#خادم_الحرمين ينتصر لـ"أواصر التاريخ والدم" ويفتح باب الأمل مع #العراق

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود

الرياض: افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ودولة الدكتور حيدر العبادي رئيس وزراء جمهورية العراق في قصر اليمامة بالرياض اليوم؛ الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي العراقي، بحضور وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية ريكس تيلرسون.

وفي بداية الاجتماع تُليت آيات من القرآن الكريم.

ثم ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- الكلمة التالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

دولة رئيس مجلس وزراء جمهورية العراق الشقيق الأخ الدكتور حيدر العبادي، وزير الخارجية الأمريكي السيد ريكس تيلرسون.

الإخوة أعضاء مجلس التنسيق السعودي – العراقي..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يسرنا أن نرحب بكم جميعًا في المملكة العربية السعودية، شاكرين دولة الأخ الدكتور حيدر العبادي على تلبية دعوتنا وحضور الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي-العراقي.

كما نشكر وزير الخارجية الأمريكي على حضوره هذا الاجتماع الذي يعكس الاهتمام الذي يوليه فخامة الرئيس ترامب والإدارة الأمريكية للمصالح المشتركة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية وجمهورية العراق الشقيق.

أيها الإخوة الكرام..

إننا نواجه في منطقتنا تحديات خطيرة تتمثل في التطرف والإرهاب ومحاولات زعزعة الأمن والاستقرار في بلداننا؛ ما يستدعي منا التنسيق التام لمواجهة هذه التحديات.

وإننا إذ نبارك لأشقائنا في العراق ما تحقق من إنجازات في القضاء على الإرهاب ودحره، الذي شارك فيه التحالف، والذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة، وتشارك فيه المملكة ودول شقيقة وصديقة، لنؤكد دعمنا وتأييدنا وحدة العراق الشقيق واستقراره، مؤملين معالجة الخلافات داخل البيت العراقي من خلال الحوار، وفي إطار الدستور العراقي.

إن حضورنا اليوم، يعكس اهتمامنا جميعًا بهذا المجلس، وما نعلقه عليه من آمال في تطوير العلاقات وتعزيزها بين شعبينا وبلدينا الشقيقين في كافة المجالات.

وإن الإمكانات الكبيرة المتاحة لبلدينا تضعنا أمام فرصة تاريخية لبناء شراكة فاعلة لتحقيق تطلعاتنا المشتركة.

أيها الإخوة الكرام..

إن ما يربطنا بالعراق الشقيق ليس مجرد الجوار والمصالح المشتركة، وإنما أواصر الأخوة والدم والتاريخ والمصير الواحد.

ونتطلع جميعًا إلى أن تسهم اجتماعات المجلس في المضي بذلك لآفاق أرحب وأوسع، وستكون أعماله محل متابعة شخصية منا ومن دولة رئيس مجلس الوزراء.

ونسأل الله العلي القدير أن يوفقنا جميعًا لما فيه خير بلدينا وأمتينا العربية والإسلامية والعالم أجمع.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بعد ذلك، ألقى دولة رئيس وزراء جمهورية العراق كلمة نوه خلالها بالتطور الذي تشهده العلاقات بين البلدين الشقيقين، مشيرًا إلى أن الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي-العراقي جاء ثمرة الجهود والنوايا الطيبة المشتركة التي تعبر عن توجهات وسياسات قيادتي البلدين، مزجيًا شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.

واستعرض دولته عددًا من موضوعات التعاون والمصالح المشتركة بين المملكة والعراق، وربطها بشبكة علاقات بمختلف المجالات للإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية، وتوسيع التعاون الأمني والاقتصادي والتجاري والثقافي.

وأكد أهمية تركيز التعاون في محاربة الإرهاب، والعمل لإيضاح أنه لا يمثل ديننا الإسلامي، وهو عدو للإنسانية جمعاء، وأن الدول العربية والإسلامية هي الأكثر تضررًا منه ودمارًا.

