يوم الملك سلمان

حكم الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله مدينة الرياض قرابة خمسين سنة. كانت تجربة حافلة بالإعمار والتسامح لكل من عاشها. حبا الله الملك سلمان ذاكرة قوية لا تنسى أدق التفاصيل وكان بطبعه اجتماعيا يحب الناس ويحبونه. من عاداته أن يخصص جزءا من وقته لعيادة المرضى في المستشفيات دون تمييز وأن يواسي كل من فقد عزيزا إما بالحضور الشخصي إلى بيته وإذا تعذر ذلك اتصل بالتلفون.

كان حفظه الله أكثر الداعمين للجمعيات الإنسانية والخيرية والإسلامية. كان يشرف عليها بصورة مباشرة. كان يرعى المؤسسات الدينية ويدافع عن إسلامية السعودية في الداخل والخارج. وقف مع المشايخ وطلبة العلم ولكنه لم يتجاهل المثقفين والإعلاميين. كان صديق الجميع. ثلاثة أشياء يرعاها دائما حفظه الله. الدين والوطن والتقدم. لم ير أن ثمة تعارضا بين هذه الثلاثة الأساسيات التي تقوم عليها المملكة العربية السعودية.

عندما تولى مقاليد الحكم كانت بشارة للجميع. كل مواطن آمن ان سلمان بن عبدالعزيز هو خياره لتحقيق تطلعاته. لن تطغى فئة من المجتمع على أخرى ولن يعلو صوت على حساب الآخر.

ثلاث سنوات ارتقى فيها مواطنون للعيش كمواطنين ولم يهبط فيها أحد. لم يعد يملك أي تيار أن يفرض أسلوبه وحياته على الآخرين. عش بالأسلوب الذي تراه ودع غيرك يعيش بالأسلوب الذي يراه. اصبحنا نعيش في المملكة بقدر تسامح الإسلام وتحضره وحمايته لحقوق الناس. في ثلاث سنوات فقط شعر المواطن كأنه عاش ثلاثين سنة.

الحزم شعار المرحلة السلمانية. تصدى للفوضى في اليمن ووقف بالحزم نفسه مع الشعب السوري وها اليوم يصدى لعبث الحكومة القطرية وتآمرها. هذا الحزم ليس سياسة خارجية بل فلسفه حكم.

ما نشاهده اليوم من احتفاء المواطن السعودي بيومه الوطني هو ثمرة الحزم. نقلت لنا آلاف العدسات الاحتفالات التي أقامتها هيئة الترفية. خرجت آلاف العائلات السعودية وعبرت عن فرحتها بيوم وطنها. هذا الوطن الذي أمن الدفء والأمن والسلام والرفاهية للأجيال السعودية يستحق أن نحتفل به كما تحتفل الشعوب بأوطانها. خروج مئات الألوف من العائلات طوعا من منازلها والتجمع في الساحات والاشتراك في الأناشيد الوطنية والتعبير بعفوية عن يوم الوطن يأتي تجديدا وتأكيدا للبيعة والمحبة للملك سلمان وولي عهده الشاب. أكد لهم ملك الحزم أن لهم وطنا يستحق ان يتفاخروا به. ولن يصدهم عنه احد. وأن الشعب السعودي ليس ملحقا في كينونة أكبر لا قيمة فيها لكلمة وطن. هذا الشعب جزء من الإنسانية وليس جزءاً من أيدلوجيات مصنوعة تصادر حقوق الأنسان وحقه في المواطنة, هذه الاحتفالية الرائعة هي اعلان موت الأيدلوجيات الثلاث التي ابتلى بها الإنسان السعودي. ايدلوجيا الأممية وايدلوجيا الكآبة وثقافة الموت والأيدلوجيا المناهضة للتقدم.

بقلم: عبدالله بن بخيت - الرياض