله فوق أرض الملعب.