تجزئة وزارة التعليم.. ومثال الصحة

من ينظر لوزارة التعليم لدينا، يجدها ضخمة كمسؤوليات وجهاز إداري حكومي يضم مئات الآف من المنتسبين لها، والوزارة أصبحت أضخم مع دمج التعليم العالي، وحين ننظر لوزارة التعليم نجدها مسؤولة عن "المدارس كمبانٍ من بناء وتشييد واختيار وصيانة وغيرها، ومسؤولة عن المناهج الدراسية للمدراس العامة؛ ابتدائي للثانوي"، ومسؤولة عن الصيانة للمدراس والمرافق، ومسؤولة عن طباعة الكتب، ومسؤولة عن التدريب والتأهيل للمعلم أو الموظف، وغيرها من أعمال الوزارة التي قد لا تكون ظاهرة أو بارزة للجمهور عامة، من كل ذلك، أقدم رأياً ومقترحاً وهو، تجزئة وزارة التعليم، بحيث يُفصل عنها "البناء والتشييد للمدارس والصيانة" و"طباعة المناهج وكل ما يتعلق بالطباعة" و"فصل التدريب والتأهيل"، ما أريد الوصول له هو أن يكون دور الوزارة هو "التعليم" فقط والتركيز به وبعمق شديد وتام، ولا يتشتت دورها في أعمال لا علاقة للتعليم بها، كطباعة أو بناء أو صيانة، وحتى يمكن أن نصل للتدريب، فحين تركز الوزارة على "التعليم فقط" سيكون لديها قدره أعلى وأشمل لتقدم أفضل الأدوات التعليمية لكل الطلاب والطالبات، وكذلك خدمة المعلمين والمعلمات والجهاز الإداري بالمدرسة.

تجزئة عمل الوزارة، لا يعني أنها ستفقد أعمالاً هي مسؤوليتها، فحين يتم النقاش حول طباعة أو بناء أو صيانة أو نحو ذلك، ما علاقة هذا بوزارة التعليم؟؟ فهذه تحتاج إلى كوادر خاصة منفصلة لا علاقة لها بالتعليم، فدورهم مختلف كلياً ولا يشمل العملية التعليمية، ونفس الشيء يمكن أن يكون في وزارة الصحة وهي أعتقد بدأت بهذا المسار بخصصه لا تعني تكلفة كأول ما يتبادر لذهن الكثير، بل القصد هنا رفع كفاءة العمل والإنتاجية بأعلى مستوى، ويكون عمل كل وزارة للعمل الذي خصصت له "تعليم تعليم فقط" و"صحة صحة فقط"، وهكذا وهذا مهم لكي يكون الأثر عميقاً وإيجابياً لإنتاجية عالية، ويمكن أن يكون هناك جهاز حكومي مسؤول عن "البناء والتشييد والصيانة" لهم تخصصهم وإدارات خاصة بهم، وهم أكثر من يتقن هذا العمل، وليس طبيباً أو معلماً ومتخصصاً بمجاله.

أقدم هذه القراءة وأعتقد أنها ستكون إيجابية بحصر نشاط كل جهاز حكومي خدمي، بما هو عمله الأساسي، وسنجد الأثر الإيجابي الذي يمكن أن ينتج بعدها بكفاء] وأداء عالٍ.


بقلم: راشد بن محمد الفوزان - الرياض