كيف تسترد ضريبة القيمة المضافة؟

في السنتين القادمتين سوف تصدر المملكة على الأقل مئة ألف مكيف ومئة ألف ثلاجة صغيرة ومئة ألف ميكروويف وأدوات مطبخ وأثاث. أو ستضطر أن تلقي بها في السكراب. لن تصبح المملكة في هذه المدة القصيرة دولة صناعية ولكن غرف السائقين مليئة بأدوات وتجهيزات سوف تنتفي الحاجة إليها ويستطيع أيضاً البيت السعودي أن يتخلص من مثلها عندما ينهي علاقته بالخدامة.

لا أظن أن القيمة المضافة وارتفاع أسعار الطاقة المترتبة على مصروفاته ستكون أكثر من راتب الخدامة والسائق إذا أضفنا إليها المصاريف الخفية الأخرى التي تدفعها الأسرة جراء وجود هذين العاملين. كهرباء وماء وصيانة والطعام أيضاً. قد يكون السائق عبئاً فرض على الناس ولكن الخادمة جاءت إلى البيت في أكثر الحالات باختيار محظ.

لكي نسترد توازن الميزانية العائلية بعد الضريبة وارتفاع أسعار الوقود علينا البحث عن حلول داخل المنزل. رفع قيمة الصيانة والاستخدام الأمثل والأطول للأجهزة والأثاث.

بين فترة وأخرى يتردد من باب التفاخر أن المرأة في الزمن القديم كانت تعمل في البيت وحدها. تكنس وتطبخ وتنظف الأطفال وترسلهم للمدرسة. الكلام هذا صحيح مئة في المئة. وأكثر من هذا كانت تقوم وحدها بواجب الضيوف من القهوة إلى الذبيحة. كانت ردودنا على هذا التفاخر ردوداً برجوازية تشي بشيء من التعبير عن الثراء. كنا نقارن بين المطبخين. لا يحتوي المطبخ القديم على أكثر من قدر أو قدرين وملاس وملاسين وعدد من الأواني كالغضار والدلال والصحون والبيالات والفناجين. لا يتعدى مجموع محتويات مطبخ زمان خمس عشرة قطعة. إذا ألقيت نظرة على دولاب واحد في مطبخ اليوم ستجد فيه أكثر من ثلاثين قطعة منوعة وفاخرة وظيفتها الحقيقية تعبئة الفراغات التي خلقها المطبخ الفاخر والواسع. هذه المحتويات الهائلة تحتاج إلى مساعد لإداراتها والعناية بها. لا أعرف هل امتلأ البيت بالأدوات والأجهزة بسبب وجود خادمة تعتني بها أم أن وجود الخادمة شجع على تراكم هذه الأشياء.

الشيء المؤكد أن خروج الخادمة من البيت سوف يعيد تشكيل الثقافة الاقتصادية في حياة الأسرة. سنواجه سؤالاً لم نكن نلقي له بالاً. عندما تخطط لشراء سجادة سوف يطرأ عليك سؤال من سينظفها ويعتني بها في حال غادرت الخادمة البيت. عندما يترك الأولاد ملابسهم مبعثرة في الممرات والغرف سوف يطرأ السؤال. من سيلم وراءهم ولماذا كل هذه التشكيلة من الملابس. مثل هذه الأسئلة وغيرها كثير سوف تعزز الإحساس بالمسؤولية عند الأب والأم. عندما ننزع الشحم الزائد من جسد الأسرة سوف نواجه هذه المتغيرات الاقتصادية بثقة واقتدار.

بقلم: عبدالله بخيت - الرياض