وشدد العبادي على أن المنطقة لا تحتمل مزيدًا من التقسيم ولا استمرار النزاعات، وضرورة إنهاء النزاعات المسلحة ووقف سياسات التدخل في شؤون الآخرين من أجل مصلحةٍ خاصةٍ لهذه الدولة أو تلك، والبدء بمرحلة جديدة من التعاون الشامل والتكامل الاقتصادي المشترك.

وقال: "نحن نؤمن أن أمننا واستقرارنا واقتصادنا ومصالحنا يجب أن تُصاغ بعمل مشترك بين دول المنطقة.. نريد أن يعيش الجميع باستقرار ورفاهية، وإننا مستعدون لتوحيد جهودنا مع جهود إخواننا للبدء بعهد جديد من السلام والاستقرار والتنمية وإقامة شبكة مصالح تخدم شعوبنا وتعمّق علاقاتنا وتفتح أبواب المستقبل للشباب بدلًا من أن تخطفه عصابات الإرهاب والجريمة".

وأضاف: "نحن جادون في التعاون، وصادقون في مدّ يدنا، وسنعمل على إنجاح أي خطوة من شأنها ترسيخ الأمن والاستقرار والازدهار والتنمية. ونحن متفائلون بالمجلس التنسيقي المشترك بين العراق والسعودية وبما سيحققه لشعبينا الشقيقين بمشيئة الله، وأجدد شكري وتقديري لخادم الحرمين الشريفين على حسن الضيافة التي غمرنا بها".

عقب ذلك ألقى وزير الخارجية الأمريكي كلمة أثنى فيها على العلاقات الأمريكية-السعودية والعلاقات الأمريكية العراقية، مؤكدًا ضرورة نمو هذه العلاقات.

وأشاد بالإنجازات التي حققتها الحكومة العراقية في محاربة تنظيم داعش الإرهابي، مبينًا أن العراق بحاجة ماسة إلى إعادة البناء وتعزيز الاستقرار.

ورحب بتأسيس مجلس التنسيق السعودي-العراقي الذي سيسهم في الإصلاحات وفي تنمية القطاع الخاص التي بدورها ستشجع على الاستثمار وفي جهود إعادة إعمار البناء في العراق.

وأكد أن ذلك يبرهن على وجود اقتصاد قوي ومتنامٍ في العراق بمشاركة من جميع مواطنيه الذي سيضع الأساس لتعاون مثمر، مشيرًا إلى أن مجلس التنسيق السعودي العراقي يأتي لصالح البلدين والمنطقة بأكملها، مؤكدًا دعم الولايات المتحدة الأمريكية للتعاون المستمر بين المملكة والعراق.

وفي ختام الاجتماع، جرى التوقيع على محضر تأسيس مجلس التنسيق السعودي العراقي، وقعه من الجانب السعودي وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، ومن الجانب العراقي وزير التخطيط ووزير التجارة الدكتور سلمان الجميلي.

حضر افتتاح الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي العراقي، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان الوزير المرافق، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ووزير التجارة والاستثمار رئيس الجانب السعودي في مجلس التنسيق السعودي العراقي الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، ووزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، ووزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، ووزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، ووزير الحج والعمرة الدكتور محمد بن صالح بنتن، ووزير المالية الأستاذ محمد بن عبدالله الجدعان، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد، ووزير النقل الدكتور نبيل بن محمد العامودي، ومساعد وزير الدفاع الأستاذ محمد بن عبدالله العايش، ونائب وزير الداخلية الدكتور أحمد بن محمد السالم، ووزير الدولة لشؤون الخليج العربي الأستاذ ثامر بن سبهان السبهان، ونائب رئيس الاستخبارات العامة الأستاذ أحمد بن حسن عسيري، والقائم بأعمال سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية العراق عبدالعزيز الشمري.

كما حضر الافتتاح أعضاء الوفدين العراقي والأمريكي.