من #الرياض.. #التحالف_الإسلامي_العسكري يعلن #استراتيجيته ومجالات المواجهة
راحيل شريف
الرياض: بلهجة حاسمة لا لبس فيها، أكد القائد العسكري للتحالف الإسلامي العسكري الباكستاني راحيل شريف، أن التحالف الجديد يهدف في الأساس إلى محاربة الإرهاب ولا يستهدف أي دولة أو دين.
وقال راحيل -خلال أعمال الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف-: إن الدول الإسلامية تدفع ثمنًا كبيرًا في مواجهتها الإرهاب، ويجب تشكيل رد فعل جماعي ضده.
وأضاف: أن "التحالف سيعمل على تجفيف شبكات تمويل الإرهاب عبر قدراتنا الاستخبارية وآليات الدعم بين الدول".
وتأتي تصريحات راحيل كرد واضح على التساؤلات والاستفسارات التي دارت في أذهان الكثيرين بمجرد الإعلان عن تشكيل التحالف الذي يضم 40 دولة عربية وإسلامية بجانب المملكة العربية السعودية؛ هي: أفغانستان والإمارات والأردن وأوغندا وباكستان والبحرين وسلطنة بروناي وبنجلادش وبنين وبوركينا فاسو وتركيا وتشاد وجمهورية توجو وتونس وجيبوتي وساحل العاج والسنغال والسودان وسيراليون والصومال وعمان والجابون وجامبيا الإسلامية وغينيا وغينيا بيساو وفلسطين والاتحاد القمري والكويت وقطر ولبنان وليبيا والمالديف ومالي وماليزيا ومصر والمغرب وموريتانيا والنيجر ونيجيريا واليمن.
وأصدر التحالف على خلفية الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع الدول المشاركة فيه الذي عقد اليوم الأحد في الرياض؛ ورقة أوضح خلالها الأهداف الاستراتيجية التي دفعت الدول الأعضاء إلى تأسيسه والتي أوجزها في:
- رفع مستوى مساهمة دول العالم الإسلامي في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين بتقديم قيمة مضافة في الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب.
- تعزيز التضامن الإسلامي وروابط التعاون والإخاء بين الدول الإسلامية الأعضاء في التحالف، بما يضمن الوقوف صفًّا واحدًا ضد محاولات الجماعات الإرهابية لزعزعة الأمن في الدول الأعضاء، أو تشويه صورة وسماحة الإسلام والمسلمين
- محاربة الفكر المتطرف العنيف ومظاهر الغلو في دول التحالف الإسلامي من خلال حملات فكرية مضادة تفند وتبطل هذا الفكر، وبما يساهم في إحباط إرادة قادة وأتباع هذا الفكر.
- المحافظة على المعتقد الإسلامي الصحيح ونشر قيم الإسلام السمحة كالرحمة، والعدل، والسلام، والتعايش بين كافة الأجناس بغض النظر عن أديانهم ومذاهبهم وأعراقهم.
- محاربة تمويل الإرهاب بالتعاون بين الدول الإسلامية، ومع دول العالم، والشرعية الدولية، للالتزام بالاتفاقيات الدولية، وتطوير أُطر العمل القانونية والتنظيمية والتشغيلية.
- تأسيس شراكة تعاون استراتيجية بين دول التحالف الإسلامي من جهة، وبينها وبين دول العالم والمنظمات الدولية من جهة أخرى؛ لتبادل الخبرات والمعلومات حول الحرب على الإرهاب.
كما أشار التحالف إلى أن عدد من المحددات الاستراتيجية وعوامل النجاح يمكنها أن تساهم في نجاح مهمته وتحقيق هدفه؛ منها الشرعية التي يستمدها من انضمام أغلبية الدول الإسلامية ودعم المجتمع الدولي واحترامه له، واعتزام دول التحالف القيام بتوظيف الثقافة المحلية لمحاربة الإرهاب ومشاركة الأعضاء في تمويل مبادرات محاربة الإرهاب حسب الإمكانات، والرغبة في المشاركة والفاعلية بالسرعة في اتخاذ القرارات المطلوبة، فضلًا عن بناء الشراكات مع المنظمات الدولية والدول الداعمة ذات القدرات المتقدمة في مجال محاربة الإرهاب والتعاون والتنسيق بين هذه الدول والمنظمات المنظمات الدولية.
وأكد التحالف أن عوامل النجاح أيضًا تحقيق مبدأ المشاركة بحيث تشارك الدول الأعضاء في عملية التخطيط واتخاذ القرار، وأن يكون ثمة هدفًا مشتركًا واتفاقًا كاملًا على أهمية التحالف والمواءمة بين رؤية التحالف والأهداف الاستراتيجية مع تأكيد احترام سيادة الدول الأعضاء واستقلالية قوانينها وأنظمتها.
وحدد التحالف أيضًا المجالات التي سيتحرك عبرها في إطار حربه على الإرهاب؛ فشملت المجال الفكري، بحيث يسعى التحالف إلى المحافظة على عالمية رسالة الإسلام الخالدة مع تأكيد المبادئ والقيم الإسلامية كالاعتدال والتسامح والرحمة والتصدي لنظريات وأطروحات الفكر الإرهابي، بإيضاح حقيقة الإسلام الصحيح وإحداث الأثر الفكري والنفسي والاجتماعي لتصحيح هذه المفاهيم الإرهابية المتطرفة.
وشملت هذه المجالات أيضًا المجال الإعلامي؛ إذ يعتزم التحالف العمل على تطوير وإنتاج ونشر محتوى تحريري واقعي وعلمي وجذاب لاستخدامه في منصات التواصل والقنوات الإعلامية التابعة للتحالف أو من أطراف أخرى بهدف فضح وهزيمة الدعاية الإعلامية للجماعات المتطرفة، وترسيخ الأمل والتفاؤل، وقياس الأثر في العقليات والسلوكيات
وينظر التحالف إلى مجال محاربة تمويل الإرهاب بأهمية قصوى؛ حيث التعاون والتنسيق مع الجهات المعنية في مجال محاربة تمويل الإرهاب في الدول الأعضاء، وترويج أفضل الممارسات، وتطوير أُطر العمل القانونية والتنظيمية والتشغيلية، وتيسير تبادل المعلومات لدعم عمليات الوقاية والكشف والقبض على تمويل الإرهاب.
ويأتي المجال العسكري باعتبارها من أهم الدوافع وراء تأسيس التحالف؛ إذ ستعمل قيادة التحالف على المساعدة في تأمين الموارد والتخطيط للعمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب في الدول الأعضاء، وتيسير عمليات تبادل المعلومات العسكرية بأسلوب آمن، وتشجيع الدول الأعضاء على بناء القدرات العسكرية لمحاربة الإرهاب من أجل ردع العنف والاعتداءات الإرهابية.
ويعد تأسيس التحالف ثمرة الجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية؛ إذ جاء تشكيله بمبادرة من المملكة في حين أعلن عنه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد وزير الدفاع في ديسمبر 2015.